السليمانية / سوزان طاهر
مع انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية في العراق، فقد شهد إقليم كردستان أيضاً انطلاقاً لحملة الدعاية للأحزاب والتحالفات السياسية استعداداً لخوض غمار المنافسة الانتخابية لانتخابات البرلمان العراقي.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد صادقت، في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، على أسماء 7 آلاف و768 مرشحاً لخوض السباق الانتخابي.
وبحسب إحصاءات المفوضية، يبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات 21 مليوناً و404 آلاف و291 ناخباً، بينهم 20 مليوناً و63 ألفاً و773 ناخباً في التصويت العام، فيما خُصص التصويت الخاص لمليون و313 ألفاً و980 ناخباً.
في السياق ذاته، دعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني جميع الأطراف إلى الالتزام بتوجيهات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وأن يديروا حملة انتخابية حضارية تعكس التعايش وقبول الآخر وتنوع مكونات كردستان، وألا تغدو سبباً للتوتر والانقسام وإزعاج المجتمع وإخلال راحة المواطنين.
وأضاف نيجيرفان بارزاني: «ليكن الجميع أحراراً في الدعاية لسياساتهم وتوجهاتهم وبرامجهم، لكن لا ينبغي لأحد أن يبث الكراهية والحقد. ينبغي أن يخوض شعب كردستان، كمجتمع مدني، منافسة حضارية في هذه العملية».
ويشتد التنافس بين الأحزاب الكردية الكبيرة، وخاصة بين الحزبين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، فيما دخلت تيارات جديدة على خط المنافسة ولو بدرجة أقل.
اختلاف الدعاية
وفي هذه الأثناء، يؤكد الباحث في الشأن السياسي جمعة محمد أن التنافس بين الأحزاب الكردية يختلف هذه المرة عن المرات السابقة، فالأوضاع السياسية والاقتصادية ستؤثر على نسب المشاركة في الانتخابات.
ولفت خلال حديثه لـ«المدى» إلى أن «الحزبين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني سيحافظان على عدد مقاعدهما، مع احتمالية خسارة مقعد أو مقعدين لصالح الأحزاب المعارضة».
وأضاف أن «الأحزاب المعارضة ستتأثر هذه المرة بفعل الأحداث الأخيرة التي حصلت للجيل الجديد وحزب لاهور شيخ جنكي، وبالتالي فإن دخول تيارات جديدة على المشهد، وأبرزها تيار الموقف، سيكون هو الحدث الجديد في هذه الانتخابات».
وأكدت المديرية العامة للمرور في إقليم كردستان ضرورة التزام جميع الأحزاب والجهات السياسية بإرشادات المرور خلال الحملات الانتخابية، وعدم وضع صور أو ملصقات للمرشحين على أعمدة الإشارات الضوئية وعلامات المرور.
غياب الحرب الإعلامية
وتنطلق الدعاية الانتخابية في كردستان في وقت تغيب فيه الحرب الإعلامية بين الحزبين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، ولا وجود لأي تصريحات رنانة في وسائل الإعلام التابعة للحزبين، وذلك على أثر اللقاءات الأخيرة والمصالحة التي جرت بين رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني.
من جانب آخر، يرى عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام أن حزبه لا يعوّل كثيراً على الدعاية الانتخابية بقدر ما يعوّل على ثقة الجمهور الكردي، وذلك بسبب مواقفه الثابتة.
وبيّن خلال حديثه لـ«المدى» أن «الديمقراطي الكردستاني حافظ على كيان الإقليم، بالرغم من محاولات الإضعاف وأيضاً محاولات تجويع شعب كردستان وإخضاعه».
وأشار إلى أنه «نخشى من محاولات فصائل مسلحة لتقليل حظوظنا في المناطق المتنازع عليها، وخاصة في نينوى، عبر محاولات التضييق على مرشحنا، وإزالة الصور والبوسترات، ومنع إقامة المهرجانات الانتخابية، ولكن مع ذلك سنحافظ على عدد مقاعدنا كما حصل في آخر انتخابات، وتصدرنا قوائم الأحزاب الكردية، ونتوقع أن يكون عدد مقاعدنا بحدود الـ30 مقعداً».
مشاركة المرأة
ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية، أعلنت الأحزاب الكردية قوائمها الانتخابية، حيث تم ترشيح أربع نساء كرديات لرئاسة قوائم أحزابهن على مستوى محافظات إقليم كردستان.
ومن المقرر أن تُجرى انتخابات مجلس النواب العراقي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام، وسط تنافس بين 17 قائمة حزبية تسعى للفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية.
في سياق متصل، ترى الباحثة في الشأن السياسي لانا فخر الدين أن ما يميز الانتخابات البرلمانية المقبلة هو الحضور القوي للمرأة، فقد ترأست النساء قوائم الأحزاب في عدد من المحافظات.
وأوضحت خلال حديثها لـ«المدى» أن «ترؤس النساء لقوائم انتخابية في المحافظات يعكس جدية حقيقية في منح المرأة دفعة حقيقية، دون الاعتماد على الكوتا كما يحصل في كل انتخابات».
وتابعت أنه «بالرغم من صعوبة الأوضاع السياسية والاقتصادية والأزمة المالية التي يعيشها المواطن الكردي، فإنه من المتوقع أن ترتفع نسب المشاركة في الانتخابات بسبب التحشيد الحزبي والشعبي».
وأضافت أنه «من المتوقع أن تحافظ الأحزاب الرئيسية على عدد مقاعدها، كون جمهورها ثابتاً، ولكن التغيير في عدد المقاعد سيحصل مع أحزاب المعارضة، وذلك بسبب دخول قوى معارضة جديدة، وهذا الأمر سيشتت قوى تحالفات وأحزاب المعارضة الكردية».
انطلاق الحملة الدعائية في الاقليم.. تنافس محتدم وصعود تيارات جديدة

نشر في: 5 أكتوبر, 2025: 12:12 ص









