TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > "المنبه" والوقت: تجربة فنية مبتكرة لأحمد البحراني

"المنبه" والوقت: تجربة فنية مبتكرة لأحمد البحراني

نشر في: 24 سبتمبر, 2025: 12:08 ص

بغداد/ علي الدليمي
(1)
أستضافت قاعة (The Gallery) للفنون المعاصرة، في بغداد، المعرض الشخصي للفنان أحمد البحراني، بعنوان (المنبه/ الوقت)، والذي ضم عشرين عملا فنيا بين الرسم والنحت البرونزي. ويُعد هذا المعرض الأول له في مجال الرسم بعد غياب طويل عن العراق دام لأكثر من ثلاثين عاما.
(2)
يتساءل البحراني مع خلجاته: “لا زال لدينا الوقت؟!” وقد وصل إلى قناعة، وأن كانت متأخرة، بأن العمر لم يعد يحتمل الكثير في هذه المرحلة من حياته، بعد مضي أكثر من ثلث عمره في الغربة، لم يعد يهتم بما يقال عن تجربته الفنية أو العملية، ما يهمه هو العمل بصدق وجد، مع تقدير واحترام لجميع الآراء. أكثر ما يعنيه هو التسامح والمحبة والسلام. يدرك أن الوقت لم يعد يسمح بالالتفات إلى الماضي، بل يجب التفكير في ما تبقى ومحاولة ترك أثر يستحق أن يتذكره الجميع.
(3)
“المنبه” عنوان مثير لمعرض الفنان أحمد البحراني، الذي قدم فيه رؤية فنية فريدة من نوعها. من خلال استخدام اللون الأسود فقط في لوحاته، وقطع نحتية، استطاع الفنان أن يخلق جوا من التأمل والتفكير العميق.
المنبه، ذلك الجهاز البسيط الذي يوقظنا من نومنا كل صباح، يتحول في رؤية الفنان إلى رمز للحياة والموت. فكرة أن المنبه هو إشارة لاستيقاظ الناس من غفلتهم واهتمامهم بالحياة اليومية، تطرح تساؤلات حول ماهية الحياة واهتماماتنا فيها.
اللون الأسود الذي استخدمه الفنان في لوحاته، يضيف عمقا ورمزية إلى العمل الفني. يمكن أن يُفسر اللون الأسود هنا على أنه رمز للموت أو الغموض أو حتى الحزن. بينما القطع النحتية تضيف بعدا آخر إلى العمل، حيث يمكن أن تمثل الأشكال والهياكل التي ننشئها في حياتنا.
الفكرة الرئيسية للمعرض، وهي أن المنبه يمكن أن يكون رمزا للموت، تطرح تساؤلات حول أولوياتنا في الحياة. هل نحن مهتمون بالحياة اليومية لدرجة أننا ننسى أهمية التفكير في الموت والغاية من الحياة؟ أم أننا ببساطة نعيش في غفلة عن أهمية هذه اللحظة؟
بشكل عام، يمكن القول إن معرض “المنبّه” للفنان أحمد البحراني هو تجربة فنية فريدة ومثيرة للتفكير. من خلال استخدام الرموز واللون الأسود والقطع النحتية، استطاع الفنان أن يخلق أعمالا فنية تطرح تساؤلات حول الحياة والموت وأولوياتنا فيها.
يتحدث البحراني، قائلاً: “أكثر من ثلاثة عقود من الغياب عن صالات العرض في بغداد اعود اليوم بمعرضي الشخصي “المنبّه” ليس كحدث فني فحسب فقط بل هي لحظة صادقة طال انتظارها من مواجهة الذات والزمن والجمهور معا لم يكن الأمر بالنسبة لي مجرد عرض لأعمال تنوعت في الأداء والمواد بل كانت محاولة لحفر عميق في جوهر ثيمة الوقت من خلال مفردة واحدة اعتبرها (البعض!) تكرار وهي كذلك بطبيعة الحال!، انه الوقت ذلك الكائن الغامض الذي يمضي دون أن نشعر لكنه يترك فينا ندوبا لا تمحى”.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية تحت نصب الحرية

"النقيب حسن".. ضابط بالذكاء الاصطناعي يراقب الانتخابات العراقية

بيت المدى يستذكر ثمانينية الشخصية الوطنية جعفر أبو التمن

اقــــرأ: الزواج

بعد 70 عاما " سعيد أفندي" يعود الى بغداد بمساعدة فرنسية

مقالات ذات صلة

حضور مميز لدار المدى في معرض الشارقة الدولي للكتاب

حضور مميز لدار المدى في معرض الشارقة الدولي للكتاب

متابعة المدى تشارك دار المدى للنشر في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 بجناح خاص، تحت شعار ملهم: "بينك وبين الكتاب ". والذي انطلقت فعالياته يوم 5 من هذا الشهر، ويستمر لغاية 16 ، ويعد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram