السماوة / كريم ستار
يصف مواطنون في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى، واقع المستشفى الوحيد في المنطقة بأنه «متردٍ» وعاجز عن تلبية احتياجاتهم الصحية اليومية. المواطن قاسم عبد الحسن يؤكد أن المستشفى مكتظ بالمرضى، وأن المراجعين ينتظرون أياماً لإجراء الفحوصات، بينما الأدوية «غير متوفرة بشكل دائم»، ما يضطرهم لشرائها من الصيدليات الأهلية.
من جانبها، أوضحت أم علي، وهي ربة بيت ترافق ابنها المصاب بالثلاسيميا، أن اضطرارها للسفر إلى بغداد شهرياً لتلقي العلاج يرهق الأسرة ويزيد من تكاليفها، مؤكدة غياب المراكز المتخصصة للأمراض المزمنة في القضاء.
الناشط الصحي شهيد العطوي أشار إلى أن الأزمة تتجاوز نقص الأدوية، موضحاً أن الرميثة التي يسكنها أكثر من 300 ألف نسمة تعاني من غياب التخصصات الطبية الأساسية، وأن المستشفى الحالي «متهالك ويحتاج إلى إعادة تأهيل جذرية»، مطالباً بإنشاء مراكز للقلب، والثلاسيميا، والأورام.
نفي رسمي
في المقابل، نفت دائرة صحة المثنى ما يطرحه الأهالي من صورة «قاتمة».
فقد أكد الدكتور خالد عباس، مدير قسم الصيدلة، أن ما يُتداول عن نقص الأدوية «مبالغ فيه»، وأن تزويد المستشفى يتم وفق الحصص المقررة من وزارة الصحة. كما نفى المهندس عمار صبري خضر، مدير قسم المشاريع والخدمات الهندسية، وجود مصاعد معطلة. مشيراً إلى أن ما حدث كان عطلاً مؤقتاً جرى إصلاحه فوراً، مؤكداً وجود خطط لتحسين البنية التحتية للمستشفى.
وأعلنت الدائرة وصول وجبة جديدة من الأدوية السرطانية والمنقذة للحياة عبر الشركة العامة لتسويق الأدوية (كيماديا)، مؤكدة أنها ستوزع على المؤسسات الصحية لتعزيز خدماتها. لكن هذه الخطوة لم تُقنع كثيراً من الأهالي الذين يرون أن الأزمة أعمق من مجرد دفعة أدوية أو إصلاح أعطال، ويؤكدون أن المشكلة تكمن في غياب تخطيط استراتيجي لمنظومة صحية متكاملة في المحافظة. وتبقى مستشفى الرميثة، رغم محدودية إمكاناته، الملاذ الوحيد لعشرات الآلاف من المرضى في القضاء، فيما يتواصل الجدل بين شكاوى الأهالي ونفي المسؤولين، وسط مطالبات بخطوات أوسع لإصلاح الواقع الصحي في المثنى.










