صادق الطريحي
زَيْتٌ وخابيةٌ ومَجْمرةٌ لأنواعِ الطّعامِ،
لمُعجمِ الطّبَخَاتِ في البيتِ العتيقِ بحارةِ المَرزوقِ،
إنّي أطبخُ الرُزّ المُقرمشَ واللّحومَ،
ومَرْقَةَ السّمكِ المُجفّفِ في مَطاعمِ شارعِ الكوّازِ..
إذْ يأتي الجنودُ مِنَ المراصدِ مُتعبينَ، ومُتعبينَ،
فربّما يَنْقَضُّ فوقَ حقولِنا، وبيوتِنا ذاكَ المُسلّحُ فجأةً.
وعملتُ طبّاخا براتبِ مُستشارٍ..
في مصانعِ مُنتجاتِ العارفاتِ مِنَ الحليبِ وزبدةِ البَقرِ الخصيبِ وجُبنهِ،
لكنّما الأبقارُ غاضبةٌ وغاضبةٌ،
فقدْ سَلبَ المُسلّحُ جلدَها، وحليبَها، وخوارَها.
زَيْتٌ وإبريقٌ لأنواعِ الشّرابِ،
لمُعجمٍ للماءِ، والأكوابِ، والبَلدِ الأمينِ،
لمائنا المَثلوجِ يَنزلُ صافيًا، مُترَقْرقًا،
مُتسامِحًا مِنْ ألفِ ساقيةٍ وساقيةٍ بأطباقِ السّماءِ،
لكوزناِ الفَخّارِ يعرجُ سالمًا مِنْ ألفِ حربٍ في السّوادِ،
لكوبِ سيّدتي، وسيّدتي مُترجمةٌ، وقارئةٌ، وعارفةٌ..
أقاسِمُها المياهَ بجُرعتينِ، بقُبلَتينِ، بصفحتينِ مِنَ الكتابِ،
نُصحّحُ الأخطاءَ، مُندمجَينِ حتّى آخرِ الصّفحاتِ،
آخرِ مقطعٍ مِنْ وقتنا المعلوم،
آخرِ رَشفةٍ مِنْ نهرِ سُورا في كتابِ السّومريينَ العزيزْ.
زَيْتٌ وحاشيةٌ لترجمةِ الكتابْ.
زَيْتٌ لرَقمَنةِ العقودِ ـ عقودَ أملاكِ النّصوصِ ـ
لمُعجمٍ يُعنى بأعلامِ القُضاةِ،
فقدْ عملتُ مُحاميًا ومفاوضًا في مَصنعَ التّمرِ المُعلّبِ..
في ضواحي بابلِ الكُبرى،
فنظّمْتُ العقودَ مع الحكوماتِ الصّديقةِ، والصّديقةِ..
للحفاظِ على السّلامِ، وبيئةٍ خضراءَ خاليةِ الرّصاصْ.
زَيْتٌ لأحبابِ السّلامْ.
زَيْتٌ وتنميةٌ لأحدثِ مَصنعٍ
لصِناعةِ العَجلاتِ والمطّاطِ والأسفلتِ،
كنتُ مُبرمِجًا فوضعتُ تَخطيطًا
لتسهيلِ الإقامةِ والعبورِ مِنْ السّوادِ إلى السّوادْ.
مِنْ أجلِ ذلك إنّ أطرافًا
بمصنعِ (ناصرُ العاشورِ) للأقطان والأصوافِ..
أغرتني لأعملَ مُشرفًا ومدرّبًا..
في مصنعَ القطنِ العتيقِ بمرجِ بغدادا،
بأعلى راتبٍ متوقّعٍ...
لكنَّ بيبانَ المصانعِ أغْلِقَتْ، بلْ غُلّقتْ صَبرًا!!
وأنتَ بلا رواتبَ، أو مصانعَ، أو عقودٍ..
أو مخابرَ، أو قضاءٍ، أو متاجرَ، أو نصوصٍ..
مُنذُ أنْ حَرَقَ المُسلّحُ مصنعَ القُطنِ العَتيقِ،
وحَرَّقَ الأوراقَ، أوراقَ المعاجمِ في السّوادْ.
طبّاخُ البيتِ العتيقِ

نشر في: 15 سبتمبر, 2025: 12:03 ص









