بغداد/ وائل نعمةظهر الطفل "حسين" عاري الجسد يركض حافي القدمين وراء دجاجة هربت منه واختفت بين الأوساخ والأنقاض.تركها وبدأ يقلب بين النفايات باحثا عن شيء يرضي طفولته التي شاءت الأقدار أن تكون في معسكر الرشيد "المهمل".حسين هذا يتيم الأب، وأمه في العقد الرابع من عمرها قتل زوجها قبل ست سنوات في فترة العنف الطائفي، واضطرتها الظروف إلى الهروب من منطقة أبو غريب ملتجئة إلى الشارع بعد ان تقطعت بها السبل في إيجاد إيجار يناسب مدخراتها، ومن ثم استطاعت الحصول على غرفة "غير شرعية" في معسكر الرشيد، حيث سكنت مع أربعة من أطفالها اليتامى متكبدة مشاق الحياة بمفردها.
الساكنون في هذه العشوائيات أو مناطق "الحواسم" كما يطلق عليها البعض لم يرغبوا العيش هناك بإرادتهم بل دفعتهم الظروف القاهرة إلى السكن بجوار الازبال بغرف لا سقف لها.وعلى الرغم من سوء الأحوال الصحية وشحة الخدمات في تلك المناطق، إلاّ أن الحكومة من جانبها لاحقت الكثير منهم وأمرت بإخلاء بعض من هذه المباني، وبالفعل قد أخليت الكثير منها.النائبة المستقلة صفية السهيل طلبت قبل أيام بضرورة إرجاع الأراضي التي حصل عليها الوزراء والمستشارون تزامناً مع مطالب المتظاهرين التي شددت على تخفيض امتيازات النواب والمسؤولين كافة.وأكدت السهيل أن النواب خرجوا بتوصيات مهمة حول مطالب المتظاهرين وأهمها التأكيد على إصدار قرار باستعادة الأراضي التي وزعت على الوزراء والمستشارين والمدراء العامين. وكانت تقارير صحفية أكدت أن النواب العراقيين منحوا أنفسهم امتيازات "تروع العراقيين".وقالت إحدى الصحف الفرنسية في تقرير لها إن النواب العراقيين ومن شتى الميول والاثنيات والطوائف "أباحوا لأنفسهم خفية امتيازات تروع البلد من سيارات مصفحة، ومكافآت خارقة، وجوازات سفر دبلوماسية لعائلاتهم، وقطع أراض". التفاصيل ص7
برلمانيون: مقربون من الحكومة حصلوا على أراض مجانية
نشر في: 12 مارس, 2011: 09:14 م