TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > المدى تفتح نقاشاً عن المرأة ودورها في الحياة السياسية

المدى تفتح نقاشاً عن المرأة ودورها في الحياة السياسية

نشر في: 14 سبتمبر, 2025: 12:06 ص

 متابعة المدى

نظم بيت المدى للثقافة والفنون جلسة حوارية بعنوان "المرأة ودورها في الحياة السياسية"، شاركت فيها أكاديميات وباحثات سلطن الضوء على واقع التجربة النسوية في العراق، حيث أكدت بعض المداخلات أن المرأة أثبتت حضوراً أقوى من الرجل في مجالات خدمية وتشريعية، ما شجع المجتمع على تغيير نظرته تجاهها، فيما شددت أطراف أخرى على أن المستقبل يتطلب إصلاحات قانونية، وزج النساء في المناصب القيادية بعيداً عن اعتماد الكوتا، وتحدث في الندوة د. طاهرة داخل "المرشحة عن تحالف البديل عن حزب الاستقلال الوطني"، ود. رجاء سعدي لفتة معاون عميد في كلية الفنون الجميلة، ومرشحة عن كتلة صادقون، والسيدة هند السامرائي، وقد أدارها الاعلامي علي المهنا الذي افتتح الجلسة بالقول: هناك الكثير من المحاور التي نتحدث بها عن مشاركة المرأة في المشهد السياسي المضطرب على اعتبار اننا انتقلنا من تجربة ديكتاتورية، وكيف لها ان تواجه هذه التحديات، وهل اعطى الدستور العراقي بما فيه من تشريعات مساحة كافية للمرأة العراقية، من اجل الشروع بمشاركة حقيقية؟
اجابت د. طاهرة داخل عن ذلك قائلة: دائما ما أقول أن التشريعات العراقية في بلد بنيت كل ثقافته الفقهية واساسه التاريخي على القانون، ونحن أول من شرع القوانين، ونحن اول من بدا في التشريعات سواء قانون الأحوال الشخصية قبل التعديل، وأن دستورنا رغم ما فيه من هفوات لكن هناك ما يدعم قضايا المرأة والفرد العراقي بشكل عام، وايضا ما يتعلق بالقوانين والتشريعات الجديدة والاتفاقات الدولية التي دخل أليها العراق، كإتفاقية سيداو وإتفاقية بيغن، وما يتعلق بالطفل والبروتوكولات المتعلقة بها، وأضافت أنها تجد مساحة حقيقية للمرأة.
وفي سؤال لمقدم الجلسة وجهه للدكتورة رجاء سعدي، عن النقطة التي تحدثت بها الدكتورة داخل فيما خص التشريعات والقوانين التي أعطت للمرأة المساحة الكافية للمشاركة في دائرة القرار: هل يتعلق بالضغوطات التي منعت المرأة من أخذ دورها في هذا المجال؟ أجابت الدكتورة رجاء سعدي، أنها لا ترى أية إشكالية في مشاركة المرأة بالانتخابات، فقد شاركت بالانتخابات السابقة واحتلت مناصب عديدة داخل قبة البرلمان، أو في مجالس المحافظات، وهو ما يفسح المجال لجميع النساء بالمشاركة، والدليل على ذلك، نرى الآن الكثير من النساء مرشحات لهذه الانتخابات، وأنها تعتقد أن التشريعات منحتنا حقوقنا بهذا الأمر، ولكن المظلومية – كما تراها هي - تتعلق بعدد المقاعد التي تحتلها المرأة، فهي قليلة، وأيضا حرمان المرأة نوعا ما من تقليد المناصب التي أغلبها للذكور.
وفي سؤال يتعلق بعملية المنافسة مع الرجل في الانتخابات، والدعم الذي يتوفر للرجل، وما مدى تفاعل الجمهور مع المرأة المرشحة، وإن كان ثمة فوارق حاضرة بهذه القضية؟، أجابت د. طاهرة داخل قائلة: "نتحدث الآن عن (الكوتا) ما هي المعوقات التي نواجهها كنساء، اننا وبصراحة وواقعية نفتقد التدريب على الخطاب السياسي، أو الظهور الإعلامي كمرشحات" واشارت طاهرة الى الدعم المالي، حيث ترى أن الدعم الأكبر للرجال، رغم أن هناك بعض النساء قادرات بما لا يستطيعه الرجل. وقالت انها ألزمت الحزب بشروط كثيرة لترشيحها، منها إستحداث مكتب نسوي، وضرورة إعطاء الصلاحية للمرأة بخوض تجربة العمل السياسي كما الرجل. وأشارت انها كانت فاعلة في (تشرين) لكنها لم تعرف بالضبط ما الذي كان يريده التشرينيون أو أين هي قيادته؟ وتتساءل انها مع الرجل تعاني من قضية مهمة وهي حرية التعبير التي دفعنا، نحن واباؤنا الكثير من التضحيات من أجلها.
وفي سؤال وجهه مقدم الجلسة للدكتورة رجاء سعدي، بوصفها مرشحة لأحد الأحزاب الاسلامية عن التفاوض والحضور في الإجتماعات وفي وضع البرامج الإنتخابية، إن كان متساوٍ مع الرجل، أجابت، انها تعترض على صيغة السؤال فالحزب أو الكتلة لا علاقة لها بذلك، فالأمر يتوقف على المرشح أو المرشحة وشطارتها، وأضافت أن الدعم متوفر والكتلة فتحت لنا الباب، والامر يعود للمرشحة، ونحن وشطارتنا.
بالنسبة للمرأة - سأل المقدم - هل لها الحرية في إعطاء صوتها أم أن هناك متحكم في البيت مثلا، أجابت د. رجاء قائلة: "بصراحة أرى ان المراة متحكمة ولها صوت يؤخذ به من قبل الزوج أو الأبن أو الأخ، وبالتالي تسطيع إقناعهم بما تريد.
واشار المقدم في سؤاله أننا في تجربة ديمقراطية وحرية المشاركة متاحة، متى نرى وجود العنصر النسوي في موقع القرار في أدارة الدولة الحاكم مثلا؟ متى تكسر هذه الصورة النمطية؟ أجابت د. طاهرة: "هذه الصورة النمطية، تختفي بطريقتين، من داخل البرلمان ومن خارجه، فنحن أولا بحاجة الى وعي نسوي ليس في موسم الانتخابات فقط، فأنا اختلف مع دكتورة رجاء بخصوص أن المرأة متحكمة"، وأشارت الى "أن نساء في الريف، وهن النسبة العظمى، محكومات برأي الرجل، وهو الذي يحدد الاسم الذي عليها إنتخابه" واضافت ان الرجل احيانا يبتز المرأة عاطفيا!، المشكلة يجب ان تعالج مجتمعيا، فقانون الأحوال الشخصية الذي صدر عام 1959 انهى سطوة رجل الدين على تشريع القانون لكن الان عادت هذه السطوة".
وفيما يخص إعطاء المراة دورا قياديا سوى في الأسرة أو في المجتمع، وجه مقدم الجلسة سؤاله الى د. رجاء فاجابت: "المعالجة تبدأ من البيت، مشكلة المرأة أنها لم تكن صاحبة قرار، والمناطق النائية كما قالت د. طاهرة يجب أن تعالج توعويا" وأشارت الى أنه "يجب أن تكون هناك كتلة نسوية في البرلمان تدافع عن حقوق المرأة، وهذا يشمل التصويت على قانون الأحوال الشخصية".
ورحب المقدم بالمشاركة هند السامرائي ووجه لها سؤالا، عن أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية وما هي الضغوط التي تُمارس عليها في هذا الشأن، فأجابت انها ترى أن المرأة لديها روح المسؤولية، ولها وجود واضح، وأضافت أن للمرأة وجود حقيقي بالمشهد السياسي، وما يقال عكس ذلك مفتعل، خاصة إذا كانت متمكنة وتمتلك القدرة على ذلك، واشارت الى أن المظلومية تجيء من المجتمع أصلا.
واضافت السيدة هند "ان المجتمع العراقي فيه تأثير عشائري قبلي كبير، لكن في الآونة الأخيرة أثبتت المرأة وجودها بوصفها أكثر إنتاجاً وفعالية من الرجل. تدريجياً بدأت ألاحظ أن المجتمع يغير وجهة نظره، فأنا كمرشحة عندما ألتقي بالناس يقولون لي إنهم سينتخبون امرأة ولن ينتخبوا رجلاً، لأن الرجل لا يقدم الإنتاج الذي نراه من المرأة"، مؤكدة "ان المرأة أثبتت وجودها اليوم خدمياً وتشريعياً أكثر من الرجل، وأصبحت أكثر فعالية، وبالتالي المجتمع يتجه نحو تغيير فكرته عن دور المرأة وقدرتها، أما بالنسبة لي فأنا مبتدئة في العمل السياسي، وحتى الآن لم أدخل في منافسة حقيقية لأشعر بالصعوبات، لكن على مستوى العمل تكاد التحديات تكون معدومة، ونصيحتي للنساء الراغبات بدخول العمل السياسي هي (كوني أنتِ، وثقي بنفسك كثيراً)".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram