ميسان / مهدي الساعدي
نظم العشرات من ابناء ناحية بني هاشم التابعة لقضاء الكحلاء جنوب شرقي محافظة ميسان، وقفة احتجاجية على ناظم نهر الكحلاء في مدينة العمارة، بسبب الجفاف وانعدام وصول المياه الى الانهر، خصوصا ذنائبها المارة بمناطقهم وقراهم مما ادى الى اعتمادهم على شراء المياه، للاستعانة بها على استخداماتهم الخاصة.
واعرب المحتجون والمتظاهرون عن يأسهم من الحلول الحكومية وتفضيل ايجاد الحلول بأنفسهم وفتح بوابات الناظم التي تحجز المياه عنهم وفي هذا المضمار بين ابو محمد احد المتظاهرين لصحيفة (المدى) "نحن اهالي قضاء الكحلاء وبالتحديد ابناء ناحية بني هاشم من القرى والمناطق التابعة لها، التي جفت تماما ولم تبق في انهارها قطرة خرجنا اليوم بتظاهرة بسبب معاناتنا من الجفاف الشديد، ونتائجه من موت المواشي الى هجرة الاهالي، ومجيئنا الى مدينة العمارة والتظاهر فوق ناظم نهر الكحلاء للمطالبة بفتحه، واطلاق المياه نحو النهر من اجل ايصال المياه الى مناطقنا وقرانا التي تعاني من الجفاف والعطش".
واضاف: "وللاسف الشديد لم تلق احتجاجاتنا اي تجاوب من قبل اعضاء الحكومة المحلية، او حتى المسؤولين عن اطلاق المياه، لبيان اسباب غلق بوابات الناظم او اعلان تضامنه معنا على الاقل".
ناشطون بيئيون ومهتمون بالوضع المائي في المحافظة اكدوا تضامنهم مع مظاهرات واحتجاجات اهالي ناحية بني هاشم، وغيرها من المناطق المنكوبة لأعلاء اصواتهم احتجاجا على الوضع المائي المتدهور واتساع رقعة الجفاف، وفي هذا الصدد بين الناشط البيئي مرتضى الجنوبي لـ(المدى): "مرت ثلاثة اشهر متتالية على ابناء ناحية بني هاشم، وهم يفقدون المياه بسبب الجفاف الحاد الذي يجتاح ناحيتهم والمناطق والقرى التابعة لها، وبعد ان استنفدوا ما اطلقوه من المناشدات دون جدوى خرجوا وللمرة الرابعة، الى ناظم النهر في منطقة الماجدية في مدينة العمارة من اجل فتحة ولكن لم يحضر اي شخص ويلبي مناشداتهم او حتى يتضامن مع مطاليبهم".
وشدد الجنوبي على ان "سكان قرى ناحية بني هاشم والقرى التابعة لها يعيشون معاناة قاسية وشديدة، لأنهم يفقدون المياه حتى لأستعمالاتهم الشخصية والغسل والاحتياجات الاخرى، ناهيك عن موت اراضيهم ومواشيهم وتلك المعاناة يتقاسمها جميع ابناء الاهوار في المحافظة".
كما انتقد المهتمون بالشأن البيئي في ميسان غياب اعضاء الحكومة المحلية، وبيان الاسباب الرئيسية التي ادت الى قطع المياه بشكل كبير، حيث اشار مرتضى الجنوبي"غابت الشخصيات المسؤولة عن الاطلاقات المائية او ادارة ملف المياه في الدوائر المختصة، عن الوقفة الاحتجاجية ما يعطي انطباعا للمواطن عن تهرب المسؤول عن بيان وتوضيح الاسباب، التي ادت الى جفاف مناطقهم وقراهم".
الى ذلك بيّن اعضاء منظمات بيئية ميسانية ان الجنوب بدأ يفقد هويته التي عرف بها، بعد مواجهة شراسة موجة الجفاف الحاد دون ان تجد اي جهة حلول منطقية للخروج من تلك المواجهة بأقل الخسائر.
وقال حيدر عدنان رئيس منظمة ابناء الاهوار لـ(المدى) "في ظل استمرار الجفاف الحاد الذي طال قرى وارياف محافظة ميسان، وما خلفه من اثار شوهت معالم الريف وحولت لون الأراضي الخضراء الى جرداء قاحلة، وأصبحت الأراضي الرطبة المغمورة بالمياه شبه صخرية، حتى الطيور المهاجرة عادت ولم تجد الاهوار ولابركها المائية كانها ضيف غير مرحب به، وفقدت المناطق الريفية رونقها وأصبح سكانها يبحثون عن المياه في كل بقعه من بقاع الريف ولم يجدو ا ما يكفي لسد حاجتهم الشخصية وتربية حيواناتهم، واضطروا لشراء ونقل الماء لهم من مركز المدينة عبر خزانات ماء وسيارات حمل لسد حاجتهم".
وطالب حكومة محافظة ميسان والوزارات المعنية بـ"توفير الحلول المناسبة لاغاثة سكان الاهوار، والمناطق الريفية وايصال الماء لهم باي شكل من الأشكال للحفاظ على حياتهم".
وبعد ان تفرق المحتجون وانسحبوا من على الناظم، بسبب اشتداد حرارة الجو واعتلاء شمس الظهيرة لم يتبق الا سيارة حمل، تحمل خزان للمياه يبدو انها تعود لأحد ابناء الناحية المحتجين، الذي وفد محتجا ولكنه لم ينس عياله العطشى ليرجع لهم بشيء من مياه نهرهم، التي حجزتها عنهم سدود ناظم النهر.