 واسط / جبار بچاي

أطلقت محافظة واسط حملة واسعة للتشجير بعموم مدن المحافظة بمشاركة معظم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وعدد كبير من المواطنين، وتضمنت المرحلة الأولى غرس عشرين ألف شتلة وشجرة مختلفة الأنواع في مدينة الكوت وحدها وُزّعت مجاناً بين المواطنين من قبل مشتل المحافظة المركزي وبواقع خمس شتلات لكل مواطن، وتطمح الحكومة المحلية إلى زراعة نصف مليون شتلة وشجرة في عموم أقضية ونواحي المحافظة ضمن الحملة المذكورة.
وتهدف الحملة الخريفية التي تستمر شهراً كاملاً إلى العناية بالحدائق العامة والجزر الوسطية وزيادة المساحات الخضراء وصولاً إلى عراق أخضر وبيئة نقية مستدامة لا تشوبها الملوّثات المختلفة.
يقول السيد حيدر آل محبوبة، مسؤول قسم المشاتل والأحزمة الخضراء في ديوان المحافظة: «مع حلول موسم الخريف أطلقنا حملة واسعة للتشجير في مدينة الكوت تتضمن المرحلة الأولى منها غرس أكثر من عشرين ألف شتلة وشجرة مختلفة الأنواع، حيث قمنا بتجهيز المواطنين بتلك الأشجار مجاناً وبواقع خمس لكل مواطن».
وأضاف لـ«المدى»: «وجدنا استجابة كبيرة ورغبة عند المواطنين للمساهمة في الحملة ودفعها بالاتجاه الصحيح، سواء من خلال مراجعتهم للمشتل المركزي من أجل الحصول على الأشجار والشتلات مجاناً أو عند لجوئهم إلى المشاتل التابعة للقطاع الخاص للشراء منها على حسابهم الخاص». وذكر أن «أغلب الدوائر والمؤسسات الحكومية، تتقدمها بلدية الكوت، شاركت في الحملة بشكل فاعل من خلال غرس المئات من الأشجار المختلفة والشتلات في الحدائق العامة والجزر الوسطية وإدامة النافورات في معظم أحياء المدينة».
وأوضح أن «مشتل ديوان المحافظة المركزي تم افتتاحه مطلع العام الحالي، وهو مشتل إنتاجي تعليمي إرشادي بحثي، مساحته (2) دونم، يتبع قسم الحدائق والمتنزهات في الديوان، ويدار من قبل كوادر هندسية وفنية متخصصة تقوم بأعمال المتابعة والإشراف عليه. ومن أهدافه إنتاج أنواع الأشجار والشجيرات والأزهار الجيدة والنادرة والملائمة لأجواء محافظة واسط، إضافة إلى دوره الأهم في تنظيم حملات التشجير لزيادة المناطق الخضراء وتوفير بيئة نقية للمواطنين والحد من ظاهرة التصحر». من جانبه يقول المواطن نمير العطواني، أحد ساكني حي الهورة بمدينة الكوت: «ما لمسناه من تعاون من قبل مشتل المحافظة كان له الأثر الكبير في دعم حملة التشجير والتوسع بها على حسابنا الخاص، فبعد أن تم تجهيزنا بعدد محدد من أشجار الألبيزيا لزراعتها أمام إحدى المدارس القريبة في المنطقة، ذهبنا إلى المشاتل الأهلية لشراء خمسين شتلة أخرى على حسابنا وزرعناها في ذات المنطقة».
وأضاف في حديثه لـ«المدى»: «ما يؤسف له أن البعض تنقصه الثقافة العامة والثقافة البيئية على وجه الخصوص، فيعمد إلى العبث بالأشجار المغروسة في الأماكن العامة، خاصة القريبة من المدارس، لذلك ينبغي عقد ورش للتلاميذ والطلبة للتوعية في هذا المجال ومحاولة إشراكهم في هذه الحملة وغيرها».
وأضاف المواطن محمد غالي، وهو موظف في دائرة الكهرباء، أن «الجميل والمفرح في هذه الحملة هو المشاركة الطوعية الفاعلة للمواطنين، خاصة كبار السن، فهناك من اشترى الأشجار على حسابه الخاص، وآخرون حصلوا عليها من المشاتل الحكومية وقاموا بغرسها أمام منازلهم أو في الأماكن العامة القريبة منهم».
من جانبه يقول خضير جاسم، وهو صاحب أحد المشاتل في مدينة الكوت: «وتيرة الطلب على الأشجار والشتلات ارتفعت هذه الأيام، خاصة مع انطلاق حملة التشجير التي تقودها الحكومة المحلية بالمحافظة».
وأضاف: «نتيجة الزخم الكبير من قبل المواطنين على الشراء فإن المشاتل هذه الأيام في حركة دؤوبة بين تجهيزها من بغداد بالمغروسات المختلفة أو عملية البيع للمواطنين. وهذا يعني أن ثقافة التشجير في المحافظة جيدة، لكن يبقى المهم وهو متابعة الأشجار والشتلات التي يتم زرعها وتوفير البيئة المناسبة لها».