ذي قار / حسين العامل
أعلنت وزارة النقل عن موعد جديداً لافتتاح مطار الناصرية الدولي، إذ حدّدت نهاية العام الحالي موعداً لافتتاحه بعد ان كان مقرراً في منتصف العام نفسه، وبيّنت أن المطار مصمَّم ليكون 70 % منه لخدمات الشحن الجوي و30 % لنقل المسافرين.
جاء ذلك خلال زيارة تفقدية قام بها وزير النقل رزاق محيبس السعداوي لمطار الناصرية، إلتقى خلالها عدداً من المسؤولين المحليين.
وقال السعداوي في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع عدد من المسؤولين المحليين إن «زيارتنا للمطار تأتي ضمن سلسلة الزيارات الدورية لمتابعة المراحل النهائية قبل موعد افتتاح المطار الذي سيكون نهاية العام الحالي»، مبيناً أن «نسب الإنجاز متقدمة جداً ومعالم المطار أصبحت واضحة للعيان، وبذلك أصبح الحلم حقيقة». ويرى السعداوي أن «مطار الناصرية يتمتع بخصوصية تختلف عن بقية مطارات العراق كونه مصمماً ليكون 70 % منه لخدمات الشحن والنقل الجوي و30 % لنقل المسافرين»، واسترسل: «إنه يمثل المنفذ الحدودي الوحيد لمحافظة ذي قار، وسيكون نقطة اتصال بين ذي قار والعالم الخارجي والداخلي»، مرجحاً أن «يكون المطار نقطة جذب للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال».
فيما قال محافظ ذي قار مرتضى الإبراهيمي خلال المؤتمر الصحفي إن «العمل في مشروع المطار يتصاعد بوتيرة عالية من قبل الشركة الصينية المنفِّذة»، مبيناً أن «العمل بالمطار يحظى باهتمام الحكومتين المحلية والمركزية لما له من أهمية كبيرة للعراق ومحافظة ذي قار».
وبدوره أفاد المدير التنفيذي لمشروع مطار الناصرية، فرانسيس تشوله، أن «نسب الإنجاز عالية في المباني والأجهزة وقد بلغت نحو 90 %»، مرجحاً أن تكون ساحة انتظار الطائرات جاهزة للدخول في الخدمة منتصف تشرين الأول المقبل.
ويرى تشوله أن «أبرز التحديات التي تواجه سير العمل تتعلق بالمشاكل المالية وتأخر وصول الدفعات المالية الخاصة بتمويل المشروع»، منوهاً إلى أن «وصول تلك الدفعات في الوقت المناسب من شأنه أن يسرّع أكثر من وتيرة العمل».
فيما أشار مهندس الجودة في مشروع المطار محمد جمال إلى أن «إدارة الشركة العاملة في المشروع وعدت وزير النقل باستكمال العمل بصورة نهائية خلال شهرين»، مبيناً أن «أجهزة فحص الركاب والسكيورتي والمدرج باتت جاهزة».
وذكر بيان لإعلام وزارة النقل أن «مشروع مطار الناصرية يجري تنفيذه من قبل الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، ويشمل عدة أبنية رئيسة مطابقة لمتطلبات المطارات العالمية، من بينها: صالة المسافرين الكبرى بمساحة تتجاوز 20 ألف م²، موزعة على طابقين (للمغادرة والوصول)، بطاقة استيعابية أولية تبلغ 750 ألف مسافر سنوياً، ترتفع إلى 2.5 مليون مسافر في المرحلة الثانية بعد 10 سنوات، ومدرج للطائرات بطول 3400 م وبقوة تحمل تتجاوز (PCN 87)، إضافة إلى Taxiway بنفس الطول، وثلاث بوابات للطائرات وصالة وقوف تستوعب أكثر من ثماني طائرات، وأيضاً هناك مبنى (VIP) بمساحة 2000 م²».
