TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > شاب يطلب النجدة لعلاجه من الإدمان.. و«العطاء» المستشفى الوحيد لاستقبال المتعاطين

شاب يطلب النجدة لعلاجه من الإدمان.. و«العطاء» المستشفى الوحيد لاستقبال المتعاطين

نشر في: 6 أكتوبر, 2025: 12:04 ص

 النجف / عبدالله علي العارضي

 

في مشهد نادر بمدينة النجف، التي تُعرف بقداستها ومكانتها الدينية، طلب شاب النجدة من الشرطة لإنقاذه من الإدمان، في خطوة تسلط الضوء على تصاعد هذه الظاهرة وغياب المراكز المتخصصة للعلاج، باستثناء مستشفى «العطاء» الذي يعد الجهة الوحيدة المعنية باستقبال المتعاطين.

 

وتعيش محافظة النجف تحدياً اجتماعياً وصحياً متزايداً مع تصاعد حالات الإدمان، في ظل غياب مستشفيات متخصصة وازدياد الحاجة إلى برامج واقعية للعلاج وإعادة التأهيل.
الظاهرة التي كانت تُناقش سابقاً داخل الأسر المغلقة خرجت إلى العلن بعد حادثة لافتة، عندما قرر احد الشباب مواجهة إدمانه بشجاعة، واتصل برقم الطوارئ (911) طالباً المساعدة.
مصدر أمني في شرطة النجف قال لـ«المدى» إن «سيطرة النجدة تلقت بلاغاً من شاب يطلب المساعدة للعلاج من تعاطي المخدرات، وقد عبّر عن ثقته بوزارة الداخلية، حيث تحركت إحدى دوريات قسم شرطة النصر، وتم التعامل مع الحالة بسرية وإيجابية وتسليمه إلى الجهات المختصة». هذا الموقف الفردي أعاد إلى الواجهة أسئلة حول واقع الرعاية الصحية في المحافظة، ومدى جاهزية مؤسساتها للتعامل مع حالات الإدمان. مدير إعلام دائرة صحة النجف، ماهر العبودي، قال لـ«المدى»: «أعطت دائرة الصحة أولوية وأهمية خاصة للمرضى المتعاطين للمخدرات، لكن المحافظة لا يوجد فيها مستشفى متخصص في هذا المجال عدا مستشفى العطاء، وما يوجد حالياً هو عبارة عن أقسام نفسية لمعالجة هذه القضية. تمكنا بالتعاون مع مجلس المحافظة من وضع حجر الأساس لمستشفى جديد لمعالجة المتعاطين في شمال النجف».

قصة شاب يواجه الإدمان بشجاعة
في أحد أزقة الكوفة القديمة، جلس شاب يبلغ من العمر 27 عاماً ليروي لـ«المدى» قصته مع الإدمان. يقول:
«كنت أعمل في ورشة حدادة وأعاني من تعب دائم، وأعطاني أحد الزملاء حبة قال إنها تزيل الإرهاق. في البداية شعرت بالنشاط، ثم تحولت الحبة إلى عادة، والعادة إلى حاجة يومية. لم أنتبه أنني أصبحت مدمناً إلا عندما بدأت أبيع أدواتي لأشتري الجرعة التالية. خسرت عملي وأصدقائي، وحتى أمي كانت تبكي كل يوم. حاولت أكثر من مرة الإقلاع، لكن الألم كان أقوى. مؤخراً قررت أراجع مستشفى العطاء بعد ما شفت صديقي قدر يتعافى هناك. يمكن تكون فرصتي الأخيرة».
أما حسن (32 عاماً)، خريج كلية تربية، فيقول: «تعاطيت المخدرات لأول مرة بدافع الفضول خلال فترة الدراسة. كنت أشوف الموضوع تجربة بسيطة، مجرد تسلية مع أصدقاء الجامعة، لكن بعدها صارت حياتي تنهار بالتدريج. دخلت في عزلة، فقدت ثقة الناس، وصرت أكره نفسي. اللي خلاني أقرر أتعالج هو ابني الصغير، مرة شافني بحالة سيئة وسألني: بابا ليش أنت مريض؟ حسّيت إن لازم أتوقف». تلك القصص الفردية، كما يصفها مختصون، تمثل مؤشراً على أزمة متفاقمة تحتاج إلى حلول مؤسساتية عاجلة، تشمل الرعاية النفسية والاجتماعية والطبية، ضمن منظومة صحية قادرة على مواجهة الظاهرة.
وفي غياب مراكز علاجية كافية، تبقى مستشفى «العطاء» الملاذ الوحيد للراغبين في التعافي، فيما ينتظر كثيرون مشاريع قيد التخطيط لإنشاء مستشفيات متخصصة، قد تفتح الباب أمام برامج علاج متكاملة تحفظ كرامة الإنسان وتمنحه فرصة للبدء من جديد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram