متابعة المدى
قدّم الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، مساء أمس الأثنين، باقة ورد تكريمية لفريق العمل المسرحي "سيرك"، تأليف وإخراج الدكتور جواد الأسدي، وذلك عقب العرض الذي قُدّم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والثلاثين.
وحظي العرض بتفاعل لافت وإشادة كبيرة من جمهور المهرجان، لما حمله من رؤية إبداعية متميزة وأداء مسرحي مؤثر، عبّر عن حضور فني عراقي متألق على خشبة المسرح العربي.
وفي تصريح له عقب العرض، أشاد الدكتور جبار جودي بجهود فريق العمل، مباركاً لهم هذا الإنجاز، ومؤكداً أن هذه المشاركات تمثل إضافة نوعية للفن العراقي، وتعكس مستوى الإبداع الذي يتمتع به الفنانون العراقيون، متمنياً لهم دوام التوفيق في المحافل المقبلة.
من جانبه قال مؤلف العمل ومخرجه، جواد الأسدي، إن «فكرة المسرحية ولدت من عمق جحيم تعيشه بعض البلدان العربية حيث تُهدم البيوت ودور العبادة ومؤسسات الفن والترفيه»، مضيفاً لـ «الشرق الأوسط» أن «العمل في مجمله يُعد صرخة فنية وجمالية في وجه الاستبداد الذي يسود عالمنا لتعرية الهمجية التي يرسخها فاشيون يبتكرون طرقاً حديثة في تحطيم المدن، واحدة تلو الأخرى»، وفق قوله.
تدور أحداث العرض حول فرضية وجود سيرك تهدمت واجهته الجنوبية إثر حرب دامية أطاحت الممثلين الذين كانوا يلعبون أدوارهم أمام جمهور يقف منتظراً عند شباك التذاكر، ومن خلال مضمون فانتازي، يقدم العرض ملامح شراكة بين الإنسان والحيوان في إطار رمزي، كإسقاط على الحروب والأعمال الوحشية التي شهدها العالم أخيراً. يشير مخرج العمل ومؤلفه العراقي جواد الأسدي، إلى أن فكرة العرض تبحث في الصراع بين السلطة من جانب وبين المجتمعات العربية بشكل عام من جانب آخر حيث تحاول هذه المجتمعات البحث عن هويتها وحريتها، موضحاً أن "العمل لا يتطرق إلى دولة عربية بعينها بل لم نسمها لأن معاناتنا مشتركة وقهرنا واحد".
وقدمت الفنانة العراقية شذى سالم شخصية كميلة، تلك الزوجة المقهورة المتزوجة من صاحب السيرك، والتي يراودها أحد الضباط الفاسدين عن نفسها، ويحاول استدراجها لمنزله، فيما يجسد شخصية زوجها ريمون، الفنان علاء قحطان، وهي شخصية ترمز للإنسان المقهور الذي يضطر للتخلي عن مبادئه وكرامته أمام القوة القاهرة، ممثلاً بذلك الضعف أمام الخوف والاضطهاد.
من ضمن شخوص العمل المقهورة أيضاً شخصية الفنان علاء شرجي، حيث قدم الكاتب الروائي الذي تملّكته مشاعر اليأس وهو يرى تحولات المدينة من حوله، كما يزداد شعوره بالعجز حين يفشل في الدفاع عن زوجة صاحب السيرك، التي كانت حبيبته في مرحلة المراهقة.
وعن ضرورة تقديم عروض تجريبية عربية، قال الأسدي، إن "المسرح العربي لا بد أن يكون له هدف ورسالة وعي بأي شكل من الأشكال، والمسرح التجريبي يقدم ذلك، والأمر لا يتعلق بإيرادات العرض فقط في شباك التذاكر فهناك ما هو أبعد وأهم من ذلك كثيراً".
من جهة أخرى، بيّن الأسدي "أن إخراجه لنص من تأليفه يريحه بشكل أكبر لأنه يعطيه مساحة من الحرية في العمل تجعله يستوعب جوانب الشخصيات التي يقدمها لأنه هو الذي كتبها، ويدرك جيداً أبعادها النفسية والاجتماعية وهو ما ينعكس على رؤيته في الإضافة والتعديل على النص أثناء الإخراج وعدم التزامه بالشكل الذي يعيقه".










