TOP

جريدة المدى > سياسية > مركز أبحاث: تنافس إقليمي لقوى خارجية يعقِّد صنع القرار العراقي

مركز أبحاث: تنافس إقليمي لقوى خارجية يعقِّد صنع القرار العراقي

نشر في: 1 أكتوبر, 2025: 01:08 م

 ترجمة: حامد أحمد

تناول تقرير لمركز أبحاث الكونغرس الأميركي للدراسات (CRS) الضغوطات التي يتعرض لها العراق من قوى إقليمية ودولية، وعلى رأسها النفوذ الأمريكي والإيراني، وذلك منذ عام 2023 بسبب فصائل مسلحة موالية لإيران وحرب غزة، بينما يستمر التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والعراق، مما يزيد من تعقيد صنع القرار في البلد في وقت تعتمد فيه الحكومة على شراكة متوترة بين أحزاب شيعية وسنية وكردية، مشيرًا إلى أن الفائزين في الانتخابات القادمة سيواجهون تحديات اقتصادية وأمنية وإقليمية كبيرة.
وأشار التقرير إلى أن القوات الأميركية ما تزال موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لدعم الأهداف المشتركة في مكافحة الإرهاب. ومنذ أن حُسم النزاع السياسي المحتدم حول تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2021 الوطنية، ساد العراق قدر من الاستقرار والازدهار النسبي. وتتنافس الأحزاب السنية والشيعية والكردية، داخل الطوائف وخارجها، استعدادًا للانتخابات الوطنية المقبلة المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر 2025.
ويذكر مركز أبحاث الكونغرس أن التنافس المستمر على النفوذ في العراق بين القوى الخارجية، خصوصًا إيران المجاورة والولايات المتحدة، يعقّد عملية صنع القرار العراقي. وقد تزايدت الضغوط المرتبطة بذلك منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023؛ إذ شنّت الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران، ردًا على القصف الإسرائيلي في غزة، حملة هجمات عام 2024 ضد إسرائيل وضد القوات الأميركية في العراق وسوريا. ومنذ عام 2024، أدى الصراع الإيراني-الإسرائيلي والضربات الأميركية على إيران إلى تركيز اهتمام دولي أكبر على توجه العراق وسيادته. كما أعاد انهيار حكومة الأسد المدعومة من إيران في سوريا إحياء المخاوف العراقية بشأن تهديدات الإرهاب المنطلقة من سوريا وغيّر السياق المحيط بالتطورات الجارية في عمليات التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق.
أما القوات الأميركية فما تزال متواجدة في العراق لتقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن العراقية، بما في ذلك قوات البيشمركة في إقليم كردستان. وتعمل الخطط الأميركية المطوّرة بالاشتراك مع المسؤولين الأمنيين العراقيين على إعادة تموضع القوات الأميركية وتجميعها مع اقتراب إنهاء عمليات التحالف ضد تنظيم داعش. وقد أكد المسؤولون العراقيون والأميركيون نيتهم الاستمرار في التعاون الأمني والتدريب على أساس ثنائي طويل الأمد.
ويشير التقرير إلى أنه في حزيران/يونيو 2025، غادر بعض الدبلوماسيين الأميركيين العراق مؤقتًا بسبب تصاعد التوترات المرتبطة بإيران. وبعد الضربات الأميركية ضد أهداف نووية في إيران في حزيران/يونيو 2025، استهدفت عدة هجمات بطائرات مسيّرة غير معلنة مواقع في إقليم كردستان وبعض المواقع التي تستضيف قوات أميركية.
وقد ينظر الكونغرس بهذه التطورات، وفي علاقات العراق بجيرانه، عند مراجعته طلبات إدارة ترامب للعام المالي 2026 بشأن المساعدات الأمنية والخارجية للعراق والتغيرات الجارية في نشر القوات الأميركية في العراق وسوريا. وقد ينظر الأعضاء أيضًا في خطوات لتشكيل التعاون الأمني والعلاقات الاقتصادية الأميركية-العراقية، والتأثير على العلاقات بين الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان، ومراقبة أوضاع الأقليات الدينية والعرقية العراقية.
