TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > من ملاذ للإرهاب إلى ممر آمن.. وادي حوران تحت السيطرة العراقية لأول مرة

من ملاذ للإرهاب إلى ممر آمن.. وادي حوران تحت السيطرة العراقية لأول مرة

نشر في: 7 سبتمبر, 2025: 12:04 ص

بغداد / محمد العبيدي
أثار إعلان القوات العراقية السيطرة على وادي حوران في محافظة الأنبار، تساؤلات عن توقيت العملية وآليات تثبيت الأمن في واحدة من أعقد المناطق الصحراوية غرب البلاد.
وجاء الإعلان بالتزامن مع تصاعد الجدل حول قدرة المؤسسة العسكرية على إدارة الملف الأمني منفردة بعد انسحاب القوات القتالية الأميركية.
وقالت وزارة الدفاع إن»وادي حوران يتمتع حالياً بالاستقرار والأمان، والقوات الأمنية تمسك بخطوط الصد التي أُنشئت في المنطقة لمنع أي محاولة تسلل إرهابية».
وأوضح بيان رسمي أن «الجيش العراقي أنشأ خطوط صد تُعرف بخطوط سد حوران وهي تعد خطوطاً منيعة»، مشيراً إلى أن «هذه الخطوط تؤدي دوراً أساسياً في منع أي محاولة تسلل أو توغل إرهابي باتجاه المدن»، وأكد أن «الوضع في وادي حوران مستقر وآمن تماماً ولا وجود للعناصر الإرهابية فيه».
ويمتد وادي حوران لمسافة تتجاوز 370 كيلومتراً وسط تضاريس معقدة تتخللها كهوف وأودية فرعية، ما جعله على مدى سنوات ملاذاً للجماعات المسلحة، وقد ارتبط اسمه بمحطات متكررة من التوتر الأمني، إذ استخدمه تنظيم داعش منطلقاً لشن هجمات في مدن الأنبار وممراً لتأمين الدعم اللوجستي.
أهمية استراتيجية
بدوره، أكد الخبير الأمني والاستراتيجي عماد علو أن «السيطرة العراقية على وادي حوران تعكس أهمية ميدانية بالغة بالنظر إلى طبيعة المنطقة».
وقال علو لـ(المدى)، إن «الأهمية الاستراتيجية للوادي تنبع من موقعه القريب من حدود العراق مع الأردن والسعودية والكويت، ما جعله ممراً أساسياً لعناصر داعش ووسيلة محتملة لتمويلهم وتحركهم».
ويشير مختصون إلى أن وجود القوات في هذه المنطقة لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يتصل أيضاً بالأبعاد الاقتصادية إذ أوضح علو أن «الوادي يحوي ثروات نفطية ومعدنية يمكن استثمارها بعد أن ظلت الشركات تتجنب الدخول إليه خشية التهديدات الأمنية»، مبيناً أن «الانتشار العسكري يبعث برسائل اطمئنان للمستثمرين».
ورغم هذه المؤشرات، يرى مختصون أن التحدي لا ينتهي بإعلان السيطرة العسكرية، فالوادي ظل لعقود ملاذاً للجماعات المتشددة بفضل تضاريسه الوعرة وقربه من الحدود السورية، التي ما زالت تعاني من صعوبات أمنية وتداخل نفوذ دولي، وهو ما يبقى المخاوف قائمة من أن يستغل التنظيم أي ثغرات مستقبلية لإعادة تنظيم صفوفه أو شن هجمات مباغتة.
عقدة جغرافية
وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير الأمني عدنان الكناني أن تثبيت وجود القوات العراقية في وادي حوران «يمثل منعطفاً استراتيجياً في الحرب على الإرهاب، لكونه يحمي المحافظات الوسطى من أي احتمالات تسلل».
وقال الكناني لـ(المدى)، إن «الوادي شكّل لعقود عقدة جغرافية ذات عمق عسكري كبير، ما جعله مرتكزاً للجماعات الإرهابية»، مبيناً أن «القوات العراقية باتت تمتلك اليوم جهداً استخبارياً متقدماً يتيح لها تنفيذ عمليات واسعة بمشاركة جميع الصنوف، من الجيش والشرطة والحشد الشعبي إلى جهاز مكافحة الإرهاب».
ويضيف الكناني أن «الوجود الأمني في المنطقة تطور مقارنة بالسنوات الماضية، حيث لم تكن القوات قادرة على تنفيذ مناورات أو تدريبات موسعة خشية تضاربها مع مصالح القوات الأجنبية، لكن تبدل الظروف سمح بإطلاق عمليات أوسع وأكثر فاعلية».
ويحذر مختصون من أن استقرار وادي حوران يحتاج إلى خطط طويلة الأمد تتجاوز الطابع العسكري، وتشمل تعزيز القدرات الاستخبارية وتكثيف التعاون الإقليمي، بما يمنع استخدام الحدود كملاذ بديل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram