البصرة/ عبد البطاطالبطالة ظاهرة اقتصادية واجتماعية لها مدلولاتها وآثارها. . منذ عام 1991 أصيبت الدولة العراقية والمجتمع بهذه الظاهرة التي شكلت عبئا ثقيلا حتى يومنا هذا. .رغم الحديث عن مشاريع الأعمار التي تسير بخطى بطيئة وغير واضحة لم تستطع ان تحجب هذه الظاهرة وحتى الان لم تقدم الدولة الحلول المناسبة لخطط  ستراتيجية لاحتواء هذه الظاهرة وتوجيه الجهد البشري نحو إنتاج حقيقي بعد ان تحول العراق إلى مجتمع استهلاكي،
حيث يقول الدكتور اسعد جواد العطار استاذ علم الاقتصاد في كلية الإدارة و الاقتصاد  عن أسباب البطالة في البصرة -ازدياد  البطالة في محافظة البصرة تعود لأسباب عديدة منها السياسة الاقتصادية في فترة النظام السابق إذلم تهتم باستغلال الموارد المائية والبشرية في المحافظة التي تتوفر فيها الأيدي العاملة الفنية والماهرة  كما تتوفر فيها الموارد الاقتصادية كالأنهار والأراضي الخصبة وبساتين النخيل والموارد النفطية  والمعدنية ،كذلك عدم استغلال الطاقات الإنتاجية المتوفرة مثل البتروكيمياويات ومصافي النفط والحديد الصلب والأسمدة وغيرها التي عانت  الحروب السابقة ولم تعاد إلى طاقتها الإنتاجية المخطط لها  وهذه أدت إلى انتشار البطالة  بشكل كبير بسبب سياسات الدولة آنذاك ومنها تجفيف الاهوار وحرمان سكانها من الأعمال التي كانوا يزاولونها، مما أدى إلى نزوح سكان الاهوار إلى مدن البصرة القريبة، مما زاد من ظاهرة البطالة فيها كذلك عدم توفر فرص العمل للخريجين الذين يزدادون بشكل كبير في داخل البصرة او خارجها، مما اضطرهم للتوجه الى السوق مفتشين عن اي فرصة عمل إضافة الى بعض الاجراءت غير المدروسة التي اتخذتها الحكومة.أما من الناحية الأمنية فان البطالة تؤدي إلى تفاقم  الانفلات الأمني ويصبح من السهولة تجنيد الأشخاص للقيام بأعمال تخريبية وأضاف : أما ان عدم توفر دخل كاف سيؤدي الى إفرازات اجتماعية سلبية، فعلى سبيل المثال لجوء بعض الأسر الى أبعاد أطفالهم عن المدارس واخالهم سوق العمل سيؤدي الى انحراف هؤلاء الأطفال ونشوء مشكلة مركبة  يمكن القضاء عليها الا من خلال القضاء على البطالة بشكل جدي ويقول الدكتور سعيد الأسدي أستاذ فلسفة التربية في كلية التربية-  جامعة البصرة -هناك أمور يمكن من خلالها معالجة البطالة تتمثل في تشغيل جميع المؤسسات الإنتاجية والخدمية في البصرة والاهتمام الكافي بالموانئ العراقية وتشغيل الأرصفة والمنحطات التابعة لها ومن المرافق الاقتصادية المهمة في البصرة وجود شركة الصيد البحري التي عمل على تعطيلها ويمكن لهذه الشركة ان تعيد نشاطها وتطور إنتاجها بدعم من قبل الدولة وهي مصدر غذاء وصناعة تعمل على استقطاب الأيدي العاملة كذلك إعادة الحياة إلى منطقة الاهوار وتشجيع سكانها على العودة إليها ومزاولة أنشطتهم الاقتصادية السابقة في الزراعة وتربية الحيوانات وصيد الأسماك والاهتمام بالخدمات الصحية  وتشغيل الكوادر المتخصصة في هذا المجال لتساعد على الحد من ظاهرة البطالة بالإضافة إلى الاهتمام بالزراعة ودعم المزارعين وتجهيزهم بالأسمدة والبذور والمعدات والإسراع في إعادة العاملين في الأجهزة والدوائر المنحلة إلى  وظائفهم ودعم القطاع الخاص وتوفير المستلزمات المادية لتنشيط هذا القطاع واستقطاب رؤوس الأموال الخاصة للمساهمة في عملية بناء العراق الجديد ..وحاولت الحكومة المحلية أن تقوم ببعض الحلول ومنها قروض المشاريع الصغيرة التي هي خطوة أولى في مواجهة البطالة.