بغداد / حسين العامل
أكد المخرج العراقي عمار الحمادي أن فوز فيلمه «جريرة» بجائزتي الجمهور والتنويه الخاص في مهرجان بغداد السينمائي الدولي يُعدّ إشادة بتجربة سينمائية شابة تواجه صعوبات الإنتاج في مدن عراقية تفتقر لدور العرض، داعياً إلى إعادة إحياء صالات السينما لتطوير الوعي الثقافي والمجتمعي.
وقال المخرج عمار الحمادي، المولود في الناصرية عام 1992، في حديثه لـ«المدى»، إن المشاركة في المهرجانات الدولية تمثل فرصة مهمة لكل فنان، لأنها تخلق فضاءً لتبادل التجارب والأفكار، وتتيح التواصل مع مخرجين ونقاد وفنانين من دول متعددة. وأوضح أن «المشاركة تجعل الفنان أمام اختبار حقيقي لتجربته من خلال آراء النقاد والجمهور، ومشاهدة أفلام لا تتاح إلا في مثل هذه الفعاليات».
وأضاف الحمادي أن «أهم ما حققه فيلم جريرة ليس الجائزة فقط، بل عرضه أمام جمهور عربي وعراقي واسع أشاد بالتجربة السينمائية الشبابية العراقية».
وعن ثيمة الفيلم الذي ينتمي إلى فئة الأفلام الروائية الطويلة، بيّن أن أحداثه تدور في ليلة واحدة، حيث يحاول أب قلق إنقاذ ابنته التي لم تنم منذ أربعة أيام، خوفاً من أن يحدث ما هو أسوأ في اليوم الخامس. وأوضح أن «الأب يلجأ إلى شيخ يخبره بأن معاناة ابنته تعود إلى ذنوبه السابقة، فيبدأ مع زوجته وابنته رحلة للبحث عمن أخطأ بحقهم».
وفي حديثه عن دور السينما في المجتمع، قال الحمادي إن «السينما مرآة فنية تعكس الواقع الاجتماعي بكل تفاصيله، وتطرح قضايا جوهرية أو هامشية برؤية ومعالجات فنية تتيح للمتلقي التعرف على ثقافات المجتمعات المختلفة».
وأشار إلى أن «السينما صناعة تحتاج إلى بنية تحتية من قاعات عرض وتسويق، لكن معظم المحافظات العراقية تفتقر إلى دور السينما، ما يحدّ من انتشار الإنتاج السينمائي المحلي». ودعا إلى «إحياء مجد دور السينما من خلال إنشاء صالات جديدة بدعم حكومي أو عبر تشجيع المستثمرين على دخول هذا القطاع»، مؤكداً أن «السينما تسهم في تنمية الوعي وتشكيل الذائقة العامة».
واختتمت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي الدولي مؤخراً على خشبة مسرح الرشيد، بحضور لافت من صنّاع السينما العرب والعراقيين. وأعلنت لجان التحكيم فوز فيلم «جريرة» لعمار الحمادي بجائزة الجمهور بعد حصوله على أعلى تصويت وإعجاب من الحضور، إلى جانب تنويه خاص للممثل العراقي وسام ضياء عن أدائه في الفيلم.










