بغداد – علي الدليمي
في تجربته الثانية، يقيم الفنان صادق جعفر، من داخل مرسمه في بيته، معرضه الشخصي الرابع عشر، بعنوان: "لحن الذكريات". الذي يضم عشرات من تخطيطاته المرسومة بأقلام الرصاص والفحم والحبر، بالإضافة إلى بعض من لوحاته الزيتية والمائية والأكريليك الجديدة التي رسمها مؤخراً.
ويُعد المعرض، الذي حضرته نخبة من الفنانين والنقاد، فرصة رائعة لعرض إبداعاته، حيث يعكس "لحن الذكريات" رؤيته الفنية المتميزة وقدرته على التعبير عن الذكريات والمشاعر الإنسانية من خلال أعماله الفنية. ورغم ضيق مساحة بيته التي لا تتحمل عرض جميع أعماله.
صادق جعفر من مواليد بغداد 1972، خريج كلية الفنون الجميلة قسم الرسم. ويشهد له أساتذته الكبار، وزملاؤه الآخرون، بإمكانياته الفنية الكبيرة والفائقة جدا.
منذ بداية عرض لوحاته في المرحلة الثانية من دراسته في العام 1990، أظهر صادق جعفر موهبة فنية واضحة ومقدرة على التعبير الفني. هذه الخلفية الأكاديمية القوية وموهبته الفنية المتميزة جعلته يحظى بتقدير واحترام في الوسط الفني العراقي.
وبدأت لوحاته تتناول موضوعات الناس من محيطه: الكهول، الفقراء، المهن والحرف الشعبية، الأسواق، الأزقة القديمة، النساء المتعبات، تأثيرات عوامل الزمن على وجوه وأطراف كبار السن.. وعلى البيئة نفسها بورتريه الأطفال وهم في موضوعات متنوعة.. وغيرها،
كان جعفر يرسم بأقلام الفحم فقط، وذلك ليعطي إحساساً إنسانياً عميقاً، والإستفادة بقدر الإمكان من عملية الظل والضوء الرائعة.
هذا النهج الفني يعكس قدرة صادق جعفر على التعبير عن المشاعر الإنسانية بطرق بسيطة ولكنها مؤثرة، ويبرز موهبته في استخدام الظل والضوء لخلق أجواء فنية متميزة.
في تجاربه التالية، أخذ يرسم الواقع بالألوان، وبالتفاصيل الدقيقة التي قد لا ترى بالعين المجردة. ليبرز شخصيته الفنية المتميزة ذات الأسلوب التشخيصي "سوبريالزم". وقد استفاد كليا من هوايته واحترافه فن التصوير الفوتوغرافي، الذي يختار زوايا متميزة لكي يلتقط أذكى الصور والموضوعات وفق رؤيته الفكرية والفنية.
حيث صوّر أدق الموضوعات من عالم الحيوان وعالم الحشرات وعالم النبات، ليحولها إلى مشاهد فنية تشكيلية خالصة، وقد لجأ إلى دمج بعض لوحات متنوعة وكأنها (كولاج) أو هكذا يترأى للمتلقي، وعند تلمسها باليد نكتشف انها مرسومة بخداع الظل والضوء اللوني بحساسية عالية. حيث يعكس قدرة صادق جعفر على الإبداع والابتكار، ويبرز موهبته في دمج التقنيات الفنية المختلفة لخلق أعمال فنية متميزة.
الفنان صادق جعفر، يرسم بشكل متواصل جميع الحركات والوضعيات الجسدية في أثناء جلساته العائلية. فهو يحتفظ بدفتر رسوماته منذ دراسته الابتدائية، مما يدل على شغفه الفني منذ سن مبكرة.
عمل جعفر في المطابع الراقية التي كانت له خير معين في مسيرته الفنية. يصمم ويطبع فولدرات معارضه بنفسه، مما يعكس تفانيه في عمله الفني واهتمامه بتفاصيله. فضلاً عن ذلك، فهو مؤرشف دقيق جدا لجميع أعماله ووثائقه الصحفية في ألبومات ورقية وإلكترونية، مما يظهر حرصه على توثيق مسيرته الفنية وتجربته الإبداعية.










