السليمانية وأربيل / سالي جودت وإيمان الجنابياستذكر أهالي كردستان والعالم أمس الذكرى الـ23 لقصف مدينة حلبجة الشهيدة بالأسلحة الكيماوية من قبل النظام البعثي المباد يوم 16/3/1988. حيث راح ضحية هذه الجريمة النكراء أكثر من 5000 آلاف شخص من نساء وأطفال وشيب وشباب. وبدأت مراسم خاصة بهذا الصدد في مدينة حلبجة بحضور
رئيس حكومة إقليم كردستان الدكتور برهم أحمد صالح، وعدد من الوزراء والبرلمانيين، وحشد جماهيري كبير, في ما أعلن المتحدث باسم حكومة الإقليم كاوة محمود عن توقف الحركة في كل مدن الإقليم لمدة خمس دقائق حداداً على أرواح شهداء حلبجة.وألقى الدكتور برهم كلمة بهذه المناسبة، عبر فيها عن ألمه لهذه الفاجعة قال فيها "جئنا إلى هنا لنستذكر هذه الجريمة البشعة بحق مدينة حلبجة ونقدم لكم رسالة حب وتقدير واعتزاز، ومن هنا أبلغكم بتحيات الرئيس مام جلال والرئيس مسعود بارزاني".وأضاف رئيس حكومة إقليم كردستان "إن جرح حلبحة ليس هوية مدينة أو قومية فحسب، بل هذا الجرح مثال نقش بالدماء"، مشدداً على أن مكتسبات شعب كردستان تحققت نتيجة دماء شهدائنا في حلبجة الشهيدة والأنفال، وقال "إن صورة عمر خاور ونجله في أحضانه هي رمز لمعاناة الكرد، وان حلبجة فتحت الباب أمام المعالجات لجميع جروح الكرد."وأكد رئيس حكومة الإقليم على أن تعمير وبناء مدينة حلبجة يقع على عاتقنا، وحلبجة اليوم بعيدة عن التهديدات ولكنها بحاجة إلى الإعمار وعلينا أن نخدمها، ولا نتكلم عمّا قمنا به في حلبجة، ونقول: علينا أن نخدم ونعمل أكثر وأكثر.من جانبه اصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بياناً بالمناسبة جاء فيه: أن هذه الفاجعة التي راح ضحيتها خمسة آلاف مواطن مدني بريء كما أصيب وتشرد الآلاف، تبقى وصمة عار على جبين مرتكبيها، كما تبقى حية في وجدان الإنسانية أبد الدهر، وهذا يعني أن إحياء هذه الكارثة ليس لاستذكار لحظات الإبادة الجماعية التي حدثت في يوم (16/3)، بل هي استذكار لتجسيد جل الظلم والاضطهاد الذي تعرض له شعبنا على مر التاريخ ويتكرر إلى يومنا هذا بأساليب مختلفة وفي سيناريوهات أخرى، إلا أن شعبنا ومواطني منطقة حلبجة وهورامان وشارزور، الذين كانوا الوقود الرئيسي لهذه الفاجعة الأليمة في ذلك الوقت، لم يستسلموا وجعلوا من هذه الإبادة الجماعية مبعثاً لإحياء وانتعاش روح المقاومة لمواجهة المحتلين، إلى أن أصبحت فاجعة حلبجة هوية لشعب مضطهد ورمزاً للحرية والانتفاضة.وأكد المكتب السياسي على إن عملية إعمار المدينة وتطويرها من النواحي الادارية، التعليمية، الصحية، الاجتماعية وغيرها في أولويات برنامج الاتحاد الوطني الكردستاني وحكومة إقليم كردستان ونراها في صلب واجباتنا القومية والوطنية الدائمة، رغم الإدراك بان مهامنا الراهنة والمستقبلية لا تعوض تلك الكارثة الجسيمة بل هي مبعث ارتياح لضمير شعبنا والحكومة والاتحاد الوطني الكردستاني إزاء الموت البريء لأصغر طفل في هذه المدينة، فمأساة حلبجة من العظائم بحيث أن تعويضها شيء مستحيل على مر التاريخ.وشدد على أن أفضل تقدير ووفاء لذكرى حلبجة وتمجيد ضحايا هذا الغدر التاريخي، يتم عن طريق عملية الإعمار وإجماعنا على تحقيق الحقوق والحريات وإجراء الإصلاحات، وهذا يتم في المرتبة الأولى عن طريق حماية المؤسسات الشرعية لحكومة إقليم كردستان التي جاءت عن طريق عملية ديمقراطية، حتى نستطيع جميعاً الحفاظ على المكتسبات التي حققها شعبنا على مر سنين من النضال المتواصل ."المدى" واستذكاراً لتضحيات هذه المدينة التقت بعدد من المواطنين في أربيل والسليمانية ليروي بعضهم فصولاً من هذه الجريمة : ففي السليمانية كان محدثنا الأول محمد علي سعيد الذي أصيب بالعمى من جراء تأثير الغازات الكيمياوية، فقال: فقدت اثنين من أبنائي في يوم 16/3/1988 وفقدت العديد من أقربائي و لن أنسى ذلك اليوم فقد كانت القنابل تتفجر في أطراف المدينة وأحيائها، ولم نكن نعرف إننا سنقصف بالأسلحة الكيماوية. وأضاف بعد فترة خرجنا من السرداب للهروب بعيداً عن المدينة و كان يوماً مفزعاً، فالجثث في كل مكان، ورأينا عدداً من الناس وهم يتقيئون سائلاً أخضر اللون، وبشرتهم بدأت تميل إلى السواد وتتورم، عندها عرفنا أن شيئاً غير طبيعي تعرضت له هذه المدينة. أما رؤوف جمال علي فقد قال: في ذلك اليوم تعرضت مدينة حلبجة إلى قصف مدفعي وجوي، وكنا في منزلنا ثم تغير الصوت من قصف الطائرات إلى صوت أقل وطأة، وبدأ الهدوء يسود في المكان وتصاعدت أنواع من الروائح التي دفعتها الرياح، منها ما يشبه رائحة النفايات، ثم تغيرت إلى رائحة التفاح, بعد ذلك شاهدت الطيور وهي تسقط الواحدة تلو الأخرى وشاهدت من شباك المنزل معظم الحيوانات في الخارج قد ماتت هي الأخرى، وقد أصابنا ذعر شديد، ونحن نختبئ في سرداب المنزل، ولا نعرف ما الذي يجري في الخارج وبدأت الأعراض تظهر علينا كالشعور بالألم في العيون، ثم التقيؤ، وهكذا عرفنا أن حلبجة قصفت بالأسلحة الكيماوية. ويقول عباس أنور: دخل أحد جيراننا إلى المنزل وقال: لقد قصفت المدينة بالأسلحة الكيماوية، وبسرعة هرعنا إلى سيارة احد الأقارب، ثم شممت رائحة تفاح وفقدت الوعي. وعندما استيقظ
دعوات لوحدة الصـف والإصلاح والتوجه لبناء وترسيخ النهج الديمقراطي في الإقليم
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 16 مارس, 2011: 06:25 م