ترجمة / حامد أحمد
في تقرير لها حول الجهود المبذولة لدعم نازحين وتوفير فرص عمل لهم بعد مغادرتهم المخيمات للاعتماد على أنفسهم، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو – UNIDO» أنها أطلقت برنامج تطوير ريادة الأعمال لنازحين إيزيديين متضررين في مخيم شاريا عبر دورات تدريبية في مشاريع تجارية صغيرة لدعم سبل عيشهم بعد مغادرتهم المخيم مع الحصول على موارد بدء العمل.
وبدعم مالي من الحكومة اليابانية، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية سلسلة جديدة من برنامج تطوير ريادة الأعمال (EDP) في مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين في محافظة دهوك، في تدريبات ضمن مشروع «دعم سبل العيش الطارئة للنازحين المتأثرين بإغلاق المخيمات لتطوير نظام سوق شامل»، والذي يوفر دعماً عاجلاً للنازحين المتأثرين بإغلاق المخيمات وللمجتمعات المضيفة، بهدف تعزيز نظام سوق أكثر شمولاً في العراق. من خلال الاستثمار في النازحين وتزويدهم بمهارات ريادة الأعمال، تقوم المنظمة الدولية بتعزيز اعتمادهم على أنفسهم وتقوية موقفهم المعيشي في المجتمع.
يضم مخيم شاريا أكثر من 9000 من النازحين الإيزيديين الذين فروا من سنجار خلال حملة الإبادة الجماعية التي شنها تنظيم داعش عام 2014. لا تزال ظروف المخيم صعبة مع محدودية الوصول إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية، ويواجه العديد من السكان صدمات مستمرة وفقراً وحالة من عدم اليقين بشأن مستقبلهم. كما أن مدينة شاريا غالبيتها من الإيزيديين وتستضيف السكان الدائمين والعائلات النازحة على حد سواء.
وخلال الفترة الممتدة بين 24 آب و3 أيلول، تم تنظيم برنامجين تدريبيين في مخيم شاريا ومدينة شاريا، كل منهما قدّم 65 ساعة تدريبية لمجموع 44 رجلاً وامرأة. زودت هذه التدريبات المشاركين بالمهارات العملية والثقة بالنفس لتحويل أفكارهم التجارية إلى واقع، وتمثل بداية سلسلة من فرص التدريب المستقبلية لدعم رواد الأعمال الطموحين.
مثل آلاف النازحين الآخرين في إقليم كردستان، يواجه العديد من المشاركين حواجز كبيرة أمام الحصول على وظائف رسمية ودخل مستقر. بالنسبة لهم، تمثل ريادة الأعمال أحد أكثر السبل استدامة لإعادة بناء حياتهم ودعم أسرهم.
خلال 11 يوماً، اكتسب المشاركون مهارات شملت الجوانب الأساسية لتطوير الأعمال، بما في ذلك التخطيط التجاري، وإدارة الموارد المالية، ووضع الميزانيات، والتسويق، وعلاقات العملاء. كما ركز البرنامج بشكل كبير على المهارات في الجوانب الإنسانية، مثل التواصل، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، وهي ضرورية للحفاظ على نشاط تجاري في بيئة اقتصادية تنافسية وغالباً ما تكون غير متوقعة. في نهاية التدريب، أتيحت للمشاركين فرصة الحصول على حزمة دعم بالأدوات والمعدات والمواد الملائمة لأفكار أعمالهم، مما مكّنهم من تطبيق ما تعلموه فوراً وتجاوز أحد أكبر التحديات التي تواجه رواد الأعمال الجدد: وهي الحصول على موارد بدء الأعمال.
وشكلت النساء ما يقارب 40% من المشاركين في التدريب، وهو رقم بارز بالنظر إلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه النساء في متابعة المشاريع الريادية. وأظهرت النساء المشاركات عزيمة قوية لبناء مستقبل أفضل ليس لأنفسهن فقط، بل لعائلاتهن ومجتمعاتهن أيضاً. ويعكس هذا الانخراط تحولاً أوسع نحو التنمية الاقتصادية الشاملة ويبرز الإمكانات التحويلية للتدريب المستهدف للسكان النازحين.
الإيزيدية خيرية شيركو، وهي الابنة الكبرى لعائلتها في سنجار والتي انتقلت إلى مخيم شاريا عام 2014، هي أحد الأمثلة على نجاح العنصر النسوي في هذه الدورات، وكانت واحدة من بين 17 مشاركة في البرنامج. ووالدها هو العامل الوحيد في الأسرة كأجير يومي دون وظيفة ثابتة. وكانت دائماً ما تبحث عن فرصة عمل لدعم أسرتها.
وعند حديثها عن تجربتها، قالت خيرية: «التدريب أعطاني المهارات اللازمة لتأسيس عملي الصغير الخاص». وأضافت: «أشعر الآن بالثقة لأنني أفهم المبادئ الأساسية للتسويق وكيفية بناء ثقة العملاء».
أنور جندي خلف، مشارك آخر في البرنامج ويقيم في مخيم شاريا، عانى مثل معظم النازحين من فقدان أحبائهم وصعوبات اقتصادية مستمرة. وعند انعكاسه على تجربته، قال أنور: «البرنامج كان فرصة قيمة لاكتساب مهارات حياتية واجتماعية وبناء قدراتنا. تعلمت كيفية التنقل في السوق، وبدء الأعمال، وتأسيسها رسمياً مع تخطيط واضح ورؤية مستقبلية».
ديزين جميل نمر، 21 عاماً، نازحة في مخيم شاريا، لم تتح لها الفرصة بعد لبدء عمل أو مشروع، لكنها شاركت تطلعاتها لإنشاء مشروع دواجن منزلي. واستناداً إلى خبرتها الشخصية، قالت ديزين: «هناك طلب قوي على البيض المحلي، لذا أخطط لتربية الدواجن وبيع البيض بكميات تجارية. هذا سيساعدني في دعم نفسي وعائلتي».
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها إلى أن برنامج التدريب في شاريا يستند إلى نموذج تطوير ريادة الأعمال الناجح، الذي تم تنفيذه سابقاً في مناطق أخرى من البلد تستضيف لاجئين ونازحين. وفي هذه المواقع، حصل المشاركون مثل ديزين على المهارات والموارد اللازمة لفتح المحلات، وبدء المشاريع الصغيرة الزراعية، وتوسيع الأعمال العائلية. حيث تظهر إنجازاتهم كيف يمكن للأفراد النازحين، عند توفير الأدوات والدعم المناسب لهم، أن يصبحوا مساهمين نشطين في الاقتصاد ويلعبوا دوراً حيوياً في تعافي ونمو المجتمع.
عن «ريليف ويب» الدولي










