TOP

جريدة المدى > محليات > مهنة «الديليفري» في كركوك.. فرص عمل سريعة بلا ضمانات

مهنة «الديليفري» في كركوك.. فرص عمل سريعة بلا ضمانات

نشر في: 30 سبتمبر, 2025: 12:03 ص

 متابعة / المدى

 

يشكّل عمل التوصيل «الديليفري» مصدر دخل رئيسي لآلاف الشباب في كركوك وبقية مدن العراق، لكنه يظل مهنة محفوفة بالمخاطر بسبب غياب الضمان الصحي والاجتماعي وضعف الأجور، وسط مطالبات بتنظيم هذا القطاع وحماية العاملين فيه.

 

ويعمل الشاب أحمد كريم (23 عاماً) في مهنة إيصال الطلبات منذ سنتين، حيث يقضي أكثر من عشر ساعات يومياً بين المطاعم والشوارع لتحقيق عدد الطلبات المطلوب. ويشير إلى أن عمله بلا ضمانات أو راتب ثابت، معتمداً فقط على ما يتقاضاه عن كل طلب. ويخشى أحمد من التعرض لحوادث السير التي سبق أن أصابت زملاء له، من دون أي تغطية علاجية أو تعويض.
ويقول مالك أحد المطاعم في كركوك، عبد الله جابر، إن المطاعم تواجه صعوبة في الحفاظ على استقرار هذه الوظائف، لكون العاملين يتركونها سريعاً بسبب غياب الضمانات وتكرار الحوادث. ويؤكد أن خدمة التوصيل أصبحت ضرورية، إذ يعتمد أكثر من نصف مبيعات المطاعم عليها. بدأ انتشار هذه المهنة في العراق عام 2017 مع توسع استخدام تطبيقات الهواتف الذكية ونمو المطاعم والمتاجر الإلكترونية، لتتحول إلى قطاع واسع يشغل آلاف الشباب. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة، أبرزها ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في كركوك، والتي تجاوزت 30% في بعض المناطق، ما دفع كثيرين إلى اعتماد «الديليفري» كمصدر دخل سريع.
ومع دخول تطبيقات مثل «طلبات» و«كريم فود» وخدمات محلية مشابهة، توسعت دائرة العمل وأصبح الزبون قادراً على طلب الطعام أو البضائع ليصل خلال دقائق. وغالباً ما يعتمد العاملون على الدراجات النارية للتنقل بين الأزقة، فيما يفضّل آخرون السيارات الصغيرة. ويتقاضى العاملون في الغالب ما بين 1500 إلى 3000 دينار عراقي عن كل طلب، حسب المسافة، بينما يرتبط البعض بعقود شهرية مع مطاعم مقابل رواتب بسيطة.
لكن المخاطر المرورية تظل الأبرز، إذ يقود العديد من العاملين بسرعة لتسليم الطلبات في الوقت المحدد، فيما تفتقر الدراجات النارية لشروط السلامة أو اللوحات الرسمية، ما يعرضهم للحوادث والمساءلة القانونية. ويقول الناشط الاجتماعي حسن علي إن حوادث مميتة سُجلت في كركوك هذا العام، حيث توفي أربعة من العاملين وأصيب نحو 12 آخرين.
إلى جانب ذلك، يشكو السائقون من ضعف الأجور مقارنة بارتفاع تكاليف المعيشة والوقود وصيانة المركبات، فضلاً عن غياب أي نقابة أو جهة تنظم المهنة وتحمي حقوقهم. كما يتعرض البعض لخسائر نتيجة إلغاء الطلبات من قبل الزبائن.
على المستوى الاجتماعي، يرى البعض المهنة «مؤقتة» أو «بلا مستقبل»، ما ينعكس سلباً على معنويات العاملين، رغم أهميتها في توفير مصدر رزق سريع لآلاف العاطلين. وتقول الطالبة الجامعية إسراء محمد إنها تعتمد على خدمات التوصيل بشكل دائم وتعتبر العاملين فيها يستحقون التقدير والدعم. ويؤكد مختصون ضرورة تنظيم هذا القطاع من خلال تشريعات تضمن تأميناً صحياً وعقود عمل بحد أدنى للأجر، مع تدريب العاملين على قواعد السلامة. ويشير الخبير الاقتصادي علي عباس إلى أن إدخال شركات متخصصة وتنظيم المهنة قانونياً يمكن أن يحولها إلى قطاع منظم يسهم في خفض البطالة وتوفير دخل إضافي للدولة عبر الضرائب.
تحولت مهنة «الديليفري» في كركوك من خدمة هامشية إلى جزء أساسي من الحياة اليومية، لكنها تظل عملاً متعباً وغير مستقر. ويرى المراقبون أن دعم هذه الشريحة وتنظيم المهنة رسمياً خطوة ضرورية لجعلها أكثر أماناً واستقراراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

تدخل جماعات متشددة لمنع حفل غنائي يثير الجدل في الناصرية.. ونقابات وفعاليات سياسية ترفض «فرض الوصاية»
محليات

تدخل جماعات متشددة لمنع حفل غنائي يثير الجدل في الناصرية.. ونقابات وفعاليات سياسية ترفض «فرض الوصاية»

 ذي قار / حسين العامل أثار تحرك جماعات متشددة لمنع حفل غنائي في مدينة الناصرية جدلاً واسعاً بين الأوساط الاجتماعية والسياسية، بعدما أقيم الحفل وسط ترحيب جماهيري واسع، إذ دافع أتباع الجماعة عن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram