علي حسين
وأنا اشاهد تصريح السيد ياسين الموسوي احد ابرز المنتمين لحزب الفضيلة الذي يقول فيه بالحرف الواحد: "مقاطعون.. ملاعين الولادين.. مقامرة.. يطلعون بعض الحمقى يكتبون قطع مقاطعون.. انت تدري هذا شنو يا احمق.. هذا كفى حماقة.. هذا حرب لعلي حرب لمشروع النبي.. الى متى هذه الحماقة"، قلت في نفسي إن تصريحات البعض تثبت أن لدينا للأسف من يعمل في السياسة بنظام المصلحة وليس بدافع الوطنية،
والسيد الموسوي في الوقت الذي يشتم الذين لا يذهبون الى صناديق الانتخابات، ويتهمهم بمحاربة الدين الاسلامي، هو نفسه الذي وجه سهام نقده لتظاهرات تشرين لأنها حسب قوله ساهمت في تخريب العراق ، والمصيبة أن الرجل يعتقد ان التجربة الديمقراطية في العراق مستمدة شرعيتها من النبي محمد "ص" وان أية محاولة لتغيرها هو اساءة للاسلام، ونسى الرجل ان هذه التجربة نهبت فيها اموال البلاد والعباد وانها ابعد ما تكون عن تجربة الامام علي "ع" في الحكم النزيه
كنت اتمنى على السيد الموسوي لو أنه بادر وأصدر لنا كتيباً يكتب على غلافه: دليل الديمقراطية للمبتدئين.. طبعاً يحتوي الكتيب على وصايا تؤكد لنا أن لا شيء تغير.. فما زال السياسي يحيط نفسه بسور عالٍ من التابعين والموالين مهمتهم أن يدافعوا عن أي شيء يقوله.. وحتماً أن الموسوي يعلمنا أن أول أصول الحكم الديمقراطي كما يفهمها هو شتم المختلفين معك، وترويض الشعب وتخويفه بديلاً عن تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية الاجتماعية وسيظل أصحاب كتب الديمقراطية للمبتدئين أسرى لإرادة سياسية لا تريد أن تدرك أن تغيراً حصل في العراق، ولهذا نراهم يسعون إلى بناء دولة الجماعة الواحدة التي تكون لها سلطة الأمر والنهي، والمنح والعطايا، سلطة تصر على إلقاء الفتات إلى الآخرين باعتبارها مكارم ومنح تذكرهم بمكارم "القائد الضرورة" .
وبالنظر إلى الحالة الديمقراطية التي تلبست السيد ياسين الموسوي، فإن ما يجري هو نوع من الألاعيب التي يحاول بها البعض ارتداء قناع الثورية والدفاع عن حقوق الفقراء والتغني بشعارات مشروخة، ناسين أن بضاعتهم غالباً ما تكون رديئة ومتهرّئة، فضلاً عن كونها بضاعة مزيفة .
في كتيب الموسوي عن الديمقراطية لم نسمع أنه اعترض يوماً على الأموال التي تهدر بدون وجه حق، وعن الفساد الذي ينخر جسد الحكومة، وعن صفقة الأسلحة الروسية وعن إقصاء الكفاءات، بل رأيناه يذرف الدموع لأنه خسر كرسيه في البرلمان.
للأسف لم يتضمن كتيب السيد ياسين الموسوي عن الديمقراطية أية فقرةٍ تقول للعراقيين إنكم متساوون في الحقوق والواجبات، وإن هذا بلدكم جميعاً، وليس بلد احزاب السلطة فقط.. والأهم أن يطمئن الناس إلى أن مصلحتهم في أن يعيشوا معا في ظل دولة حديثة.. قوامها المواطنة.. ومعيارها الحقيقي هو حماية حقوق كل مواطن فيها بغض النظر عن طائفته.










جميع التعليقات 1
جاسم
منذ 2 شهور
السلام عليكم او أن أشير إلى بعض الملاحظات حول المقال: ١. ان سماحة آية الله السيد ياسين الموسوي ليس له علاقة بحزب الفضيلة اطلاقا وهو عالم وليس سياسي. ٢. سماحة السيد لم يكن برلماني من قبل حتى يهتم للكرسي مثل ما ذكر الكاتب في مقاله.