فيما يتعلق بتهديدات تنظيم داعش، فإنها تراجعت على نحو كبير في العراق، لكن بعض فلول التنظيم ما زالت نشطة في المناطق النائية، بما في ذلك الأراضي المتنازع عليها بين إقليم كردستان والمناطق الجنوبية التي تؤمّنها القوات الحكومية. ومنذ عام 2024، استهدفت العمليات المشتركة العراقية-الأميركية قادة التنظيم في العراق، وتم القضاء على عدة شخصيات بارزة. كما ينشط مسلحو التنظيم في شرق سوريا، حيث تتفاوض القوات الشريكة المدعومة أميركيًا مع السلطات المؤقتة السورية، بينما تحتجز آلاف المسلحين والأشخاص المرتبطين بالتنظيم، بمن فيهم عراقيون، بانتظار إعادتهم إلى بلادهم.
ويشير التقرير إلى أنه منذ عام 2022، يقود رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، حكومة تقاسم للسلطة تُعد الأولى منذ 2003 التي لا تضم كل القوى السياسية الرئيسية، حيث مكّنت شراكة متوترة بين عدة أحزاب شيعية وسنية وكردية من تمرير تشريعات إنفاق عام واسعة النطاق والمضي في إصلاحات مصرفية بدعم أميركي. غير أن التنافس السياسي والخلافات بين بغداد وأربيل، بما في ذلك سياسة الطاقة وتقاسم الإيرادات، حدّت من فعالية الحكومة.
وينوه التقرير إلى تبني السوداني موقفًا وطنيًا حيال التوترات العسكرية في المنطقة واستغلال قوى أجنبية مجاله الجوي، منتقدًا أفعال إسرائيل في غزة وأنشطة إيران وتركيا والولايات المتحدة، واصفًا هجمات الفصائل المسلحة الموالية لإيران بأنها غير قانونية وغير متسقة مع رغبة العراق في مواصلة التعاون مع الشركاء الأجانب.
ومع النظر في إعادة ترتيب العلاقات الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، يمر العراقيون بفترة تجديد الحملات السياسية للانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها في 11 تشرين الثاني 2025، وقد أُغلق باب تسجيل المرشحين والائتلافات والأحزاب في حزيران، في وقت يسعى رئيس الوزراء السوداني للفوز بولاية ثانية بمنافسة مع بعض شركائه الحاليين في ائتلاف الإطار التنسيقي.
ويشير التقرير إلى أن الفائزين في الانتخابات قد يواجهون تحديات ناجمة عن خلافات بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، وكذلك ضغوطًا مالية بسبب اعتماد العراق على عائدات تصدير النفط فقط، وتحديات من طموحات جيران البلد وأنشطة فصائل مسلحة مرتبطة بأحزاب سياسية.
في عام 2024، وضع المسؤولون العراقيون والأميركيون خططًا لإنهاء مهمة التحالف ضد داعش في العراق عام 2025، على أن يستضيف العراق قوات أميركية متمركزة لمهام تتعلق بسوريا حتى عام 2026. ويجري حاليًا تنفيذ هذه الخطط. وقد يشمل التعاون الأمني بعد 2026 بقاء قوات أميركية محدودة.
عن مركز أبحاث الكونغرس (CRS)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الفصائلُ تُصعِّد ضد السوداني وتهدد حياة موظفين بعد
سياسية

الفصائلُ تُصعِّد ضد السوداني وتهدد حياة موظفين بعد "خطأ الوقائع"

بغداد/ تميم الحسن تحوّلت ما عُرف بـ"فضيحة الوقائع" إلى منصة للهجوم على رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني، وإلى ذريعةٍ متداولةٍ لمنعه من الترشح لولاية ثانية. واعتبرت فصائلُ مسلّحة وقوى سياسية - بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram