ترجمة: حامد أحمد
حذّر الدبلوماسي الأميركي السابق، جيمس جيفري، من أن الانسحاب الأميركي من العراق قد يولّد فراغًا أمنيًا يستغله داعش، مكرّرًا سيناريو 2011، في وقت ما يزال التنظيم نشطًا داخل سوريا، داعيًا الإدارة الأميركية إلى التفاوض للإبقاء على وجود عسكري محدود مع استمرار العلاقة الأمنية بين البلدين.
وقال جيفري، الذي شغل منصب السفير الأميركي لدى العراق وتركيا، والممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون سوريا، والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش، في مقابلة مع موقع K24 الإخباري، إن رحيل القوات الأميركية قد يزعزع استقرار العراق والمنطقة بشكل عام، ويقوّض سنوات من المكاسب الأمنية.
وتحدث جيفري، من ولاية فرجينيا، عن المخاطر المزدوجة التي يواجهها العراق، مشيرًا إلى أن الوجود الأميركي كان بمثابة ركيزة حاسمة لاستقرار البلاد والحفاظ على سيادتها ومسارها الديمقراطي. وقال إن هناك نفوذًا إيرانيًا متزايدًا، وإن القوات الأميركية في العراق ساعدت البلاد على البقاء مستقرة وحرة وديمقراطية.
وعلى الرغم من اعترافه بأن بعض الجهات العراقية ترحّب برحيل قوات التحالف، فقد دعا الإدارة الأميركية للتفاوض على استمرار وجود عسكري محدود.
وأشار إلى أن عدم وجود القوات الأميركية على الأرض قد يؤدي إلى تراجع خطير، مضيفًا: «سيبقى لدينا علاقة أمنية بعد انسحاب القوات، لكن كان لدينا واحدة بعد عام 2011 أيضًا. بدون قوات أميركية وقدرة على محاربة أعداء أميركا والعراق، أخشى أننا نكرر نفس الخطأ مرة أخرى بعد أكثر من عقد من الزمن».
ورسم الدبلوماسي السابق صورة قاتمة للتهديد المستمر الذي يشكله داعش، مشيرًا إلى قدرة التنظيم على التعافي مجددًا. وأكد أن المعركة لم تنتهِ بعد، مستشهدًا بالالتزام العسكري الأميركي المستمر في سوريا كدليل على استمرار نشاط التنظيم الإرهابي.
وقال: «أظهر تنظيم داعش قدرة على إعادة تنظيم نفسه». وأشار إلى أنه حتى مع وجود «أفضل القوات وأكثرها نخبة» والقوة الجوية الأميركية الكبيرة في سوريا لعقد من الزمن، لا يزال التنظيم نشطًا في صحراء البادية، وهيكله القيادي موجود في إدلب، كما أثبتت غارة أميركية أخيرة.
وتناول جيفري جذور التنظيم، الذي بدأ كتنظيم قاعدة في العراق، واستغل الحرب الأهلية في سوريا لبناء ما يسمى بالخلافة المزعومة، مشددًا على أن عدم استقرار سوريا يوفّر أرضًا خصبة لعودة داعش. وأضاف: «طالما بقيت سوريا غير مستقرة، هناك فرصة لنمو داعش مرة أخرى، وتهديد العراق وسوريا وتركيا والأردن».
وقال جيفري: «لا أعتقد عمومًا أن سحب أعداد قليلة من القوات الأميركية، التي لا تكلّفنا كثيرًا من المال، أمر منطقي. لدينا ما يقرب من مليوني جندي جاهزين. يمكننا توفير بضعة آلاف هنا وهناك. نحن نقوم بعمل جيد ولا نعاني خسائر كبيرة، وهذا هو الحال».
وبالإضافة إلى مهام القوات في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، يقول السفير جيفري إنها تعمل أيضًا على نحو غير مباشر في حفظ موازنة القوى في المنطقة، خصوصًا ما يتعلق بالنفوذ الإيراني، مشيرًا إلى أن رغبة بعض الفصائل في العراق برحيل القوات الأميركية مرتبطة مباشرة بهذه الوظيفة.
وفيما يتعلق بسوريا، أوضح جيفري أهداف المهمة الأميركية هناك، مؤكدًا أنها تركز أساسًا على هزيمة داعش وتعزيز الاستقرار، وليس بناء الدولة أو إقامة مناطق حكم ذاتي. وأشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية الكردية كانت «قوة فاعلة للغاية» وشريكًا أساسيًا في الحرب ضد داعش.
وقال إن واشنطن تدعم جهود استقرار البلاد وتعمل مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية على تنفيذ الاتفاقات التي أبرمها الجنرال مظلوم عبدي مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وتطرّق السفير الأميركي السابق إلى جانب العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والعراق، مشيرًا إلى تمتع العراق باحتياطيات نفطية ضخمة في جنوب البلاد وإقليم كردستان، واصفًا العراق بأنه أحد أهم منتجي النفط في العالم.
وقال إن استقرار مثل هذا اللاعب المهم في سوق الطاقة العالمي، هو أحد أولويات وأقطاب السياسة الأميركية في المنطقة، مشيرًا إلى أن العراق «من المهم أن يبقى بحماية ورعاية أيدٍ صديقة للمنطقة وصديقة للمجتمع الدولي، وهذا سيظل حجر الزاوية الرئيسي للسياسة الأميركية في المنطقة».
عن K24 الإخباري