وأشار البيان إلى أن «المطار يشتمل على برج مراقبة بارتفاع 42 متراً مزوَّد بأحدث الأجهزة الملاحية والاتصالات المعتمدة دولياً، فضلاً عن مبانٍ مخصَّصة لسكن موظفي الملاحة الجوية»، واستطرد: «كما تتضمن الأعمال الإنشائية للمشروع محطة للوقود وأخرى لتحلية المياه، ومحطة للطاقة الكهربائية، إضافة إلى مركز كبير للدفاع المدني، بما ينسجم مع معايير سلطة الطيران المدني و(الإيكاو)».
وكانت وزارة النقل قد كشفت في (منتصف كانون الأول 2024) عن موعد افتتاح مطار الناصرية الدولي ومطارات أخرى في منتصف عام 2025، معلنة في الوقت ذاته عن استكمال متطلبات إعادة العمل بالنقل الجماعي في ذي قار. ويرى مراقبون للشأن المحلي أن مشروع تطوير مطار الناصرية الدولي يكتسب أهمية كبيرة لمحافظة ذي قار، التي تعد رابع محافظة عراقية من حيث عدد السكان. وأوضحوا في حديث لـ«المدى» أن «تطوير المطار في المحافظة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليونين و400 ألف نسمة، من شأنه أن يستكمل مقومات السياحة الدينية والأثرية والبيئية»، مبينين أن «ذي قار تضم أكثر من 1200 موقع أثري من بينها بيت النبي إبراهيم الخليل (ع) الذي يعدّ محجّاً لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، وكذلك تضم مدينة أور الأثرية ومناطق واسعة من الأهوار الطبيعية التي تعد من أبرز مناطق الجذب السياحي».
يذكر أن رئيس مجلس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي وضع في (12 حزيران 2021) حجر الأساس لمشروع تطوير مطار الناصرية، الذي تقوم بتنفيذه إحدى الشركات الصينية المتخصصة، فيما افتتح ثلاثة مشاريع استراتيجية وخدمية.
وقال الكاظمي في حينها إن «مطار الناصرية يفتح آفاق الاستثمار والسياحة الدولية في المحافظة، كما سيوفر المشروع فرص عمل كثيرة لأهلنا وشبابنا في ذي قار»، مبيناً أنه «سيجلب الآلاف من السواح سنوياً، وينشّط حركة الاستثمار في مختلف القطاعات بالمحافظة»، وأردف: «كما نسعى إلى أن نصنع منه مركزاً مهماً للشحن الجوي في المنطقة، نظراً لموقع المحافظة الاستراتيجي».
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن «هناك اهتماماً كبيراً بمحافظة ذي قار بعد زيارة قداسة البابا، التي مثّلت نجاحاً كبيراً للعراق في الأوساط الدولية». ومن جانبه وصف محافظ ذي قار الأسبق أحمد غني الخفاجي يوم افتتاح المشاريع المذكورة بيوم الإنجازات العظيم.
وكان الحبر الأعظم بابا الفاتيكان فرنسيس قد أقام في (6 آذار 2021) قداساً دينياً وصلاة مشتركة لأتباع الديانات العراقية في بيت النبي إبراهيم الخليل، ورعى لقاء الأديان في مدينة أور الأثرية (18 كم جنوب غرب مدينة الناصرية).
وتوقع مسؤولون وناشطون في محافظة ذي قار في حينها أن تشهد محافظة ذي قار انتعاشاً للسياحة الدينية والآثارية عقب زيارة بابا الفاتيكان لمدينة أور الأثرية والحج إلى بيت النبي إبراهيم الخليل، وفيما دعوا الحكومتين المحلية والمركزية لإيلاء المزيد من الاهتمام بالقطاع السياحي استعداداً للمرحلة المقبلة، أشارت مفتشية آثار ذي قار إلى مباشرة منظمة (جسر إلى) الإيطالية بمشاريع بنى تحتية للسياحة في محيط مدينة أور الأثرية.










