ترجمة: حامد أحمد
تناول تقرير للأمم المتحدة حول تعاونها مع العراق بشأن تحقيق التنمية المستدامة (UNSDCF) على مدى خمس سنوات للفترة من 2020 إلى 2024، مشاركة 23 وكالة تابعة لها في التركيز على جوانب التماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي والخدمات الفعالة والحلول المستدامة لآلاف من العوائل المتضررة من نازحين وعائدين في عدة محافظات من بينها نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك والأنبار.
وذكرت الأمم المتحدة أنها بالتعاون مع وزارة الزراعة، قدّمت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» وهيئة الأمم المتحدة للمرأة حُزمًا من دعم سبل العيش لنحو 8 آلاف و209 أُسَر في محافظات البصرة وميسان وذي قار، شملت أدوات ومعدات زراعية، فضلًا عن تدريب 400 نازح داخلي وعائد وعضو من المجتمعات المضيفة على إدارة الأعمال والتسويق، مع تقديم تدريب مهني لـ 1,297 امرأة في مجالات السياحة البيئية والبستنة. كما تم توفير أنظمة الزراعة المائية لـ 995 امرأة، مما مكّنهن من تعزيز سبل العيش بالنسبة للأُسَر التي تعتمد على تربية الماشية.
في حين قدّمت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) مساعدات فردية لسبل العيش إلى 1,867 نازحًا داخليًا وعائدًا وعضوًا من المجتمعات المضيفة، مما مكّنهم من بناء سبل عيش مستدامة ومرنة في محافظات ديالى ونينوى والأنبار وصلاح الدين.
وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وفّر صندوق تطوير المؤسسات التابع للمنظمة الدولية للهجرة 2,424 فرصة عمل في عشرة محافظات، بضمنها بغداد والبصرة وديالى ونينوى والسليمانية وذي قار، وقدّم مِنَحًا لتوسيع الأعمال لـ 541 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا، إلى جانب سبع مشاركات ساهمت فيها الأمم المتحدة في إعادة تأهيل بُنى تحتية حيوية لاقتصاد العراق، شملت أسواقًا وأنظمة ريٍّ.
كما دعمت الأمم المتحدة (المركز الدولي للتجارة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة) روّاد الأعمال العراقيين لإطلاق 500 مشروع جديد في نينوى والبصرة وبغداد، وعزّزت قدرات 854 رائد أعمال على إنشاء أو توسيع مشاريعهم الزراعية من خلال التدريب، والإرشاد، والوصول إلى التمويل. ونُفّذ هذا الدعم بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الزراعة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وضمن قصص النجاح المتحققة لعوائل متضررة من نازحين وعائدين عبر هذه الجهود هو ما حصل مع عائلة حسن سلام، وهي عائلة أيزيدية اضطرت إلى الفرار من مسقط رأسها في بلدة برطلة بمحافظة نينوى عندما اجتاح تنظيم داعش المنطقة، وبعد سنوات عادوا ليجدوا مصنعهم المزدهر سابقًا قد تعرّض لأضرار جسيمة.
وأثناء عمل عائلة سلام على إعادة تأهيل مشروعهم في إنتاج الزيتون والمخللات، قدّم لهم برنامجٌ تدريبيٌّ تابعٌ لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية دعمًا لا غنى عنه. وبتمويل من الحكومات المانحة وبالتعاون مع الحكومة المحلية، ساهم البرنامج في إنعاش اقتصاد نينوى من خلال تدريب أصحاب الأعمال المحليين على معايير السلامة في مكان العمل، والنظافة، والتسويق.
ويقول حسن: «كنتُ سعيدًا جدًّا عندما تواصلتُ مع الحكومة المحلية في المنطقة لتسجيلي في التدريب. بالإضافة إلى المعلومات المهمة حول النظافة والسلامة في مكان العمل، تعلّمنا أساليب حفظ وتسويق المنتج».
وقد عزّز التدريبُ والدعمُ اللاحق، بما في ذلك توفير الآلات الأساسية، من كفاءة عمل عائلة حسن سلام. وهم يخططون الآن للتوسع في عملهم على مستوى البلد. وبما أنهم يحصلون على المواد الخام من المزارعين المحليين، فإن نجاحهم ينعكس إيجابيًا على المجتمعات المحيطة بهم أيضًا. ومن خلال دعم المشاريع المحلية مثل مشروع عائلة حسن، تسهم مبادرات الأمم المتحدة في تعزيز سبل العيش المستدامة، والأمن الغذائي، والنمو الاقتصادي في العراق. قصة نجاح أخرى حول دعم عوائل عائدة لبناء حياتها من جديد هو ما حصل مع عائلة حنان حميد من مدينة الفلوجة، التي اضطرت للفرار من قريتها في الصقلاوية بسبب القتال مع داعش، وعندما رجعوا بعد تحرير المنطقة وجدوا بيتهم قد تهدّم.
تتذكر حنان حميد وتقول: «عندما عدتُ ورأيتُ بيتي قد تهدّم، جلسنا على الأرض المتسخة وبناتي الصغيرات وأنا أبكي بحرقة».
ولهذا كان مشروع البُنى التحتية المحلية في ريف الأنبار، الممول من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، بالتعاون مع الحكومة المحلية في الأنبار، بمثابة طوق نجاة لأسر مثل أسرة حنان. لقد أعاد المشروع بناء منازل، ورمّم محطة الرميلة للمياه، مع تركيب أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية.
تقول حنان: «لقد تغيّرت حياتي نحو الأفضل بسبب هذا المشروع. الآن أشعر بأمان مع بناتي. كما أنني أتمتع بالحصول على المياه بعد ساعات التجهيز المائي. هذه نعمة».
قصة حنان تعكس قصص 259 ألف شخصٍ في محافظة الأنبار استفادوا من هذا المشروع، الذي وفّر دعمًا حيويًا للعائدين عبر ضمان الحصول على المأوى والخدمات الأساسية، وتعزيز الأمان، وتمكينهم من إعادة بناء حياتهم بكرامة.
من جانب آخر، دعمت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة لرعاية الأطفال وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولجنة رعاية الطفولة في إنشاء أنظمة أكثر تكاملًا وفعالية لحماية الأطفال تمكّن في جميع أنحاء العراق من الوصول إلى الدعم الحيوي. حيث تم إنشاء 44 مركزًا للطفولة، وإنشاء 10 وحدات لرعاية الطفولة في المثنى وبغداد والأنبار ونينوى. وفي إقليم كردستان، عملت الأمم المتحدة مع الوزارة لدعم 27 وحدة لحماية الطفل، تم تجهيزها باختصاصيين اجتماعيين مدرَّبين لتقديم حزمة من خدمات حماية الطفل والاستجابة لحالات العنف.
عن ريليف ويب الدولي










