علي حسين
في كل عام نجد ان معرض الرياض الدولي للكتاب لا يريد ان يتوقف ولو للحظة واحدة عن مطاردة واقتناص كل ما هو جديد في الثقافة والفكر القراء من خلال غابة الكتب التي تصدرها دور النشر السعودية. عناوين تقول كلاماً واحداً، فيما تخبرك دور النشر والطباعة ان النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها المملكة العربية السعودية تسير جنبا إلى جنب مع النهضة الثقافية والفنية، هذه النهضة التي يقف وراءها قرار سياسي يتطلع الى المستقبل، في كلمات ولي العهد الامير محمد بن سلمان سنجد المفتاح السحري لهذه النهضة حيث يؤكد وبكلمات واضحة: "نهدف للوصول إلى قطاع مهم مبادر وداعم ومؤثر في التعليم والصحة والثقافة" وترافق هذه الكلمات قافلة متنورة من المثقفين الذين قرروا حمل لواء التجديد والتحديث، وسيرى الزائر للرياض او جدة او الدمام حيث يقام اكبر مهرجان للقراءة "مهرجان أثراء" انه كلما زادت مداخيل البلاد زادت معها حركة العمران الثقافي، زاد التخصيص المتميز لمشاريع الفن والادب والسينما والمسرح والكتب، معارض للكتب، مهرجانات عالمية للسينما، مسابقات دولية للقراءة يحضرها عدد من الفائزين بجائزة نوبل للآداب، معارض تشكيلية، متاحف تروي حكاية هذه البلاد التي قررت أن تنفض رداء الماضي وتنطلق بهدوء ودراية نحو المستقبل .
رؤية جديدة للمملكة يطرحها وينفذها ولي العهد، وتصميم على جعل الثقافة جزء من الواقع اليومي كما يردد دائما وزير الثقافة الامير بدر بن عبد الله الفرحان: "نؤمن في منظومتنا الثقافية بدور مؤسسات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي في بناء القدرات وتطويرها، وتحفيز المبدعين من مناطق المملكة كافة على تأسيس جمعيات ثقافية متخصصة في القطاعات الثقافية، ما سيرفع الانتاج الثقافي".
تذهب المملكة العربية السعودية بعيدا في مشاريعها الثقافية، تنسج حبل للوصل بين الماضي والحاضر، في كل يوم نقرأ ما يقدمه الصندوق الثقافي من تمويل للأنشطة الثقافية والغرض واحد الاسهام في تعظيم اثر القطاع الثقافي الذي لا نعرف حجم مشاريعه، لكننا نعرف ان الهدف هو تنمية العقول، ليس في الثقافة فقط، بل في كل مجالات الحياة.
يتميز معرض الرياض الدولي للكتاب بشعار جميل "الرياض تقرأ" وطغت العناوين في كل المجالات والاتجاهات، ينظر القارئ الى غابة الكلمة هذه، ويسرح في خياله مع الرياض المدينة الجميلة التي تتحول يوما بعد آخر الى ورشة عمل، فهي لا تودع يوما واحدا من دون انجاز يؤسس لبلاد تريد ان يكون لها مقامها ودورها بين بلدان العالم المتقدم.









