TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > بسبب تلوث المياه وغياب المعالجات.. الأمراض الجلدية تنتشر في الفاو

بسبب تلوث المياه وغياب المعالجات.. الأمراض الجلدية تنتشر في الفاو

نشر في: 16 سبتمبر, 2025: 12:05 ص

 البصرة / عمار عبد الخالق

 

تشهد محافظة البصرة في السنوات الأخيرة تصاعدا خطيرا في معدلات الإصابة بأمراض جلدية ومزمنة، وترتبط هذه الزيادة بشكل مباشر بأزمة المياه وتلوث مصادرها.
وهذه الأزمة لم تعد محصورة في قضاء الفاو أو المناطق القريبة من البحر، بل باتت تشمل عموم المحافظة.

 

في المستشفيات والمراكز الصحية تتكرر حالات الطفح الجلدي والتهابات البشرة، حيث يؤكد الأطباء أن السبب الرئيس هو المياه غير المعقمة والمالحة الواصلة إلى شبكات الإسالة، ويشير اختصاصيون إلى أن استمرار الاعتماد على هذه المياه الملوثة قد يؤدي إلى مشكلات صحية أوسع تمتد من أمراض جلدية بسيطة إلى أمراض معوية ومزمنة أكثر خطورة، وهو ما ينعكس سلبا على الصحة العامة ويثقل كاهل المؤسسات الصحية في المحافظة.
من جانبه أوضح مهدي التميمي رئيس مفوضية حقوق الإنسان للمدى أن البصرة تسجل أرقاما صادمة على صعيد الوضع الصحي، إذ تصل إصابات السرطان إلى ما بين ستمئة وسبعمئة حالة شهريا، بينما تجاوزت حالات الفشل الكلوي عشرين ألف حالة وتقترب من ثلاثين ألف حالة. واعتبر التميمي أن هذه المؤشرات تعكس فشلا حكوميا متراكما في معالجة ملف المياه الملوثة والملوحة، وهو ما يرقى إلى انتهاك واضح للحق في الحياة والصحة.
ويؤكد التميمي أن أزمة الفاو الأخيرة التي شهدت تسجيل أكثر من مئة إصابة بمرض جلدي نتيجة تلوث مياه الإسالة ما هي إلا صورة مصغرة لأزمة شاملة يعيشها أبناء المحافظة. وأضاف أن التهاون في هذا الملف لا يضر بقضاء محدد وإنما يهدد البصرة بأكملها ويضاعف من نسب الوفيات ويزيد الضغط على المؤسسات الصحية التي تعمل أصلا فوق طاقتها.
أما الخبير البيئي جاسم الأسدي مدير منظمة طبيعة العراق للمدى فقد شدد على أن الأزمة البيئية في البصرة مرتبطة بعوامل جغرافية ومناخية معقدة، موضحا أن قلة الإطلاقات المائية من دجلة والفرات أسهمت في تقدم اللسان الملحي من الخليج إلى شط العرب، وهو المصدر الأساس لمياه الإسالة.
وأضاف الأسدي أن غياب مشاريع تحلية حقيقية وتدهور البنية التحتية لشبكات المياه جعلا المواطن البصري أمام خيار وحيد، وهو استهلاك مياه غير صالحة تولد الأمراض الجلدية والمعوية وتزيد من نسب الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي.
وأكد أن أي مشروع استراتيجي مثل ميناء الفاو الكبير يجب أن يترافق مع خطط واضحة لمعالجة أزمة المياه، وإلا فإن الخطر سيتضاعف على الإنسان والبيئة معا.
وختم أحد المتحدثين من مستشفى الفاو فضل عدم الكشف عن هويته للمدى أن المستشفى سجل أكثر من مئة حالة إصابة بمرض جلدي خلال الأسابيع الأخيرة، مبينا أن معظم الحالات تراوحت بين طفح جلدي والتهابات متوسطة تسبب للمصابين انزعاجا واضحا في حياتهم اليومية.
وأوضح أن الأعمار المصابة تتراوح بين العشرة والثلاثة والثلاثين سنة كما شملت كبار السن، مشيرا إلى أن الأمراض الجلدية هي الأكثر شيوعا لكن تم تسجيل حالات أمراض مزمنة ناتجة عن تلوث المياه مثل التهابات معوية واضطرابات في وظائف الكلى.
وختم المتحدث أن الفريق الطبي يبذل جهودا حثيثة لمتابعة المرضى وتقديم العلاج الموضعي، لكن الحل النهائي مرتبط بمعالجة تلوث المياه والحد من انتشاره في البصرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram