TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > أمهات يمنعن أبناءهن من الذهاب إلى مناطق القتال

أمهات يمنعن أبناءهن من الذهاب إلى مناطق القتال

جنود إسرائيليون يرفضون تلبية الاستدعاء للهجوم الجديد على غزة

نشر في: 15 سبتمبر, 2025: 12:01 ص

 متابعة/المدى

بينما تستدعي إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لغزو مدينة غزة، يزداد عدد الجنود وأمهاتهم الذين يقولون «لا».
لا توجد أرقام رسمية، لكن مجموعات حديثة التشكيل تعلن عن رفضها للخدمة رغم خطر السجن. إنها ظاهرة جديدة في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين. وحتى الآن لم يظهر أن هذا الرفض أثر على العمليات العسكرية.
يبرز هذا التمرد في وقت ينضم فيه إسرائيليون إلى احتجاجات جماهيرية يتهمون فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية بدلًا من التوصل إلى صفقة مع حماس لإعادة 48 رهينة متبقين، يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة. ويخشى كثير من المعارضين، بمن فيهم مسؤولون أمنيون كبار سابقون، أن يحقق الهجوم الأخير ويُعرّض حياة الرهائن للخطر. كما تواجه إسرائيل انتقادات دولية شديدة بسبب الكارثة الإنسانية التي سببتها الحرب والحصار. إحدى الأمهات، نوريت فلتسنثال برغر، قالت وهي تبكي خوفًا على ابنها الأصغر من أن يُجبر على العودة للخدمة: «لم أستطع التوقف عن التفكير في كيفية كسر ساقه أو ذراعه أو إصابته بطريقة تمنعه من العودة».
أفشالوم زوهار سال، جندي ومسعف يبلغ من العمر 28 عامًا خدم عدة مرات في غزة، قال إن الجنود مرهقون ومحبطون ولم يعودوا يعرفون من أجل ماذا يقاتلون. بدأت شكوكه العام الماضي حين كان يخدم في منطقة قريبة من مكان قُتل فيه ستة رهائن أثناء محاولة إنقاذهم، قال: «شعرت أن هذا خطأي». وتعمقت شكوكه في يونيو/حزيران، عندما رأى القوات تعود إلى المناطق ذاتها التي قاتلت فيها سابقًا. وأضاف أن بعض الجنود بدوا أقلَّ تركيزًا، ما جعلهم عرضة لهجمات من حماس التي تضاءلت قدراتها، لكنها ما زالت نشطة.
ووجّه كلامه مخاطبًا الجيش: «لا تضعوني في موقف أضطر فيه إلى أن أقرر ما إذا كنت سأخاطر بحياتي مجددًا».
مجموعة جديدة تُعرف باسم «جنود من أجل الرهائن» تقول إنها تمثل أكثر من 360 جنديًا يرفضون الخدمة. ورغم أن الرقم صغير، إلا أنه يظهر تحولًا عن الأيام الأولى للحرب حين اندفع جنود الاحتياط إلى الخدمة بعد هجوم 7 أكتوبر. الرفض يُعاقب عليه بالسجن. ماكس كريش، عضو في المجموعة، قال في مؤتمر صحفي يوم 2 أيلول: «حرب نتنياهو المستمرة عدوان لا داعي له، إنها تعرض رهائننا أنفسهم للخطر ودمرت نسيج المجتمع الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته تقتل وتشوه وتُجوّع شعبًا كاملاً في غزة». أما مجموعة «أهالي الجنود يقولون كفى»، المعروفة بشعارها «أنقذوا أرواحنا SOS»، فتقول إنها تمثل نحو 1000 والدة جندي. وقد نُسب الفضل لحركة مشابهة في نهاية الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 2000.
تقول فلتسنثال برغر: «علينا أن نكون صوتهم».
وتشير إلى أن ابناها، وكلاهما شارك في حرب غزة (أحدهما لا يزال في الخدمة)، لم يعودا إلى القطاع. وتقول إنَّهما يؤيدان جهودها، لكن لم يرفضا رسميًا الخدمة.
يفات جادوت تقول إن ابنها البالغ 22 عامًا، الذي شارك في حرب غزة لمدة تسعة أشهر منذ بدايتها، أخبرها أن الجنود هناك شعروا وكأنهم «أهداف مكشوفة». وأضافت: «قلت له، نحن الأمهات سنفعل كل ما بوسعنا لإخراجك من غزة وإنقاذك من هذه الحرب السياسية».
