اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المستشفيــــات الحكومية مرتعـــــــاً لذوي النفـــــوس الضعيفـــــة..

المستشفيــــات الحكومية مرتعـــــــاً لذوي النفـــــوس الضعيفـــــة..

نشر في: 18 مارس, 2011: 04:51 م

تحقيق: زينة الربيعيلم تكن ام محمد تعلم ان مجرد مراجعة زوجها لأحد أشهر الأطباء في الأمراض الجلدية سيؤدي الى مضاعفات تسبب أصابته بجلطة دماغية حادة نتيجة أعراض جانبية سببها دواء وصفه هذا الطبيب لزوجها الذي فارق الحياة بعد رحلة عذاب والم استمرت أكثـر من سنة. وجدت هذه المقدمة مناسبة لتكون مدخلاً لموضوعنا  المتعلق بمهنة الطبابة وهي شريحة مهمة لا يختلف العقلاء ولا الجهلاء حول دورها الملائكي والانساني المقدس.
فالطبابة بحق مهنة من طراز خاص ليس لها شبيه او منافس بين المهن الأخرى،انها ممارسة مهنية فنية غايتها انسانية بحتة يستحق فيها الطبيب كل الثقة التي يودعها فيه مريضه والتي تستوجب احترام كرامته وتقديم أقصى الرعاية والعناية به.rnان اختيار الطبيب لهذه المهنة يفرض عليه تصرفات وسلوكيات تلزمه لكي تتفق ومثلها العليا، كأن يكون مستقيماً في عمله، عارفاً به، باذلاً الجهد كله في خدماته، متواضعاً، رحوماً، واعياً،متزناً في تصرفاته وسريعاً في تلبية طلب معونته دونما تذمر وشكوى من تعب، ويجب ان يكون مظهره وسلوكه وتصرفاته الاجتماعية متفقة وكرامة مهنته.ولا يقتصر الموضوع على الطبيب فقط فمعاملة المساعدين والممرضين السيئة باتت مأساة لوحدها، فما الذي يفعله المواطن المسكين في خضم كل هذا الاهمال في قطاع الصحة الحكومي؟؟ وما يؤسف له ان العراق بتشكيلته السكانية التي تمثل معظمهم الطبقة المتوسطة يغدو على حافة الهاوية مع هذا التقاعس من قبل المستشفيات الحكومية وسوء خدماتها،إضافة الى عدم تفاني الكادر الطبي في تقديم الخدمة الكاملة للمريض، ناهيك عن فرض الطاعة والولاء لكل من يراجع مشفى أهلي او عيادة خاصة. لمعرفة أسباب ذلك توجهنا بالأسئلة للمختصين وللمواطن في محاولة لمعرفة السبب الحقيقي وتشخيصه بالشكل الصحيح وربما وضع العلاج المناسب،ولكن بوصفة مجانية..rnالفاتورة الصحية تثقل كاهلناصباح حسن (42سنة) والد نورة الطفلة التي تعاني مرضاً مزمناً يذكر انه دائم التردد على المستشفى بسبب مرض ابنته المستمر الذي يحتاج إلى مراجعة دورية ولكن اتعبه الانتظار بين طوابير المرضى والعجزة، وأبدى تملله من توسد ساعات الضجر لينهي الطبيب وجبته الغذائية ويبدأ بفحص المرضى عطفاً منه. ويضيف انه لو كانت الحالة المادية جيدة لما استدعتنا الحاجة ان ننتظر كل هذا الوقت لكننا لا نستطيع تحمل تكاليف العلاج الباهظة  في المستشفيات الخاصة، فتكاليف المعيشة الباهظة قد استنفذت مدخراتنا المرصودة.وتحدثت شذى عبيد(35 سنة) إحدى المراجعات لمستشفى خاص قائلة:- أن معظم ما ينفقه العراقيون على الرعاية الطبية ينصب على الأدوية الخاصة بمعالجة الأمراض المزمنة والفحوصات المتخصصة والجراحة، لأنه  لا توجد فائدة من مراجعة المراكز الحكومية او المستشفيات. وتدعو  إلى ايلاء اهتمام اكبر بهذه النواحي التي لا يستطيع معظم العراقيين تحمل تكاليفها، مشيرة الى ان المستشفيات الحكومية مزدحمة وعادة ما ينصح الأطباء المرضى بالذهاب إلى المستشفيات الخاصة لسرعة العلاج إذا كانت حالتهم الصحية تستدعي تدخلاً عاجلا.من جهتها قالت سندس علي موظفة إدارية في إحدى المستشفيات الحكومية: ان السبب وراء تدني عمل الممرضة في وقتنا الحالي هو عدم التخصص المهني وانعدام حب المهنة، فالهدف هو  التعيين الحكومي وضمان الحصول على الوظيفة، حتى ان بعض الخريجين عادوا الى مقاعد الدراسة من جديد للانخراط في مهنة توفر لهم فرصة تعيين، وبالتالي يؤدي هذا الموضوع الى عدم الإبداع والوفاء في المهمة الملقاة على عاتق الممرض، وربما يؤدي به الى التقصير الواضح في اغلب المشافي الحكومية..rnتسعيرات تفوق الخيال ويشير المواطن محمود الحسني الى تذمره من مبالغ كشفيات الاطباء فيقول: أن بعض الأطباء في المستشفيات الحكومية يتعامل بشكل يتنافى مع قدسية هذه المهنة النبيلة بل وتخلو من المسؤولية الملقاة على عاتقهم وتجردوا من الإنسانية التي يمتاز بها العراقيون والأطباء بشكل خاص، إذ أصبح جشعهم هو الأمر المهم إن لم يكن الأهم.   حيث تصل اجور الاطباء في منطقة الحارثية مثلا الى اكثر من 50 ألف دينار فيما عدا العلاج والتأكيد على زيارات متكررة حتى تستمر سلسلة الدفع غير المنتهية ونحن مللنا من هكذا وضعيات. ويكمل قائلا: لا نعلم ما الحلول المطروحة إذا كانت وزارة الصحة  او نقابة الاطباء غير قادرتين على السيطرة على تسعيرة الأطباء الذين ساوموا بجشعهم على حساب حياة المواطن.أما موضوع الأطباء الخفر وخدمتهم الرديئة  فقد تحدث لنا العم عبد الله عن قصته قائلا:-كنت قبل فترة قريبة قد قصدت مستشفى حكومي لإجراء عملية جراحية مهمة وتم مبيتي في هذه المشفى وبعد انتصاف الليل قامت زوجتي بمراجعة الطبيب الخفر ليتم فحصي حيث عانيت تدهوراً مفاجئاً، إلا أن الطبيب لم يعرها اهتماما ملحوظا بل رد بكلمات أبرد من الثلج ومرت اكثر من ساعتين بعد وعده بالقدوم للغرفة ولم يأتي وبعد مرات متكررة و الرواح والمجيء جاء الطبيب ليقدم فحوصات يمكن لأي شخص هاوي ان يقدمها.وبعد هذه المعاملة اقسمنا على عدم المراجعة في اي مستشفى حكومي..لماذا هذا الإهمال وأين الضمير والقسم المهني هل صار الاهتمام بالأرواح البشرية لمن يدفع اكثر؟؟وأضاف المصيبة الكبرى التجاهل الواضح من قبل  بعض الأط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram