ترجمة: هالة مجيد أرجو ألا تؤمن بأن كل "الأحلام" و"الخيالات" و"القدرات البشرية" قد تحققت بعد.. أو أن التاريخ والحضارة والمستقبل البشري سيتجمد وسيقف عند هذه الحافة التكنو-علمية..! فما نعيشه اليوم هو ذرة صغيرة مما ستعيشه الحضارة البشرية في المستقبل إلى أن يرث الله الأرض وما عليها
وللسير بمنهجية علمية حول (شكل الحياة الجديدة) و(متغيراتها) في هذا القرن فإن موقع "الحافة "edge.org "? وهي مؤسسة تروج للسيناريوهات القادمة عن طريق التفكير (التكنو- علمي) او ما يطلق عليه (الثقافة الثالثة)، التي تجمع بين الأدب والعلم لمؤسسها الناشر ورجل الأعمال جون بروكمان حيث يطرح كل عام أسئلة متحدية للعلماء حول الأفكار والاختراعات وأنماط الحياة والمتغيرات التي ستكون بمثابة القفزة التالية الأهم بالنسبة للبشرية. في هذا التقرير أبرز آراء العلماء حول "ما الذي سيغير كل شيء، أو ما التطورات والأفكار العلمية التي ستغير جميع قواعد اللعبة: في العلم وفي التنمية.. وتتوقع بأن الحياة ستنتظرها". يقول الفيلسوف دانييل دينيت: " لن تكون مضطراً لتناول الطعام حتي تبقي علي قيد الحياة، أو للإنجاب حتي تكون لديك ذرية، أو للسفر والتنقل حتي تعيش حياة مليئة بالمغامرات، لن تبقي هناك جوانب ثابتة في الطبيعة الإنسانية علي الإطلاق بما فيها الغرائز الموجودة فينا حيث سيتم التلاعب الوراثي بها ، ربما باستثناء الفضول المتواصل للبشر ". يستشرف عالم الفيزياء فريمان دايسون ما يسميه بـ "علم قراءة الأفكار " ويقول: "علم الأعصاب سوف يدخل تغييرات صارمة علي لعبة الحياة الإنسانية، حالما نتوصل إلي الأدوات التي تمكِّننا من مراقبة وتوجيه أنشطة دماغ الإنسان بالتفصيل من الخارج. الأسطورة القديمة حول (التخاطر)، الذي كان ينتج عبر آلية غير مفهومة تتم عن بعد، سيحل مكانها ذلك النوع (المبتذل) والمقصود بعمد من التخاطر، الذي يتم تحفيزه بأدوات ملموسة. ولجعل هذا التخاطر اللاسلكي ممكناً، ليس علينا إلا اختراع تقنيتين جديدتين: 1) الأولي تقوم بتحويل الإشارات العصبية بشكلٍ مباشر إلي إشارات لاسلكية. 2) الثانية تتمثل في وضع أجهزة استقبال وبث لاسلكية مجهرية داخل نسيج الدماغ الحي. ليست لدي أدني فكرة عن الطريقة التي سيتم من خلالها التوصل إلي هذه الاختراعات، لكنني أتوقع أنها ستنتج عن التطور السريع الذي سيشهده علم الأعصاب قبل نهاية القرن الحادي والعشرين. ومن السهل التخيل بأن هذا التخاطر اللاسلكي سيكون بمثابة أداة قوية لإحداث التغير الاجتماعي، حيث سيكون بالإمكان استخدامها لأغراض خيرة وشريرة في الوقت ذاته. وقد تشكِّل أساساً للتفاهم المتبادل والتعاون السلمي بين البشر علي سطح الكوكب. كما أنها قد تكون أساساً للاضطهاد والظلم وبث الكراهية بين مجتمع وآخر. يتوقع عالم النفس (ستيفن بينكر) ظهور ما يسمي بـ " معرفة الجينات الشخصية " ويقول :"شهد عام 2008 ظهور (الفحص الجيني الذاتي) الذي يمكن الشخص من القيام به بشكلٍ مباشر دون اللجوء إلي الطبيب أو المختبر. وقد تم إطلاق عدد من الشركات الجديدة في هذا المجال. كما بات بإمكان الشخص الحصول علي كل شيء، بدءاً من المعلومات الكاملة عن تسلسل جيناته، مروراً بإمكانية عرض أكثر من 100 جينه مسئولة عن الأمراض الوراثية علي الشاشة، ولذا اتوقع: ظهور الطب الشخصي، الذي يتم فيه وصف الأدوية وفقاً للخلفية الجزيئية لكل مريض بشكل ذاتي وشخصي، وليس علي أساس التجربة والخطأ او " التخمين" وضع حد للعديد من الأمراض الوراثية،وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلي تكوين سلطة خاصة بالمستهلكين في القطاع الطبي، كونهم سيتمكنون من التعرف إلي الأمراض المحتملة التي يمكن أن تصيبهم، وأيضاً من البحث عن العلاج الملائم لها، بدلاً من الاعتماد علي اجتهادات طبيب العائلة، الذي سيصبح جزءاً من الفولكلور. < وتستشرف عالمة النفس إيرين بيبربيرج ما سيكون في المستقبل بعبارة "أدمغة أفضل" وتقول :" المعرفة الدقيقة بآلية عمل الدماغ سوف تؤدي إلي تغيير كل شيء. لحظة بدئنا بإدراك أن الذي يتحكم بما يحدث داخل أجسادنا هو ليس الجينات، بل التفاعل بين عدد من الجينات والبروتينات، إلي جانب التأثيرات البيئية التي تحرِّض جيناتنا علي، أو تكبحها عن، انتهاج سلوكٍ معين، حينذاك سندرك كيف أن التفاعل بين عدد من الأنسجة العصبية المختلفة والمواد الكيميائية داخل أجسادنا والتأثيرات البيئية، وربما بعض العوامل التي نجهلها حالياً، هي التي تؤثر في آلية عمل الدماغ. علي سبيل المثال، سوف نتمكن من تخفيف حدة الأمراض التي يتوقف فيها الدماغ عن أداء وظائفه بشكلٍ سليم، بدءاً من الأمراض التي تشمل عيوباً إدراكية مثل الزهايمر، إلى تلك التي ترتبط بمسائل التحكم بالجسد مثل مرض باركنسون، كما أننا سنتمكن من فهم وترميم الأدمغة التي يوجد لديها استعداد للإدمان أو الإجرام، وأيضاً سنتمكن من تطوير نماذج تمكِّن الدماغ من أداء الوظائف التي تقوم بها الروبوتات والحواسيب المتطورة، من أجل تصميم أنظمة تفاعل ذكية للقيام ببعض المهام، مثل استكشاف المحيطات والفضاء، و
لن تضطر للأكل حتى تعيش وسيكون لك أبناء بدون إنجاب
نشر في: 14 مارس, 2011: 06:28 م