TOP

جريدة المدى > سياسية > رئيس أساقفة أربيل: احتفالات المسيحيين تثبت فشل داعش في القضاء عليهم

رئيس أساقفة أربيل: احتفالات المسيحيين تثبت فشل داعش في القضاء عليهم

قال إنّها توحّد الطوائف المسيحية في العراق نحو مستقبل جديد

نشر في: 17 سبتمبر, 2025: 01:06 ص

 ترجمة حامد أحمد

تناول تقرير لموقع «أوسف نيوز» (OSV News) لأخبار الكنيسة الكاثوليكية انطلاق مهرجان مجموعة الطوائف الكنسية المختلفة في العراق بمناسبة عيد الصليب، تخللته احتفالات وفعاليات ثقافية، في وقت قال رئيس أساقفة الموصل إن المهرجان يرمز إلى فشل تنظيم داعش في القضاء على الوجود المسيحي في العراق، ويعكس قوة وحدة الطوائف المسيحية المختلفة في البلد نحو مستقبل أفضل.
وخلال الفترة ما بين 9 و13 أيلول اجتمع مسيحيون من كنائس مختلفة: كلدانية، وآشورية، وسريانية، وكاثوليكية، وسريانية أرثوذكسية في أربيل لإحياء مهرجان الصليب، تضمن احتفالات تمتد عدة أيام مع نشاطات ثقافية وتعليمية.
قال المطران بشار وردة، رئيس أساقفة الكلدان في أربيل، والذي عمل مع قادة من الكنائس الأخرى للتخطيط لهذه الفعاليات، في تصريح لوكالة العون الكنسي (Aid to the Church in Need) التي ساهمت في دعم الاحتفالات: «توقيت المهرجان رمزي للغاية. قبل عقد من الزمن، حاول داعش محو المسيحية من هذه الأرض. اليوم، هذه المجتمعات نفسها ترفع الصليب عالياً في الساحات العامة، وفي الكنائس، وفي المواكب المليئة بالفرح. ما كان يُراد له أن يُسكت أصبح إعلاناً – الإيمان بقي حيّاً، والأمل أقوى من الموت».
كان تنظيم داعش قد سيطر على أجزاء من سهل نينوى في شمال العراق بين عامي 2014 و2017، مما أجبر أكثر من 120 ألف مسيحي على اللجوء إلى أربيل في إقليم كردستان العراق بعد فرارهم من منازلهم في آب/أغسطس 2014.
وقدمت منظمة ACN الدعم للاجئين المسيحيين آنذاك، ثم ساهمت بعد هزيمة التنظيم في إعادة إعمار بلدات وقرى مسيحية، مما سمح بعودة السكان إلى ديارهم. انطلق المهرجان في 9 أيلول بمسيرة بالشموع بطول 2.1 كيلومتر في ضاحية عنكاوا بأربيل، بدأت من مزار مار إيليا الكلداني وصولاً إلى كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان للكنيسة الآشورية، حيث أُقيمت صلاة وعظة ألقاها البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية، تلتها مأدبة طعام جماعية.
وتضمن البرنامج المزدحم على مدى الأيام الخمسة: صلوات، وموسيقى، وفعاليات ثقافية، وأنشطة رياضية ومسابقات، وصولاً إلى سهرة عيد ارتفاع الصليب في 13 أيلول.
وأكد المطران وردة أن المهرجان بات الآن حدثاً سنوياً في تقويم الكنائس، بعد نجاح الاحتفالات المسكونية التي أُقيمت في 2024. وأضاف أن مهرجان 2025 جاء «لا ليكرر نجاح العام الماضي فحسب، بل ليوسع نطاقه، ويعمق مضمونه، ويشرك المزيد من الشباب والعائلات من مختلف الكنائس».
كما أشاد المطران وردة بدور اللجنة الشبابية المشتركة المكوّنة من 20 متطوعاً من الكنائس الأربع، قائلاً: «الشباب من جميع الكنائس خططوا للمهرجان معاً – نظموا الصلوات، والرياضة، والماراثونات، والحفلات، وألعاب الأطفال، والأنشطة الثقافية. لقد أصبح تعاونهم علامة مرئية على مستقبل جديد. الأجيال الأكبر سناً شاهدت بإعجاب كيف اكتشف الشباب أن ما يوحدهم أعظم بكثير مما يفرقهم. في أيديهم، أصبح حلم الوحدة المسيحية في العراق واقعاً ملموساً».
ويرى قادة الكنائس أن هذا المهرجان حيوي لمستقبل المسيحية في العراق، حيث تشير بيانات آخر تعداد أُجري قبل عام 2003 إلى وجود 1.4 مليون مسيحي، لكن عددهم اليوم انخفض إلى ما دون ربع مليون.
وقال المطران وردة إن هذا المهرجان هو «أكثر من مجرد احتفال محلي»، بل هو «رسالة إلى الكنيسة العالمية».
ومضى بقوله: «من أرض إبراهيم، حيث عانى المسيحيون المنفى والاضطهاد، يخرج صوت رجاء: نحن ما زلنا هنا. المسيحيون ما يزالون متواجدين في العراق، أظهرت كنيسة صغيرة وجريحة للعالم قوة الوحدة، وشجاعة الإيمان، وفرح حياة القيامة».
وكان رئيس مؤسسة الآشوريين من أجل العدالة، سام دارمو، قد أثنى يوم الاثنين الماضي على دور إقليم كردستان المحوري في حماية المسيحيين والمجتمع الآشوري، لا سيما منذ ما بعد عام 2003 حين تراجع عدد المسيحيين بشكل حاد في بقية مناطق البلاد.
وقال دارمو في حديث لموقع K24 الإخباري إن الإقليم أصبح ملجأ للآشوريين الفارين من العنف والاضطهاد، مضيفاً: «قبل عام 2003 كان عدد الآشوريين في العراق هو الأعلى في العالم. كنا حتى نمتلك كنيسة في البصرة، لكن اليوم لم يبق أي آشوري هناك. وكذلك في بقية أنحاء العراق حيث اختفى 95% من تواجدهم إما بالهجرة من البلد أو الانتقال إلى إقليم كردستان».
عن OSV News

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم
سياسية

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم

بغداد/ تميم الحسن يقترب ما بات يُعرف بـ«الإطار السني» من لحظة اختيار رئيس جديد للبرلمان. لكن الإعلان، على ما يبدو، لن يكون وشيكًا، إذ ما زال مرهونًا بموافقة بقية المكونات وشبكة تفاهمات أعقد مما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram