TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > قرار إيقاف التنقلات يربك مدارس ذي قار.. ونقابة المعلمين تدعو إلى استثناء القطاع التربوي

قرار إيقاف التنقلات يربك مدارس ذي قار.. ونقابة المعلمين تدعو إلى استثناء القطاع التربوي

نشر في: 28 سبتمبر, 2025: 12:01 ص

 ذي قار / حسين العامل

كشفت نقابة المعلمين في ذي قار عن تداعيات القرار المركزي الخاص بإيقاف التنقلات والتنسيب على مدارس المحافظة، مشيرةً إلى ما نجم عنه من عقبات في مجال سد الشواغر واستقرار الملاكات التربوية، مستبشرةً في الوقت ذاته خيرًا في معالجة جانب من المشاكل التي كانت تواجه العملية التربوية في المحافظة.
وقال رئيس نقابة المعلمين في ذي قار حسن علي السعيدي لـ«المدى» إن «نقابة المعلمين وهي تستقبل العام الدراسي الجديد تُهنئ المعلمين والمدرسين والكوادر التربوية والتعليمية وأبناءها الطلبة وأولياء أمورهم»، مشيرًا إلى توجه أكثر من 750 ألف تلميذ وطالب إلى مقاعد الدراسة فضلًا عن 75 ألفًا من الكوادر التربوية لإدارة العملية التربوية في المحافظة».
ويجد السعيدي أن «هذه الأعداد الكبيرة هي جزء من عملية تربوية متشعبة وذات جوانب متعددة تستدعي المزيد من الرعاية والاهتمام، كونها تتعلق بمستقبل البلاد وأبنائه»، مبينًا أن «هذه السعة في القطاع التربوي من الطبيعي أن تكتنفها بعض المشاكل والمعضلات التي تنعكس على نتائج العملية التربوية وبناء وإعداد الأجيال من التلاميذ والطلبة».
وشدّد السعيدي على ضرورة تأمين الوسائل التعليمية الحديثة وتطوير قدرات وكفاءة الكوادر التعليمية عبر دورات علمية ومحاضرات تربوية مكثفة في قسم الإعداد والتدريب، وبما يواكب التطور الحاصل في هذا المجال»، مشيرًا إلى تجهيز أعداد غير قليلة من المدارس بوسائل تعليمية خلال العام الدراسي، واستدرك «لكن الأمر بحاجة إلى اهتمام أكبر وصولًا إلى اعتماد مستلزمات عصرية في مدارس إلكترونية».
وكشف رئيس نقابة المعلمين عما تسبب به القرار المركزي المتمثل بإيقاف التنقلات والتنسيب في جميع دوائر الدولة من مشاكل في مدارس المحافظة، إذ تشكل عملية التنقلات والتنسيب أهمية كبيرة في سد الشواغر في المدارس التي تواجه عجزًا في الملاكات التعليمية»، مشدّدًا على ضرورة استثناء المدارس من ذلك القرار الذي صدر لمنع استغلال التنقلات لأغراض انتخابية.
وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد أصدر في أواخر آب الماضي توجيهًا بإيقاف النقل والتنسيب والتكليف في كافة الوزارات العسكرية والمدنية، وجاء في التوجيه: «إيقاف تأشير القدم (أي عدم احتساب مدد الخدمة لأغراض الترفيع)، وإيقاف الشكر والتقدير الممنوح للضباط والموظفين، وإيقاف الترقيات الخاصة بالمراتب والمنتسبين، وإيقاف النقل والتنسيب والتكليف في كافة الوزارات العسكرية والمدنية».
وأوضح السعيدي أن «جميع المدارس تشهد مع بداية كل عام حركة تنقلات وتنسيب وتسويات وصولًا إلى إكمال النصاب وتحقيق الاستقرار الإداري»، وأضاف «وبخلاف ذلك تشهد العملية التربوية إرباكًا كبيرًا».
متحدثًا عن معالجات محلية محدودة لتداعيات القرار المركزي، إذ قال إن «مجلس محافظة ذي قار أصدر توجيهًا محليًا حول التعامل مع الحالات الحرجة في هذا المجال غير أن ذلك غير كافٍ لتدارك تداعيات قرار وقف التنقلات والتنسيب»، مبينًا أن «لوائح التنقل والتنسيب جاهزة غير أن مدير عام التربية ليس بمقدوره توقيعها بسبب القرار المذكور».
وتطرّق رئيس نقابة المعلمين في ذي قار إلى أثر الأبنية المدرسية في العملية التربوية وأهمية تأمين ذلك بما يتناسب مع الحاجة المطلوبة، معرّجًا على ما شهدته المحافظة من انفراج ملموس في تفكيك مشكلة عجز الأبنية المدرسية، إذ شهد العام الدراسي الحالي دخول أكثر من 350 بناية نموذجية إلى الخدمة».
ويرى السعيدي أن «المحافظة لا تزال بحاجة إلى نحو 800 بناية مدرسية جديدة لفك الازدواج بصورة تامة، فيما تحتاج إلى أكثر من ذلك لفك الاختناق الحاصل في المدارس»، لافتًا إلى أن «مشكلة الدوام الثلاثي أخذت تنحسر بصورة كبيرة».
وأشار رئيس النقابة إلى أهمية تفعيل دور المرشد التربوي في العملية التربوية كونه حلقة الوصل بين الطلبة والتلاميذ وأسرهم وإدارة المدرسة»، منوهًا إلى «دوره الفاعل في ضبط إيقاع العملية التربوية عبر احتواء المشاكل التي قد تتسبب بإرباك المسيرة العلمية للتلاميذ».
وشدّد السعيدي على أن «يكون في كل مدرسة ابتدائية أو ثانوية مرشدٌ تربوي يؤدي دوره بصورة صحيحة»، مبينًا أن «تعيين المرشدين التربويين شهد تحسنًا كبيرًا خلال الأعوام الأخيرة، إذ بات 70 بالمئة من المدارس في ذي قار تتمتع بخدمات المرشد التربوي»، معربًا عن أمله بتعيين مرشدين تربويين في بقية المدارس».
وختم السعيدي بالدعوة إلى تكثيف الدورات التوعوية والإرشادية للطلبة من قبل الدوائر المعنية كالشرطة المجتمعية ومديرية مكافحة المخدرات وقيادة الشرطة وشرطة المرور والمنظمات المجتمعية، وذلك لإرشاد الطلبة وتبيان أفضل الطرق في تحاشي المشاكل المجتمعية والتربوية ولاسيما ما ينجم عن الاستخدام غير السليم لمواقع التواصل الاجتماعي». وينتظم نحو 800 ألف تلميذ وطالب في مدارس محافظة ذي قار التي يُقدَّر عدد الأبنية المدرسية فيها بـ1400 بناية، إذ ما زالوا يكابدون وبصورة يومية مشاكل جمّة أبرزها اكتظاظ الصفوف الدراسية والدوام الثنائي أو الثلاثي، ناهيك عن تقادم عمر الأبنية المدرسية وافتقارها لأساسيات ووسائل نجاح العملية التربوية.
يُشار إلى أن إدارة محافظة ذي قار أعلنت مطلع عام 2022 عن جملة من الإجراءات الإدارية الهادفة لمعالجة نقص الأبنية المدرسية، وذلك بتسليم 106 مواقع لبناء المدارس إلى الشركات الصينية ضمن المشروع الوطني لبناء المدارس، وتشكيل لجنة لاستكمال إجراءات تخصيص 300 موقع لبناء 300 مدرسة أخرى ضمن المشروع ذاته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram