متابعة / المدى
تواصلت في مدن مغربية عدة احتجاجات قادها شبان من حركة «جيل زد»، للمطالبة بتحسين قطاعَي الصحة والتعليم ومكافحة الفساد، وسط انتقادات واسعة لتوجيه الأموال نحو تشييد ملاعب ومرافق خاصة بمونديال 2030 على حساب الخدمات العامة.
وشهدت الرباط والدار البيضاء ووجدة والجديدة وأكادير تظاهرات على مدى الأيام الماضية، رفعت خلالها شعارات مناهضة لصرف الأموال على كأس العالم، من بينها «ما بغيناش كأس العالم» و«الصحة أولاً». وقال ناشطون إن قوات الأمن فرّقت المتظاهرين بالقوة، وأوقفت العشرات قبل انطلاق بعض الوقفات، خصوصاً في ساحة باب الأحد بالعاصمة.
وأكد رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، حكيم سيكوك، أن السلطات اعتمدت «مقاربة أمنية بحتة» في تعاملها مع احتجاجات «جيل زد»، مشيراً إلى اعتقال أكثر من 70 شخصاً أُفرج عن بعضهم تدريجياً بعد التحقق من هوياتهم. وأشار إلى أن منع المحتجين من التجمّع «يتعارض مع التزامات المغرب الدولية والدستور الذي يضمن حق التظاهر».
في المقابل، دعا الاتحاد المغربي للشغل إلى احترام الحريات العامة والحق في التظاهر، واعتبره «مكسباً دستورياً أساسياً». كما طالب بتفادي التضييق على الاحتجاجات السلمية، محذراً من تنامي الاحتقان الاجتماعي، ومؤكداً ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على السلم الأهلي.
من جانبه، شدد رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، عادل تشيكيطو، على أن الأزمة في قطاعي الصحة والتعليم تفاقمت رغم الأموال التي صُرفت، معتبراً أن «المقاربة الأمنية ليست الحل»، وداعياً إلى فتح حوار مباشر مع الشباب وتنفيذ إصلاحات عاجلة وبعيدة المدى.
ورأى رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، أن التظاهرات مؤشر على وضع اجتماعي «مقلق للغاية بسبب تفاقم البطالة»، مطالباً الحكومة بتغيير خطابها واعتماد الشفافية والتواصل مع المواطنين.
ووفق الإحصاءات الرسمية بلغ معدل البطالة 12.8%، فيما تعهدت الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور إلى 4 آلاف درهم (نحو 450 دولاراً). وفي قطاع الصحة، جاء المغرب في المرتبة 94 من أصل 99 في مؤشر «نامبيو» للرعاية الصحية لعام 2025، بمعدل أربعة أطباء لكل 10 آلاف نسمة. أما التعليم فصنّفه المنتدى الاقتصادي العالمي في المرتبة 101 عالمياً والتاسعة عربياً، فيما حلّ في المرتبة 98 في مؤشر المعرفة العالمي. ورغم ذلك، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن حكومته أحرزت تقدماً في إعداد القوانين والموازنات الخاصة بالقطاع الصحي، مشيراً إلى التوجه لإصلاح المنظومة بعد سلسلة حوادث بينها وفاة ثماني حوامل في مدينة أغادير.










