متابعة المدى
إكتظت قاعة بيت المدى في شارع المتنبي يوم الجمعة الماضية، بالحضور من سينمائيين عراقيين، وضيوف مهرجان بغداد السينمائي ورواد بيت المدى في إحتفالية تكريم الفنان انتشال التميمي مؤسس ومبرمج الكثير من المهرجانات السينمائية في البلدان العربية، وكان آخرها مهرجان الجونة السينمائي. قدم للجلسة الناقد السينمائي علاء المفرجي قائلا: نحتفل اليوم بالسينمائي العراقي إنتشال التميمي الذي يعد أيقونة المهرجانات السينمائية، وكما لقبه الناقد أبراهيم العريس بـ (مجنون المهرجانات).
وأضاف: ولد الفنان السينمائي انتشال التميمي في بغداد عام 1954، وبدأ حياته في العمل في مجال التصميم، حيث عمل مصمما في واحدة من أهم الصحف العراقية خلال فترة السبعينيات (طريق الشعب)، ليغادر بعدها الى بيروت هربا من قمع النظام، شأنه شأن كل مثقفي اليسار العراقي، وعمل هناك في صحافة المقاومة الفلسطينية، ثم أسس داراً للنشر في دمشق، قبل أن يحصل على منحة دراسة الصحافة في موسكو، وتلقى هناك محاضرات في السينما الى جانب الصحافة، وفي تلك الفترة أهداه صديقه الرسام اللبناني البارز إيميل منعم كتاب خيارات وعرف أن السينما هي ما يرنو إليه .. وفي منتصف التسعينيات بدأ يعمل في ادارة المهرجانات السينمائية، ليصبح من مؤسسي مهرجان روتردام للفيلم العربي عام 2001، وليعمل بعدها مبرمجا للأفلام العربية في مهرجان ابوظبي، ثم يلتحق مديرا لمهرجان الجونة السينمائي منذ انطلاقته عام 2017.
بعدها عرضت شاشة القاعة كلمات لعدد من الفنانين العرب تتحدث فيها عن خصال وميزات الفنان انتشال التميمي، والتأكيد على شخصيته التي تتجلى فيها الكثير من الجوانب الانسانية، والحديث عنه كحالة إبداعية، وفنية وإنسانية .. بينهم المنتج والسيناريست محمد حفظي، والنجمة هند صبري، والمنتجة درة بشوشة، والناقد طارق الشناوي، بعدها تحدث عدد من زملاء الفنان انتشال التميمي، عن جوانب من شخصيته.
أول المتحدثين الفنانة المصرية " بشرى " التي عملت معه في مهرجان الجونة السينمائي وتعلمت منه الكثير بحسب قولها، وتضيف: أنها سعيدة بوجودها وسط هذه الجمع من المثقفين، وفي بيت المدى، الذي يحاول من خلال هذه الأنشطة، إكمال مسيرة الحضارة التي عرف بها العراق منذ بدء التاريخ.
وأضافت: أنا وانتشال (عشرة عمر) ومثلما قالت الفنانة هند صبري انها تشعر مع أنتشال وكأنهم عائلة واحدة اقول أنا أن إنتشال هو أحد أفراد عائلتي في مصر، وأشارت ان إنتشال التميمي هو عرابي في المهرجانات السينمائية، وتعلمت منه الكثير، لأنه أستاذي وتعلمت منه الكثير، انه عين ذكية تستطيع أن ترى الفيلم الجيد وتلتقطه من خلال مشاركاته في المهرجانات، ان انتشال يملك موهبة إنسانية وفنية، وله شطارته بقراءة الناس ومعرفتهم، ووقد تعلمت هذا منه، لانتشال الفضل الكبير في كتابة الورقة الأولى لمهرجان الجونة، وكان من أوائل المؤسسين له.
وتحدثت الصحفية منى سعيد عن تجربتها مع إنتشال في العمل الصحفي بجريدة طريق الشعب، وقالت: أن نحتفي بانتشال، فهذا شيء مفرح، فأنا سعيدة بالاحتفال بشخصيات ثقافية عراقية، وأشارت الى أن الأحتفال به وسط محبيه ومعارفه وأصدقائه، دليل على الحب الذي نكنه له، تربطني بانتشال علاقة عائلية، إضافة لعلاقة الصداقة فنحن نسكن منطقة واحدة في مدينة الحلة، كانت لإنتشال عائلة أسهمت اسهاما كبيرا في تربيته، وخاصة والداه اللذان كانا من كوادر الحزب الشيوعي.
الناقد السينمائي قيس قاسم تحدث عن علاقته الحياتية والمهنية التي تقارب الخمسة عقود: قائلا من الصعب الحديث عن صديق بدأ معك منذ مراهقتك وحتى شيخوختك، نحن نرى الناس بتكوينهم وعطائهم، وانتشال كان له دور في تأسيس العديد من المهرجانات، وأن المرجعيات العقائدية التي إكتسبها من عائله منذ صغره منحته حصانة فكرية، ويعرف المشتغلين في السينما أي عبء يتحمله القائمون على ادارة المهرجانات، فهم يتميزون بموهبة فنية حاضرة.
بعدها استعرض د. جواد الأسدي علاقته بانتشال قائلا: علاقتي بانتشال لم تكن في بغداد أو في كلية الفنون الجميلة، لكن سفري الى صوفيا وعودتي بعد فترة طويلة الى سوريا ولقائي به، جعلتني أتعرف عليه بشكل جيد ثم ترسخت هذه العلاقة، هناك شيء استثنائي بأنتشال يتعلق برغبته في إعادة تكوين الحياة، ولكن ببراءة وطفولة وبشكل شاعري دون ان يدعي ذلك، ومن ميزاته الأخرى تأبطه للكاميرا، التي كانت تصاحبه الى أي مكان يذهب إليه، قبل أن يتجه الى السينما، فهو يرى أن علاقته بالكاميرا تنطوي على الكثير من الأسرار، فمن خلالها وثق للكثير من الاشخاص المعروفين.
اما د. حكمت داوود فأشار: أن انتشال إنسان وصديق وتنظيمي إن صحت التسمية، فهو يتمتع بعقلية منظمة قادرة على أن يجمع الأطراف والأضداد في آن واحد، وقد ترسخت علاقتي به في بيروت عندما كان يصمم العديد من الصحف التي تصدرها المعارضة اليسارية، مثل طريق الشعب، والنهج وغيرها، وموهبته هذه أضافت الى موهبته في الفوتوغراف.
وقال الاعلامي عبد العليم البناء: لي الشرف في الحديث عن قامة شكلت علامة فارقة في تاريخ السينما العراقية والعربية، فهو موسوعة سينمائية عراقية وعربية، كان يسافر الى اكثر من 25 مهرجانا سينمائيا، ليس بداعي السياحة، بل لإتقاط أفضل الأفلام فنيا وفكريا لكي يأتي بها الى المهرجان الذي يعمل فيه، كان قائدا سينمائيا عربيا حتى أن سويرس رجل الاعمال المصري المعروف وراعي مهرجان الجونة، واجه بسبب أختيار إنتشال التميمي مديرا للمهرجان، إنتقادات كثيرة داخل مصر التي تعتبر معقل السينما في الوطن العربي، لكن حدس سويرس كان ينبئه بموهبة انتشال.
وقال الناقد السينمائي عدنان حسين الذي زامل انتشال التميمي منذ مهرجان روتردان العربي: لم يعد لدي ما أقوله عن انتشال فقد غطى الزملاء الاخرين كل الجوانب الني تخص انتشال، ولكن دعوني أذكر انني عرفت انتشال عام 1996 عندما تعاون مع مكتبة لاهاي، وبدا يستدعي الكثيرمن الادباء والفنانين العرب والعراقيين، وصور الكثير من هؤلاء فأصبح لديه أرشيفا كبيرا يجب أن نستفيد منه جميعا، كان لانتشال دار نشر طبع فيها الكثير من الكتب.
أما المخرج السينمائي قتيبة الجنابي فاشار الى علاقته بانتشال، حيث أشار الى أن علاقته به تمتد لأكثر من خمسين عاما، وذكر انه ساعده في طبع كتابه عن الفوتوغراف، واضاف كان له فضل كبير على السينمائيين العراقيين في المنفى.