بعض الأمهات شجَّعن أبناءهن على رفض العودة للقتال، فيما تقول أخريات إنهن يحترمن قرار أبنائهن. لكن جميعهن يؤكدن أن رسالتهن موجهة بالدرجة الأولى إلى قادة البلاد.
وكان استدعاء 60 ألف جندي احتياط هو الأكبر منذ أشهر، في بلد يقل عدد سكانه عن 10 ملايين نسمة، حيث الخدمة العسكرية إلزامية لمعظم الرجال اليهود. كثيرون أدّوا بالفعل عدة جولات بعيدًا عن أسرهم وأعمالهم.
فشل الحكومة الإسرائيلية في تجنيد الرجال اليهود المتدينين المتطرفين لصفوف الجيش أضاف إلى الغضب. فهؤلاء تجنّبوا الخدمة العسكرية لعقود بفضل إعفاءات تفاوض عليها زعماؤهم السياسيون المتنفذون، ما أثار استياءً متزايدًا في أوساط الرأي العام. قال الجيش إن «مساهمة جنود الاحتياط أساسية لنجاح المهام والحفاظ على أمن الدولة»، مضيفًا أن كل حالة رفض تُقيَّم على حدة. بحسب مجموعة «جنود من أجل الرهائن»، سُجن هذا العام ما لا يقل عن ثلاثة جنود لرفضهم الخدمة، لمدة وصلت إلى ثلاثة أسابيع.
يُشار إلى أن الحرب تسببت بمقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال.
من جانب آخر، أظهر استطلاع حديث أن نحو ثلثي الإسرائيليين، من بينهم نحو 60% من اليهود، يرون أن على إسرائيل الموافقة على صفقة تشمل إطلاق جميع الرهائن، ووقف القتال، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة. الاستطلاع أجرته المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في الأسبوع الأخير من آب، وشمل 600 مشارك بالعبرية و150 بالعربية، بهامش خطأ 3.6 %. حماس أكدت منذ فترة طويلة أنها تقبل بمثل هذه الصفقة، لكن نتنياهو يرفض، ويقول إن الحرب لا تنتهي إلا بعودة جميع الرهائن ونزع سلاح حماس، مع إبقاء إسرائيل على سيطرة أمنية مفتوحة على القطاع.
مئراف زونسزين، محللة بارزة في مجموعة الأزمات الدولية، قالت إن دفع الجنود في بلد منقسم بشدة للاستمرار في القتال قد يترك أثرًا طويل الأمد على قدرات إسرائيل.
ويعتقد كثيرون أن الانقسامات حول خطة إصلاح قضائي عام 2023، التي فجرت احتجاجات جماهيرية وتهديدات من جنود بعدم الخدمة، أضعفت إسرائيل قبل هجوم 7 أكتوبر.
وفي تطور آخر، شهدت أوكلاند، أكبر مدن نيوزيلندا، السبت مشاركة أكثر من 20 ألف شخص في تظاهرة مؤيدة لفلسطين، مطالبين الحكومة بفرض عقوبات على إسرائيل.
ودعا المتظاهرون في مسيرة «من أجل الإنسانية» إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وإنهاء الحصار فورًا، وإعادة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للسماح بدخول المساعدات الإسعافية إلى الأراضي الفلسطينية بأمان. وسار المحتجون عبر شوارع المدينة حتى ساعات بعد الظهر حاملين الأعلام الفلسطينية ورافعين لافتات تحمل شعارات مثل «لا تطبعوا الإبادة الجماعية» وشعار آخر «كونوا أقوياء، وقفوا مع فلسطين».
عن وكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وزير الخارجية الأمريكي: اغتيال قاسم سليماني ليس سلوكاً انعزالياً ولا مغامرة عسكرية

وزير الخارجية الأمريكي: اغتيال قاسم سليماني ليس سلوكاً انعزالياً ولا مغامرة عسكرية

متابعة/ المدى أفاد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بأن عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ليست انعزالية ولا مغامِرة. وفي سياق الرد على تساؤلات حول القضاء على خلافة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وعملية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram