 السماوة / كريم ستار

تشهد مدينة السماوة في محافظة المثنى أزمة متفاقمة في ملف النفايات، حيث تعاني أحياء عديدة من تكدّس واضح في الشوارع والساحات العامة، ما تسبّب بانتشار الروائح الكريهة والحشرات، وأثار شكاوى واسعة من السكان. ويقول مواطنون إن هذه الظاهرة انعكست سلبًا على البيئة والصحة العامة، حتى إن بعض الأحياء السكنية باتت تعيش تحت ضغط بيئي غير مسبوق.
في جولة ميدانية بمناطق متعددة، بدت أكوام النفايات متراكمة في أماكن كان يُفترض أن تكون حدائق عامة، لكنها تحولت إلى مكبّات عشوائية. وقال المواطن أحمد كريم من حي القشلة: «الوضع أصبح لا يُطاق، الروائح تنتشر مع حرارة الصيف، والحشرات تدخل منازلنا بشكل يومي، نحن لا نطالب بالمستحيل، فقط بخدمة النظافة التي هي أبسط حقوقنا». فيما أبدى سعدون رحيم قلقه من خطورة الأمر على الأطفال: «هذه المشكلة ليست جديدة، بل تتكرر بين فترة وأخرى، وهناك خشية حقيقية من تفشّي الأمراض». كما دعت أم محمد إلى خطة واضحة وجدول دوري لمعالجة الأزمة بدلًا من الإجراءات الترقيعية.

نقص في الآليات
من جانبها، أكدت بلدية السماوة أنها تواصل جهودها رغم ضعف الإمكانات. وقال داخل راتب، معاون مدير البلدية لشؤون الخدمات، لـ(المدى) إن «80% فقط من الآليات تعمل حاليًا، فيما خُصّص 20% منها سابقًا لخدمة الزائرين في كربلاء والنجف خلال المناسبات الدينية»، موضحًا أن النفايات تُرفع إلى المحطة الوسطية قبل نقلها إلى موقع الطمر الصحي. وأضاف أن حجم المدينة الكبير مقارنة بالإمكانات يجعل من الصعب إنهاء الأزمة سريعًا، داعيًا إلى دعم حكومي لتعزيز القدرات اللوجستية.
ويرى المراقب للشأن المحلي عدنان الفرطوسي أن «أزمة الخدمات لا تقتصر على نقص الآليات، بل تمتد لتشمل ضعف التخطيط وغياب التنسيق بين الدوائر المعنية»، مشيرًا إلى أن «تحويل المساحات المخصصة كمتنفسات خضراء إلى مكبّات نفايات عشوائية يعكس غياب الرؤية الاستراتيجية في إدارة هذا الملف الحيوي»، ومحذّرًا من «مخاطر صحية خطيرة على المدى البعيد، مثل الأمراض التنفسية والجلدية وتزايد انتشار القوارض».
ويؤكد الفرطوسي أن «المعالجات لا ينبغي أن تبقى آنية أو جزئية، بل تستدعي بناء منظومة متكاملة لإدارة النفايات، تقوم على إنشاء مصانع تدوير، وتطبيق غرامات رادعة بحق المخالفين، فضلًا عن زيادة التخصيصات المالية لدعم هذا القطاع الخدمي».