 السماوة / كريم ستار

يتجدد قلق أهالي ناحية الهلال في محافظة المثنى مع انطلاق العام الدراسي، بسبب استمرار المخاطر التي يواجهها التلاميذ عند عبور الطريق الرابط بين الرميثة والهلال، حيث يشهد الطريق حركة كثيفة للشاحنات والمركبات تسببت في حوادث مميتة أودت بحياة أطفال في السنوات الماضية، فيما يطالب الأهالي بإنشاء مطبات وجسور لعبور المشاة أمام المدارس بشكل عاجل.

ويقول المواطن حسن عبد الكريم، والد لطالبين في مدرسة قريبة من الطريق: «كل يوم أعيش حالة خوف عندما يخرج أولادي من المدرسة، فالطريق مزدحم بالشاحنات الكبيرة التي تمر بسرعة، ولا توجد مطبات أو جسور تحمي الأطفال. نحن بحاجة إلى حلول عاجلة، وليس وعوداً مؤجلة».
المواطنة أم مصطفى التي تسكن قرب إحدى المدارس تضيف: «قبل أيام كاد أحد التلاميذ أن يُدهس أمام أعيننا، لأن الطريق بلا مطبات ولا جسر لعبور المشاة. هل علينا أن ننتظر حتى يكتمل المشروع بعد سنوات لنضمن سلامة أبنائنا؟».
أما الشاب علي غازي، وهو شاهد على حادث دهس وقع العام الماضي، فيروي: «تلميذ صغير حاول عبور الشارع مسرعاً، فاصطدمت به شاحنة محملة بالمواد الإنشائية. المشهد كان مأساوياً ولن يُمحى من ذاكرتنا. لذلك نطالب بأن تكون الأولوية لإنشاء جسور عبور قبل أي شيء آخر».
وأوضح القائمقام وليد خالد أن الحكومة المحلية باشرت منذ العام الماضي بتأهيل الطريق الذي كان يقتصر على مسار واحد منذ عقود، قبل أن يتم الشروع بإنشاء مسار ثانٍ ملاصق له. وأضاف: «العمل جارٍ حالياً في المسار الثاني، إلا أنه لم يكتمل حتى اللحظة. المخطط يتضمن إنشاء جسر واحد للمشاة مقابل مدرسة القدس، لكننا نعمل على أن يشمل المشروع ثلاثة جسور أمام المدارس القريبة لتأمين عبور التلاميذ».
وأشار خالد إلى أن طول الطريق في مرحلته الثانية يبلغ 12 كيلومتراً، وقد أُحيل على مرحلتين: الأولى بطول 6.25 كم وبكلفة تقارب 6 مليارات دينار، وتم إنجازها بالكامل، أما المرحلة الثانية فبطول 5.75 كم بكلفة 4.5 مليار دينار، وبدأ العمل بها في أيلول 2024، ومن المقرر إنجازها خلال تشرين الثاني 2025. لكنه أكد أن المقاولة الحالية لا تشمل جسورًا أو إنارة.
مواطنون أشاروا إلى أن الطريق يتعرض لضغط يومي من عشرات الشاحنات ذات الحمولات الثقيلة القادمة من المعامل في المنطقة والمتجهة إلى المحافظات المجاورة. ويؤكد المواطن سلمان راضي، سائق سيارة أجرة: «الطريق الجديد يتعرض لضغط يومي من عشرات الشاحنات ذات الحمولات الزائدة، وهذا أدى إلى تكسر الأسفلت وتكون حفر خطيرة. إذا استمر الوضع هكذا فسوف يتضرر الطريق الجديد قبل أن يُفتتح رسمياً».
وكشف القائمقام عن خطط مستقبلية بانتظار إقرارها من مجلس الوزراء، موضحاً: «هناك مقترح لزيادة الكلفة المستقبلية للمشروع بحيث يشمل إنشاء ثلاثة جسور لعبور التلاميذ أمام المدارس، إضافة إلى تخطيط الطريق وتنفيذ إنارة بطول 12 كم في الجزرة الوسطية، فضلاً عن صيانة الممر القديم بالكامل، من خلال قلع التبليط وتعريض الطريق إلى 8 أمتار وصبه بالخرسانة المسلحة مع طبقة رابطة مبلمرة وعلامات مرورية وإرشادية».
ويضيف: «الخطة تتضمن أيضاً تبليط طرق ريفية متفرقة بطول 21 كم، وهو أمر مرتبط بموافقة وزارة التخطيط وتخصيص الأموال اللازمة».
المراقب المحلي فاضل كاظم يرى أن المشكلة تكمن في بطء الاستجابة الحكومية، قائلاً: «منذ سنوات والأهالي يطالبون بجسور ومطبات، لكن التنفيذ يتأخر دائماً بحجة التمويل والموافقات الرسمية. هذه الإجراءات البيروقراطية تجعل حياة الأطفال مهددة يومياً».
ويختم المواطن حسن عبد الكريم حديثه بالقول: «لا نريد مشاريع ضخمة مؤجلة، نريد حلولاً عاجلة مثل مطبات أمام المدارس أو جسور حديدية بسيطة يمكن إنجازها سريعاً. فسلامة أبنائنا أهم من كل المشاريع».
ويبقى طريق الرميثة–الهلال شاهدًا على معاناة الأهالي بين أملهم في اكتمال مشروع التأهيل وإنشاء الجسور، وبين خوفهم من استمرار الحوادث المميتة. وبينما تمضي الآليات في شق المسار الجديد، يواصل المواطنون انتظار أن تتحول وعود السلامة المرورية إلى واقع ملموس يحفظ حياة التلاميذ من خطر يومي.