TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > الانتحار يتصاعد في النجف.. دعوات لمعالجة هادئة وشاملة

الانتحار يتصاعد في النجف.. دعوات لمعالجة هادئة وشاملة

نشر في: 14 سبتمبر, 2025: 11:05 م

 النجف / عبد الله علي العارضي

شهدت محافظة النجف خلال الساعات الـ72 الماضية تسجيل ست حالات انتحار، غالبيتها بين فئة الشباب، ما أثار موجة من القلق في الأوساط المجتمعية، وسط مطالبات متزايدة بضرورة إيجاد معالجات عاجلة للحد من هذه الظاهرة التي تتصاعد في ظل غياب حلول حقيقية، خصوصًا مع تفاقم الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية. وتراوحت أعمار المنتحرين بين 14 و24 عامًا، وهو ما يشكّل خطرًا كبيرًا يهدد مستقبل الشباب النجفي.

تزايد مستمر وتحديات متعددة
مدير إعلام دائرة صحة النجف، ماهر العبودي، صرّح لـ«المدى» قائلاً:
«مقارنةً بالسنوات الماضية، فإن أعداد المنتحرين في تصاعد مستمر، لأسباب متعددة منها نفسية، وأخرى تتعلق بتعاطي المخدرات، أو الضغوط المادية والمشاكل العائلية. العديد من الحالات تصل إلى المستشفيات، وتحاول الفرق الطبية إنقاذها.»
وبحسب العبودي، فإن إحصائيات عام 2024 سجّلت:
• 17 حالة انتحار بين الذكور
• 10 حالات بين الإناث

ناقوس خطر يداهم الشباب
أمير ناصر الخريفاوي، أحد المواطنين، أكد لـ«المدى» أن تزايد حالات الانتحار بين صفوف الشباب يمثل ناقوس خطر حقيقيًا لا يمكن التغاضي عنه. وقال:
«برأيي، هذه الظاهرة تعود بالدرجة الأولى إلى البطالة وغياب فرص العمل، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي جعلت الكثير من الشباب يشعرون بانسداد الأفق. هناك أيضًا ضعف في الاهتمام بالصحة النفسية وقلة البرامج التي توفر دعمًا وإرشادًا للشباب، فضلًا عن تأثير المخدرات والتفكك الأسري. المطلوب اليوم تحرك جماعي من مؤسسات الدولة، والمجتمع المدني، والمرجعيات الدينية، لوضع حلول عملية تعيد الثقة والأمل لهؤلاء الشباب وتمنحهم فرصًا حقيقية للحياة الكريمة.»

قصة مؤلمة من حي الشرطة
المدى التقت المواطن محمد حسن، الذي روى حادثة انتحار مأساوية لشاب يبلغ من العمر 15 عامًا من سكنة حي الشرطة.
وقال: «الفتى كان على علاقة قوية بصديقه المقرّب الذي توفي أثناء عملية جراحية. وبعد رحيله، نشر الشاب الآخر منشورًا مؤلمًا قال فيه: (ما يفرقنا غير الموت… وياك حتى النهاية). وبعدها أقدم على الانتحار، في لحظة حزن لم يحتملها.»

جهود الشرطة المجتمعية
من جهته، صرّح ضياء زوين، مدير الشرطة المجتمعية في النجف، لـ«المدى» قائلاً:
«دورنا مستمر في مكافحة هذه الظاهرة، حيث دخلنا الجامعات والمدارس، وبدأنا بتشخيص بعض الحالات بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث. رفعنا توصياتنا للوزارة وقيادة الشرطة، وشخّصنا الفئة العمرية الأكثر تأثرًا، والتي تتراوح بين 13 و24 عامًا.»
وأضاف: «نعمل اليوم على فتح حوارات في المنتديات والملتقيات الثقافية، لخلق أفكار إيجابية بديلة تساعد في مواجهة هذه الظاهرة، مع التركيز على الاستماع إلى فئة الشباب واحتضانهم، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي المناسب لهم.»

الشرطة: لا علاقة لمجموعة القربان
وأكد مصدر أمني في قيادة شرطة النجف لـ«المدى» أن حالات الانتحار الأخيرة «لا علاقة لها بما يُعرف بمجموعة القربان»، مشيرًا إلى أن «التحقيقات أظهرت دوافع نفسية وخلافات عائلية وأزمات مادية وراء تلك الحالات».
وكشف المصدر عن آخر حصيلة خلال 12 يومًا:
• 3/9: فتاة تولد 2009 تفارق الحياة بعد تناولها مبيد حشرات
• 6/9: فتاة تولد 2006 تحاول شنق نفسها وتنقل للمستشفى لمعالجة رقبتها
• 9/9: شاب تولد 2005 محاولة شنق نفسه
• 9/9: شاب تولد 2003 يحاول الانتحار بسكين في شارع الروان
• 10/9: شاب تولد 2002 ينهي حياته شنقًا في داره بمنطقة العباسية
• 11/9: شاب تولد 2005 يفارق الحياة بعد محاولة انتحار
• 11/9: شاب يحاول الانتحار والشرطة النهرية تنقذه في اللحظة الأخيرة
• 12/9: شاب تولد 2006 ينهي حياته شنقًا داخل داره في حي النداء
• 12/9: شاب تولد 2007 ينهي حياته شنقًا داخل داره في حي الميلاد

دعوات لمعالجة المشكلة
وسط هذا المشهد المقلق، تتصاعد الدعوات لتشكيل غرفة طوارئ مجتمعية ونفسية تضم جهات صحية وتعليمية ودينية وأمنية، تتكفل بوضع خطة عاجلة للوقاية من الانتحار، تبدأ من التوعية وتنتهي بتقديم الدعم الفعلي لكل من يعاني بصمت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram