TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطين خطوة نحو سلام الشرق الأوسط

ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطين خطوة نحو سلام الشرق الأوسط

نشر في: 21 سبتمبر, 2025: 12:03 ص

 ترجمة المدى

في مقابلة تلفزيونية معه الجمعة الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يأمل أن يكون اعتراف فرنسا وعدد من الدول الغربية بدولة فلسطين خطوة بارزة باتجاه إحلال السلام في الشرق الأوسط، في وقت وجّه فيه أقوى انتقاداته لإسرائيل بسبب الحرب الدائرة في غزة، مشيراً إلى أن الحملة العسكرية التي تقودها ضد القطاع دمّرت بالكامل صورة ومصداقية إسرائيل على المستوى العالمي.
وقال ماكرون: «علينا أن نعترف بالحق المشروع للشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة».
وتأتي هذه الخطوة في وقت أطلقت فيه إسرائيل هذا الأسبوع هجوماً برياً على مدينة غزة، وهو ما ندّد به ماكرون واصفاً إيّاه بأنه غير مقبول على الإطلاق و«خطأ جسيم». وقد أثار هذا الموقف الذي تتخذه فرنسا من الحرب غضب إسرائيل والولايات المتحدة، إذ تعتبران أن الاعتراف بدولة فلسطينية يشجّع المتطرفين ويكافئ حركة حماس.
لكن ماكرون يرى أن هذه الخطوة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، إذ تعيد طرح خطة حلّ الدولتين على الطاولة، والتي تقضي بإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في معظم أو كلّ من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وستقوم فرنسا بتكريس هذا الاعتراف في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين 22 أيلول، وهي خطوة حظيت بدعم عدة بلدان أوروبية وغربية، ومن المتوقع أن تحذو كل من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال ومالطا وبلجيكا ولوكسمبورغ وغيرها حذو ماكرون خلال الأيام المقبلة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال الرئيس الفرنسي إن الاعتراف بفلسطين هو أفضل وسيلة لعزل حماس، مشيراً إلى أنه قرار كان ينبغي اتخاذه منذ وقت طويل. واتهم الحكومة الإسرائيلية الحالية بمحاولة القضاء على خيار الدولتين، مشيراً إلى تصويت حديث على استئناف توسيع المستوطنات في الضفة الغربية. وأضاف ماكرون محذّراً: «نحن في اللحظة الأخيرة قبل أن يصبح اقتراح الدولتين مستحيلاً تماماً. الآن هو وقت العمل، ليس غداً، ولا بعد عشر سنوات. إذا لم نتحرك فإن الصراع سيتعمّق فقط، وسيختفي أمل السلام».
تأتي جهود ماكرون في وقت يشهد فيه الموقف الدولي تحوّلاً إزاء أفعال إسرائيل في غزة.
ففي 12 أيلول، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة ما يُعرف بـ«إعلان نيويورك» بأغلبية ساحقة، ما أعطى زخماً جديداً لحل الدولتين، واستبعد للمرة الأولى حماس صراحة من المعادلة السياسية. ورحّب المسؤولون في السلطة الفلسطينية بالتصويت واعتبروه خطوة مهمة نحو إنهاء الاحتلال.
وفي مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» وصحف أوروبية قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال ماكرون إن الاعتراف يهدف إلى إنقاذ حل الدولتين، الذي يتعرّض لضغوط شديدة بسبب الحرب المستمرة في غزة والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وقال ماكرون: «أعتقد أن هذه الخطوة يمكن أن تشكل مساهمة تاريخية في عملية السلام»، مضيفاً أن قرار فرنسا، التي ستصبح أول دولة كبرى في الاتحاد الأوروبي تعترف بفلسطين رسمياً، جاء بعد «حوار وثيق» مع شركاء مثل كندا وأستراليا وبلجيكا، الذين أيّدوا هذه الخطوة. واجه القرار انتقادات شديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اتهم ماكرون بتشجيع معاداة السامية في فرنسا. لكن ماكرون رفض هذه الاتهامات بشكل قاطع، مشيراً إلى أن الاعتراف بفلسطين يهدف إلى «عزل حماس» وفتح الطريق أمام حل سياسي دائم.
وقال: «علينا أن نكون واضحين: هذه الخطوة لا تعني التخلي عن إسرائيل أو عن أمنها. على العكس، هي الوسيلة الوحيدة لضمان السلام على المدى الطويل». وحذّر ماكرون من أن مواصلة إسرائيل سياستها الاستيطانية والهجوم العسكري في غزة قد يدفع الاتحاد الأوروبي والغرب إلى دراسة عقوبات اقتصادية، إذا تمادت الحكومة الإسرائيلية في رفضها لخيار الدولتين.
وأشار ماكرون إلى أن قرار الكنيست الأخير باستئناف توسيع المستوطنات في الضفة الغربية «يُظهر بوضوح أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد حل الدولتين». وبحسب دبلوماسي فرنسي رفيع، فإن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق تقدم ملموس ولا رجعة فيه ضمن إطار زمني يسمح بالعودة إلى حل الدولتين.
وقال المسؤول الدبلوماسي: «تحليلنا، والذي نتشاركه مع لاعبين إقليميين بدءاً بالسعودية، هو أن عملية السلام لا يمكن أن تُستأنف إلا بإنشاء دولة فلسطينية».
وتصرّ فرنسا على أن إنشاء دولة فلسطينية يتضمن تفكيك حركة حماس. ففي تموز، اتفقت دول الجامعة العربية على أن «حماس يجب أن تنهي حكمها في غزة وتسلّم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية» في إطار «إعلان نيويورك» في الأمم المتحدة.
وأكد ماكرون أنه لا يتصرّف لإرضاء حماس. وقال في مقابلة مع شبكة CBS الأميركية سُجّلت الخميس: «حماس مهووسة فقط بتدمير إسرائيل. لكنني أعترف بشرعية الكثير من الفلسطينيين الذين يريدون دولة. ولا يجب أن ندفعهم في أحضان حماس».
ومع دعم بريطانيا وفرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة (وتضم المجموعة أيضاً كندا وأستراليا وبلجيكا ومالطا)، ستحظى فلسطين قريباً بدعم أربعة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة.
واعترفت كل من الصين وروسيا بفلسطين عام 1988. الأمر الذي سيجعل الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل حتى الآن، في موقف الأقلية.
واعترفت واشنطن بالسلطة الفلسطينية، التي يرأسها حالياً محمود عباس، منذ تأسيسها في منتصف التسعينيات. ومنذ ذلك الحين، أعرب العديد من الرؤساء الأميركيين عن دعمهم لقيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف. لكن دونالد ترامب لم يكن واحداً منهم. ففي ظل إدارته، مالت السياسة الأميركية بشدة لصالح إسرائيل.
لم تُخفِ إدارة ترامب قط معارضتها للاعتراف، حيث أقر الرئيس الأميركي نفسه بأنه «يختلف مع رئيس الوزراء البريطاني في هذا الشأن»، في مؤتمر صحفي مشترك عُقد الخميس.
في حزيران الماضي، صرّح السفير الأميركي الحالي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، بأنه يعتقد أن الولايات المتحدة لم تعد تدعم قيام دولة فلسطينية.
وكان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، قد ذكر خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في 15 أيلول أن الولايات المتحدة حذّرت مناصري الاعتراف بدولة فلسطين من أن ذلك سيدفع إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية أيضاً، ويجعل من محاولات وقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة.

عن وكالات وصحف عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إمداد بنغلاديش للمقاتلين إلى باكستان

إمداد بنغلاديش للمقاتلين إلى باكستان

 ترجمة عدنان علي يمثل هذا التجنيد صادرات جديدة خطيرة لبنغلاديش، وتحولاً محيراً في النزعة المسلحة بجنوب آسيا. أخبر فيصل حسين عائلته أنه وجد عملاً في دبي. في الواقع، كان الشاب البالغ من العمر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram