 متابعة / المدى

أعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، أمس الأحد، استقالته من رئاسة الحزب الليبرالي الديموقراطي وبالتالي من رئاسة الحكومة، بعد أقل من عام على توليه المنصب، تحت ضغط كبار قادة الحزب الذين طالبوا بتغيير القيادة إثر الانتكاسة الانتخابية الأخيرة.
إيشيبا، البالغ 68 عاماً، قال في مؤتمر صحافي: «قررت الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب الليبرالي الديموقراطي. الآن وقد أُنجِزت المفاوضات حول التعرفات الجمركية الأميركية، أعتقد أن الوقت مناسب للانسحاب والإفساح للجيل التالي».
ويأتي القرار بعد أن توصل في تموز الماضي إلى اتفاق مع الولايات المتحدة خفّض بموجبه الرسوم الجمركية الأميركية على المنتجات اليابانية، التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
إيشيبا تولى السلطة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2024 بعد سقوط سلفه فوميو كيشيدا، لكنه واجه سلسلة انتكاسات انتخابية. ففي 20 تموز الماضي خسر حزبه انتخابات مجلس المستشارين (مجلس الشيوخ)، بعد أن اضطر في وقت سابق إلى تشكيل حكومة أقلية عقب خسارة انتخابات مجلس النواب.
هذه النتائج أثارت موجة انتقادات داخل الحزب المهيمن تقليدياً على الحياة السياسية اليابانية، خاصة بعد أن قدّم أربعة من كبار مسؤولي الحزب استقالاتهم، بينهم الأمين العام هيروشي مورياما، ما أضعف موقف إيشيبا.
رغم ذلك، شهدت شعبيته ارتفاعاً مفاجئاً في نهاية آب، حيث أظهر استطلاع لصحيفة «يوميوري» أن نسبة المؤيدين لحكومته بلغت 39 %، بزيادة 17 نقطة عن يوليو، فيما أظهر استطلاع لصحيفة «ماينيشي» أن نسبة التأييد له وصلت إلى 33 %، وهي الأعلى منذ فبراير الماضي.
الصحافة اليابانية عزت هذا الارتفاع إلى الاتفاق التجاري مع واشنطن، إضافة إلى إجراءات حكومته لكبح ارتفاع أسعار الأرز التي ساهمت في زيادة التضخم.
ووفق قناة «إن إتش كاي» الرسمية، سيدعو الحزب الليبرالي الديموقراطي الإثنين إلى انتخابات جديدة لاختيار رئيسه، وهو ما سيحدد تلقائياً رئيس الحكومة المقبل.
وتشير التوقعات إلى أن ساناي تاكايشي، القومية المتشددة التي حلّت ثانية في انتخابات قيادة الحزب عام 2024، ستكون أبرز المرشحين لخلافة إيشيبا، بعد أن أعلنت نيتها الترشح.
وسائل إعلام يابانية أكدت أن قرار إيشيبا جاء لتفادي انقسام داخلي واسع، خصوصاً بعد لقائه السبت الماضي وزير الزراعة شينجيرو كويزومي ورئيس الوزراء السابق يوشيهيدي سوغا، اللذين حضاه على التنحي.