TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > البصرة على صفيح ساخن.. عودة مشاهد القمع والاعتقالات تطال ناشطين مدنيين

البصرة على صفيح ساخن.. عودة مشاهد القمع والاعتقالات تطال ناشطين مدنيين

نشر في: 10 سبتمبر, 2025: 12:02 ص

المدى / عمّار عبد الخالق
شهدت محافظة البصرة خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الاعتقالات التي طالت ناشطين وصُنّاعَ رأي عام، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لتقييد الحريات المدنية وإسكات الأصوات المطالبة بالإصلاح. آخر هذه الاعتقالات كان توقيف الناشط الإنساني علاء الرماحي، ما أثار موجة استنكار واسعة في أوساط المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية.
بيانات وتحذيرات
في بيان تلقته «المدى» أكد مركز العراق لحقوق الإنسان أن هذه الاعتقالات حملة ممنهجة تهدف إلى تقييد حرية التعبير وإسكات الأصوات التي تسعى إلى الإصلاح وتصحيح المسار الوطني، مشيرًا إلى أن ذلك يتعارض بشكل مباشر مع نصوص الدستور العراقي، ولا سيما المادة (38) التي تكفل حرية التعبير، فضلًا عن مواثيق حقوق الإنسان الدولية.
المركز حذّر من أن استمرار هذه السياسات يمثل تهديدًا واضحًا للديمقراطية واستفزازًا للشارع العام، داعيًا كلًّا من رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البصرة إلى التدخل العاجل لحماية الناشطين وضمان سلامتهم، ومحمّلًا الجهات الرقابية مسؤولية أي تبعات مستقبلية قد تنجم عن هذه الممارسات.
روايات مدنية
الناشط المدني محمد كاظم أوضح لـ«المدى» أن اعتقال الرماحي لم يكن اعتقالًا عشوائيًا، بل جاء بعد اتصال من إحدى الجهات الأمنية طلبت منه الحضور لإجراء «طبعات أصابع» في قضية قديمة، قبل أن يُفاجأ بدعوى جديدة مرفوعة ضده من قبل أحد مديري المستشفيات في المحافظة على خلفية تصريحات وملفات فساد مالي ومشاريع استثمارية كان قد كشف عنها.
من جانبه اعتبر الناشط المدني أحمد القطراني، في حديثه إلى «المدى»، أن خبر اعتقال الناشط علاء التميمي كان صدمة كبيرة، مشيرًا إلى أن ما يجري اليوم في البصرة يعيد إلى الأذهان ممارسات ما قبل عام 2003، حين كانت الحريات تُقمع وتُكمم الأفواه، وكان من يتحدث بالحق يواجه السجن وربما التغييب.
القطراني حذّر من تنامي الدعاوى القضائية ضد ناشطين وصحفيين وإعلاميين، واصفًا الأمر بـ«الخطير»، داعيًا منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل. وأكد أن التميمي لم يطرح سوى حقائق مرتبطة بالملف الصحي والخدمي في المحافظة، مشددًا على أن الانتقاد لا يعني الإسقاط، بل تصحيح المسار.
مواقف إضافية
وأشار الناشط المدني عمار الحلفي إلى أن الاعتقالات بحق الناشطين لم تتوقف عند حدود معينة، إذ شهدت البصرة أكثر من عشر حالات اعتقال خلال الشهرين الماضيين، لافتًا إلى أنه كان أحد الذين واجهوا دعاوى قضائية مماثلة على خلفية نشاطهم المدني.
وأوضح أن الناشط علاء التميمي محتجز حاليًا لدى استخبارات البصرة، بناءً على شكوى مقدمة من مدير صحة المحافظة، مبينًا: «أنا شخصيًا تعرضت للاعتقال في أكثر من سبع دعاوى لدى الاستخبارات، وهي جهة مستقلة ترتبط مباشرة ببغداد ولا تتأثر بأي مسؤول محلي، ولذلك أنا على يقين بأنها ستنصف علاء التميمي في النهاية».
وأضاف الحلفي بلهجة ناقدة أن فشل الإدارة الصحية في البصرة أصبح واضحًا للعيان، قائلاً: «من اليوم أعدّ مدير صحة البصرة بأن فشله في إدارة الملف الصحي لن يمر من دون كشف، وإقالته أصبحت مطلبًا شعبيًا».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram