حلبجة /آكانيوز اعلن مصدر من الدائرة الإعلامية لمنظمة المتابعة كردوسايد (جاك) عن عقد ندوة في البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل لإحياء الذكرى 23 لقصف حلبجة بالأسلحة الكيمياوية. وأفاد قادر نادر لوكالة كردستان للأنباء، انه "سيتم عقد ندوة لإحياء الذكرى 23 لقصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية وعمليات الانفال في البرلمان الأوروبي في بروكسل في 16 آذار/مارس تحت عنوان (احياء ذكرى الابادة الجماعية في حلبجة ومراحل عمليات الانفال في البرلمان الاوروبي)"،
مشيرا الى ان "الندوة ينظمها كل من المؤتمر القومي الكردستاني (كنك) وتجمع اليسار في البرلمان الأوروبي و مجموعة اصدقاء الكرد في البرلمان الأوروبي".يذكر ان منظمة كردوسايد (جاك) منظمة كردية تأسست في العام 2002 باسم منظمة حلبجة للوقوف ضد تعرض الشعب الكرد لعمليات الانفال والجينوسايد، لكن المنظمة قامت خلال المؤتمر الثاني لها بتغيير اسمها الى منظمة كردوسايد، وعقدت المنظمة ثلاثة مؤتمرات حتى الآن ولها خمسة فروع في اقليم كردستان. وأضاف نادر ان "الهدف من الندوة الى جانب التذكير بالفاجعتين هو حث البرلمان الأوروبي على تعريفهما بالجينوسايد (الإبادة الجماعية)"، مشيرا الى "مشاركة العديد من البرلمانيين والسياسيين والمختصين الاكاديميين والصحفيين الاوروبيين والكرد فيها".وأوضح ان "اهمية هذه الندوة تكمن في انها المرة الاولى التي يتم فيها عقد ندوة في البرلمان الاوروبي بشأن الابادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الكردي"، مبينا "انها ستدخل في البرنامج السنوي لندوات البرلمان الأوروبي وسيتم عقدها كل عام". وعلى الصعيد نفسه أفاد مسؤول العلاقات الاجنبية في منظمة المتابعة الكردوسايد هيوا ناصح لـ(آكانيوز)، امس السبت، انه "سيتم عقد ندوة حول مأساة حلبجة في المكتب الرئيس للامم المتحدة في العاصمة النمساوية جنيف باشراف من منظمته وبالتعاون مع منظمتين دوليتين في 16 آذار/مارس القادم". واضاف ناصح ان "الندوة ستعقد تحت عنوان (حلبجة ، الانفال ، المقابر الجماعية ، المفقودين وتعويضهم)"، مشيرا الى انها "ستضم عرض فيلم وثائقي عن مأساة حلبجة والانفال وافتتاح معرض فوتوغرافي يحضرها عدد من الشخصيات والمختصين الأجانب والكرد من اقليم كردستان وخارج الاقليم". يذكر ان من الهجمات الدامية لنظام صدام، قصف مدينة حلبجة في محافظة السليمانية يوم 16آذار/مارس عام 1988، بالغاز السام (الكيماوي) إذ قامت الطائرات الحربية التابعة للنظام السابق بقصف المدينة بشكل مكثف وسقط على أثرها الآلاف من القتلى. وفي نهاية المطاف قصفت كل الطرق التي يريد الناس الخروج منها وقتل في ذلك اليوم أكثر من خمسة آلاف من مواطنين أبرياء وجرح عشرات الآلاف وهرب جميع سكانها الناجين نحو الحدود الإيرانية.وكان غرض البعث من قصف مدينة حلبجة لمسحها من الخارطة من جهة ومحاولة لإبادة سكانها ومختبرا لاستخدام الأسلحة الكيماوية الفتاكة من جهة أخرى ولهذا الغرض استخدمت غازات قاتلة ومحظورة منها القنابل الفسفورية وسيانيد وخردل. ويستعد إقليم كردستان العراق لإحياء "مجزرة حلبجة" بعد اقل من أسبوع، والتي قتل فيها نحو خمسة آلاف كردي حينما نفذ الجيش العراقي آنذاك حملة أطلق عليها اسم "الأنفال" واستمرت من فبراير/شباط إلى أغسطس/ آب عام 1988. وكثير من الجرحى الذين اوصلتهم لجان الإغاثة إلى مستشفيات طهران والمدن الإيرانية الأخرى ماتوا بسبب جروحهم الخطرة ودفن بعضهم في المخيمات وفي مقبرة (بهشتي زهراء) ويبلغ عدد قتلى تلك المقبرة 100 قتيل وخصص قسم لهم وسمي (ضريح شهداء حلبجة). وقد شيدت حكومة إقليم كردستان مقبرة لشهداء ضحايا حلبجة في المدينة، وتتكون المقبرة من قسمين أولهما مقبرة نصب تذكاري تتألف من (1100) شاهد قبر كرمز لضحايا الكارثة، في حين يتكون القسم الآخر من المقابر الجماعية التي تحتضن رفات عدد كبير من الضحايا، حيث دفنوا جميعهم من قبل لجان الإغاثة.و عمل رئيس جمهورية العراق جلال طالباني على إنشاء نصب تذكاري في المدينة، وبني في مدخلها بمساحة 1600 م2، وتبلغ من الارتفاع 20 م، وتجسد مدى الفاجعة التي حلت بحلبجة، (81 كم جنوب شرق السليمانية).وتقول مديرة النصب كشور مولود لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) "تم بناء هذا النصب عام 2001 واستمر لثلاث سنوات، وهو لا يمثل فقط شهداء المدينة وإنما رمز لتاريخها".وأضافت أن "النصب يضم قاعات متعددة تحوي إحداها صورا قديمة لحلبجة من سنة (1900 – 1970م)، وقاعة لإظهار فاجعة القصف الكيمياوي وقاعة أخرى ذات جدران سوداء وقد حفر عليها أسماء الشهداء، أما القاعة الرابعة فتحتوي على الصور الحقيقية التي التقطها الصحفيون أثناء الحادثة".وتابعت "يظهر لزائري النصب المأساة التي حلت بأهالي حلبجة حيث دمر القصف الكيميائي كل شيء، وهذا ما قمنا بتجسيده بأحدى قاعات النصب التي تحوي على (دمى) ورسومات توضّح كيف يموت الإنسان الكردي والحيوان والنبات".وتلفت مولود وهي من الأشخاص الذين نجو من الفاجعة، إلى أنّ "الكثير من الدول والمنظمات الإنسانية وقفوا بصورة المتفرج على ما يحدث في المدينة، ولم تمد سوى إيران يد العون لأهاليها وساعدتهم على الهروب من الموت واحتضانهم في الملاجئ والمستشف
حلبـجـــة "مقبــرة الشــهـداء" شـاهـد علـى فـاجـعــة المـدينــــة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 12 مارس, 2011: 07:08 م