TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > 90% من منازل غزة قد تضررت أو دُمّرت

90% من منازل غزة قد تضررت أو دُمّرت

عوائل فلسطينية بعد سنتين من الدمار: وقف الحرب نهاية لكابوسٍ نعيشه

نشر في: 8 أكتوبر, 2025: 12:02 ص

 ترجمة المدى

على مدى عامين، عانى سكان غزة من واحدة من أكثر موجات القصف والكوارث الإنسانية تدميرًا في عصرنا. فالعملية العسكرية الإسرائيلية والحصار المفروض على القطاع، اللذان أُطلقا في أعقاب هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفرا – وفقًا لمسؤولين محليين – عن مقتل أكثر من 67 ألف شخص، بينهم 20 ألف طفل.
على مدى أكثر من 730 يومًا، عاش الغزّيون تفاصيل المعاناة بكل وجوهها: قصف، حصار، نزوح، جوع ومرض.
وخلصت هيئة مراقبة الجوع العالمية المدعومة من الأمم المتحدة إلى أن القصف والحصار تسبّبا بانتشار المجاعة في أنحاء القطاع.
وتم تهجير ما يقرب من كامل سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة – وكثيرٌ منهم أكثر من مرة – كما تضرّر أو دُمّر أكثر من 90 في المئة من منازل القطاع، بحسب الأمم المتحدة.
ووفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بشأن البنية التحتية والمساكن، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر نحو 268 ألف وحدة سكنية تدميرًا كليًا، و148 ألفًا تضرّرت بشكل بليغ (أصبحت غير صالحة للسكن)، و153 ألفًا بشكل جزئي، ما أدّى إلى تشريد أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية.
ولم ينسَ أحد في غزة قسوة تلك الأيام، بل ازدادت المعاناة يومًا بعد يوم مع استمرار الحصار الإسرائيلي الجائر ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، لتتحوّل الحياة في القطاع إلى صراعٍ يومي من أجل البقاء.
بلغ الوضع من السوء درجةً أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة خلصت الشهر الماضي إلى أن إسرائيل ارتكبت وتواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة – وهي تهمة تنفيها الحكومة الإسرائيلية بشدة.
في الذكرى الثانية لاندلاع هذا النزيف غير المسبوق، تصف العائلات في غزة «بصيص أمل» مع اجتماع المفاوضين من حماس وإسرائيل في مصر، في محاولة للتوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، استنادًا إلى خطة السلام المؤلفة من 20 بندًا التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يقول باسل السقا (32 عامًا)، وهو أب لطفلين، من خيمته في جنوب غزة لصحيفة ذا إندبندنت البريطانية: «وقف إطلاق النار يعني أن هذه الأرض التي احترقت طويلاً يمكن أن تتنفس من جديد».
ومع ترقّب العالم لحدوث انفراجٍ في المفاوضات، تروي العائلات معاناتها خلال العامين الماضيين، وتعبّر عن يأسها من استمرار الكابوس.

إدارة مستشفى تحت الحصار والقصف والاعتقالات
الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء، أكبر مجمّع طبي في غزة، تعرّض للاعتقال والحجز وسوء المعاملة على يد إسرائيل لأشهر، فيما قُتل عدد من زملائه مثل الدكتور عدنان البرش، رئيس قسم العظام الشهير، في السجون الإسرائيلية عام 2024، ويُعتقد أنه توفي تحت التعذيب.
لكن رغم ذلك، وبعد الإفراج عنه وعودته إلى غزة العام الماضي، ظل الدكتور أبو سلمية على رأس عمله في مستشفى الشفاء، يعيد بناءه من تحت الرماد في مدينة غزة، التي أصبحت مركز الهجوم الجديد الذي يشنّه نتنياهو والمندَّد به دوليًا.
أنكرت إسرائيل مرارًا استهدافها المرافق الطبية في غزة، غير أن هجماتها على المستشفيات والعاملين في القطاع الصحي كانت شديدة لدرجة أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة خلصت في نهاية عام 2024 إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من بينها جريمة الإبادة الجماعية الجزئية، في إطار «سياسة متعمّدة لتدمير النظام الصحي في غزة».
كان مستشفى الشفاء في بؤرة الهجوم منذ المراحل الأولى للحرب، بعدما اتهمت إسرائيل حماس باستخدامه مركزًا للقيادة والسيطرة العسكرية، رغم عدم تقديمها أدلة موثوقة على ذلك.
وقد تمت مداهمة المستشفى ومحاصرته ثم إخلاؤه بالكامل بنهاية عام 2023، واعتُقل الدكتور أبو سلمية مع عددٍ من الأطباء واحتُجز لسبعة أشهر، وعند الإفراج عنه تحدّث عن التعذيب وسوء المعاملة التي تعرّض لها داخل السجون.
يقول الدكتور: «عندما عدنا، لم يكن هناك شيء يمكن التعرّف عليه. لكننا أعدنا تأهيل قسم الطوارئ، وقسم غسيل الكلى، وافتتحنا 300 سرير، و13 سرير عناية مركّزة، وغرفة عمليات».
ومنذ ذلك الحين، يصف كيف كان «ينقل الأطفال الخدّج بين أقسام المستشفى أثناء القصف ومطاردتهم بطائراتٍ مسيّرة صغيرة». واليوم يقلقه المستقبل، إذ لم يتوقف العنف رغم بدء محادثات الهدنة في مصر.
ويضيف: «خلال الأيام الأربعة الماضية كان الوضع مستحيلًا. لم نجد طعامًا ولا شرابًا ولا خبزًا. بقينا على قيد الحياة ببضعة تمرات، أنا والطاقم والمرضى. نخشى الآن أن تعود قوات الاحتلال لتدمير المستشفى مرة أخرى».

ولادات أثناء المجاعة والقصف
بثينة العطار (26 عامًا)، أمٌّ لأربعة أطفالٍ نازحة من شمال غزة، عاشت رعبًا لا يُصدّق وهي حامل وسط مجاعة أعلنتها الأمم المتحدة، واضطرت إلى الولادة في مستشفى أثناء قصفه. كانت الخطورة شديدة إلى درجة أنه بعد يومٍ واحد فقط من خضوعها لعمليةٍ قيصرية طارئة في أيار/مايو، خيطت جراحها وغادرت المستشفى سيرًا على الأقدام تقريبًا دون أي مسكّناتٍ للألم.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن القصف الإسرائيلي والحصار الكامل المتكرر على غزة تسبّبا بانتشار المجاعة، مما جعل ربع النساء الحوامل يعانين من سوء تغذيةٍ حاد وزيادة خطر الإجهاض. كما انتشرت صور الأطفال الهزالين الذين برزت عظامهم من تحت الجلد، ما أثار صدمةً في أنحاء العالم.
خلال العملية القيصرية في مستشفى العودة بشمال غزة، سقطت قذيفة دبابةٍ إسرائيلية على قسم الولادة، وبعد دقائق استُهدف مبنى مكوَّن من أربعة طوابق بجوار المستشفى.
تقول بثينة: «تساقط الزجاج والركام من الانفجار على المستشفى، وقتها قال لنا الطبيب إن علينا المغادرة فورًا لأن الوضع خطيرٌ جدًا، وكانت سيارات الإسعاف عاجزة عن التعامل مع الإصابات».
وتقول إنهم يحتاجون الآن إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقتٍ ممكن، حتى يتمكّنوا من العودة إلى حياةٍ طبيعيةٍ تُمكّنهم من تربية أطفالهم بعيدًا عن الحرب والجوع والعطش. وحذّرت منظمة الصحة العالمية، في تقريرٍ صدر في أيار/مايو هذا العام، من أن النظام الصحي في غزة بات على حافة الانهيار. وحتى نهاية أيلول/سبتمبر 2025، لا تزال 14 مستشفى فقط تعمل في القطاع من أصل 36، بحسب المنظمة.

عن صحفٍ ووكالاتٍ عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

منظمة دولية: إسرائيل أكبر قاتل للصحفيين على مستوى العالم هذا العام

منظمة دولية: إسرائيل أكبر قاتل للصحفيين على مستوى العالم هذا العام

 ترجمة المدى قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” يوم الثلاثاء إن إسرائيل مسؤولة عمّا يقرب من نصف عدد الصحفيين الذين قُتلوا هذا العام حول العالم، حيث قُتل 29 صحفياً فلسطينياً بنيران قواتها في غزة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram