 أبوظبي / وكالات

تواصلت دائرة العنف في الأراضي الفلسطينية على نحو غير مسبوق، إذ اجتمع الموقف الأممي المحذر من "خطاب الإبادة" الإسرائيلي مع تزايد حصيلة الضحايا في غزة، في حين شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي في العمليات العسكرية بالقطاع والضفة الغربية، وربطها بإيران عقب هجوم دامٍ في القدس.
تحذيرات أممية من "خطاب إبادة"
المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، أعرب عن "صدمته العميقة" من الخطاب العلني لبعض المسؤولين الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين، واصفًا إياه بـ"خطاب الإبادة" الذي ينزع عن الفلسطينيين صفتهم الإنسانية.
وقال تورك، خلال افتتاح الدورة الـ60 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف:
"غزة تحولت فعلاً إلى مقبرة، والقتل الجماعي وعرقلة وصول المساعدات يمثلان جرائم حرب تصدم ضمير العالم."
كما أشار إلى أن الأدلة المتعلقة بجرائم الحرب تتزايد، وأن إسرائيل تواجه بالفعل قضية أمام محكمة العدل الدولية.

غزة.. حصيلة كارثية من الضحايا والمجاعة
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة القتلى منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 64,522 قتيلاً و 163,096 إصابة. وخلال الساعات الـ24 الأخيرة وحدها، وصل إلى مستشفيات القطاع 67 قتيلاً و230 جريحًا. كما كشف التقرير اليومي عن مقتل 11,976 شخصًا منذ 18 مارس 2025 فقط، في تصعيد وصفته مصادر طبية بأنه "الأكثر فتكًا".
ولم تقتصر المأساة على القصف، إذ سُجّلت 6 وفيات جديدة، بينهم طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي ضحايا الجوع إلى 393 شخصًا، بينهم 140 طفلًا. ووفقًا لوزارة الصحة، وصل عدد ضحايا "لقمة العيش" ممن قتلوا أو أصيبوا أثناء بحثهم عن الغذاء إلى 2,430 قتيلًا وأكثر من 17,794 إصابة.

نتنياهو يتوعد غزة والضفة وإيران
في المقابل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لموقع هجوم بالقدس قُتل فيه 7 أشخاص، على أن العمليات العسكرية ستتواصل في غزة والضفة الغربية، مع توجيه أصابع الاتهام أيضًا إلى إيران.
وقال نتنياهو: "هذه الجرائم لا تضعف عزيمتنا، بل تعزز قدرتنا على استكمال مهامنا في غزة والضفة وإيران التي تدعمهم." وعقب الهجوم الذي استهدف محطة للحافلات في حي راموت بالقدس، أعلنت السلطات الإسرائيلية فرض حصار على قرى فلسطينية قرب رام الله، بينما دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الإسرائيليين إلى حمل السلاح.

مشهد معقد وضغوط متزايدة
وبينما يتواصل القصف الإسرائيلي على المستشفيات والمناطق السكنية في غزة، وتتصاعد أرقام الضحايا جراء الجوع وانعدام المساعدات، تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل مع تحذيرات أممية من الانزلاق نحو "إبادة جماعية".
لكن تصريحات نتنياهو تعكس اتجاهاً معاكسًا، حيث يؤكد أن حكومته ماضية في التصعيد على جبهات متعددة، ما ينذر بمرحلة أكثر تعقيدًا من الحرب التي تجاوزت عامها الأول.