TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > الجوع والمرض يحصدان أرواح المئات من النازحين في السودان

الجوع والمرض يحصدان أرواح المئات من النازحين في السودان

نشر في: 30 سبتمبر, 2025: 12:04 ص

 ترجمة / المدى

 

قال ناشطون أول أمس الأحد إن ما لا يقل عن 73 طفلاً وأكثر من 20 مسناً توفوا بسبب الجوع وسوء التغذية والأمراض خلال الأربعين يوماً الماضية، بعد فرارهم من معسكر أبو شوك للنازحين في شمال دارفور، ما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية في مدينة الفاشر غربي السودان.

 

المعسكر، الذي كان يأوي أكثر من 190 ألف نازح، تعرض مراراً لهجمات بالمدفعية والطائرات المسيّرة، مما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وإجبار الآلاف على النزوح.
وفي أواخر آب الماضي، اقتحمت قوات الدعم السريع (RSF) المعسكر، فقتلت نحو 40 نازحاً واختطفت آخرين، وفقاً للناشطين، الذين أضافوا أن المليشيات دمرت 98% من مصادر المياه.
وجاء في بيان الناشطين المتطوعين: «تظل الأوضاع الأمنية والإنسانية في الفاشر مأساوية، حيث يواجه السكان نقصاً شديداً في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، خاصةً النازحين الذين انقطعوا عن المساعدات والخدمات الأساسية». كما حذر البيان من كارثة صحية وشيكة، مشيراً إلى انتشار الجثث غير المدفونة في المدينة وسط استمرار العنف. وحث المنظمات الدولية على إنشاء ممرات إنسانية آمنة للمدنيين الراغبين في الفرار من القتال.
وأكد «تنسيق لجان المقاومة بالفاشر» الوفيات، ووصف تدهوراً حاداً في ظروف المعيشة، مشيراً إلى استمرار القصف، وانهيار الخدمات الأساسية، وإغلاق معظم المطابخ الخيرية بسبب نقص التمويل وارتفاع أسعار الغذاء، إذ تجاوزت كلفة وجبة واحدة تكفي 20 عائلة 9 ملايين جنيه سوداني.
كما أفادت شبكة الأطباء السودانيين، وهي منظمة طبية غير حكومية، يوم الخميس أن 23 طفلاً وامرأة توفوا بسبب سوء التغذية في الفاشر خلال شهر سبتمبر. وذكرت الشبكة أنه منذ يناير حتى يوليو، توفي 239 طفلاً في المدينة بسبب أسباب يمكن الوقاية منها مرتبطة بنقص الغذاء والدواء.
وتعد الفاشر، عاصمة شمال دارفور، محوراً للصراعات العنيفة بين القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، منذ مايو/أيار 2024. وقد تصاعدت الاشتباكات في الأيام الأخيرة، ما حاصر المدنيين في ظروف يائسة بشكل متزايد.
من جانب آخر، ذكرت الأمم المتحدة في بيان لها مساء الجمعة، أن المدنيين في الفاشر ما يزالون يواجهون هجمات متواصلة، وجوعاً حاداً، وانتشار الكوليرا.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، في إيجازه الصحفي الجمعة، إن المدنيين يواجهون تهديدات يومية من القصف المدفعي، والغارات الجوية، والهجمات بالطائرات المسيّرة، مع تقارير عن اشتباكات عنيفة في الأحياء الشمالية الشرقية خلال الأسابيع الأخيرة.
ووصف دوجاريك الوضع بأنه «مروّع»، مستشهداً بتقارير من وكالات الإغاثة الإنسانية على الأرض.
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، هذا الأسبوع على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، إنه تواصل مع طرفي النزاع وتناول الوضع المتدهور في السودان، لا سيما في محيط الفاشر.
يوم الأربعاء، اجتمع فليتشر مع رئيس وزراء السودان الانتقالي، كامل إدريس، حيث أشار إلى جهود الأمم المتحدة المستمرة لنقل المساعدات المجهزة مسبقاً إلى الفاشر. كما ركز الاجتماع على توسيع الوصول الإنساني وضمان وصول المزيد من المساعدات الأساسية إلى المناطق المحتاجة.
وتحدث فليتشر أيضاً عبر الهاتف مع الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، لرفع المخاوف بشأن الأزمة الإنسانية في الفاشر. وشدد على الحاجة الملحة لحماية المدنيين ووقف القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان.
في مناطق أخرى من البلاد، تبذل منظمات الإغاثة قصارى جهدها لدعم المحتاجين. هذا الأسبوع، اختتمت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة دينيس براون زيارة استمرت يومين إلى الخرطوم مع وكالات الأمم المتحدة وشركائها.
التقت براون بالمسؤولين الحكوميين والمجتمعات والعاملين في الخطوط الأمامية لمناقشة الأولويات الإنسانية العاجلة. وقالت إن الزملاء في المجال الإنساني يعملون بشكل مشترك للمساعدة في جهود التعافي ودعم المجتمعات لإعادة بناء الخرطوم. وأفادت اليونيسف أنه يوم الخميس، كانت هناك شحنتان من المولدات في طريقهما إلى الخرطوم لاستعادة توفير مياه آمنة في مناطق تفشي الكوليرا.
وفي الوقت نفسه، أفادت اليونيسف أن المبنى الرئيسي داخل مجمعها في الفاشر تعرض لهجمات متكررة، حيث أدى القصف إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل كانوا يلجؤون هناك وإصابة آخرين.
في حين أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من الفاشر يعيشون الآن في ظروف قاسية في منطقة الطويلة، الواقعة في شمال دارفور أيضاً.
وأشار المكتب إلى أنه، بالتعاون مع الشركاء، يقدم الدعم، لكن هناك حاجة عاجلة إلى 120 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الفورية في المنطقة.
من جانب آخر، شهدت مدينة باريس وقفة احتجاجية اجتمع فيها سودانيون بجانب نشطاء وحقوقيين من أوروبا وفرنسا، في فعالية صاخبة لكسر جدار الصمت الدولي المطبق حول ما يجري من مأساة إنسانية في السودان.
وجاء في تقرير للإذاعة الفرنسية أن أنظار العالم تتجه إلى قضايا إنسانية في مناطق أخرى من العالم، متجاهلين ما يحصل في السودان، الذي يواجه واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
ووفقاً لتقرير الإذاعة الفرنسية، وجه المحتجون رسالة واضحة مفادها أن الدم السوداني ليس أرخص من غيره، وأن معاناة الأطفال والنساء والشيوخ جراء الحرب الأهلية المستعرة منذ أبريل 2023 تستحق نفس القدر من الاهتمام والتحرك العاجل، ورفع المشاركون لافتات تبين مدى الخسائر والأضرار في صفوف الشعب السوداني وبين المدنيين المتضررين من أكبر أزمة إنسانية تواجهها المنطقة من حيث الكوارث الإنسانية.
وذكرت أن الأرقام والإحصاءات التي توثقها التقارير الدولية عن الوضع في السودان تصل إلى مراحل مروعة تفوق الخيال، حيث أصبحت البلاد موطناً لأكبر أزمة نزوح في العالم بأكثر من 12 مليون شخص نزحوا من ديارهم، بالإضافة إلى أن أكثر من 30 مليون إنسان، أي ما يزيد على نصف السكان، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع نزاعاً أسفر عن مقتل أكثر من 120 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.

عن وكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

واتساب يُطلق ميزة تسجيل الرسائل تلقائيًا

واتساب يُطلق ميزة تسجيل الرسائل تلقائيًا

متابعة/ المدى أعلن تطبيق واتساب عن تحديث جديد يضيف ميزة مبتكرة تسمح للمستخدمين بترك رسائل صوتية أو فيديو مباشرة عندما لا يتم الرد على مكالمة صوتية أو فيديو، كبديل أكثر سلاسة للبريد الصوتي التقليدي....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram