حذر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الخميس، خلال استقباله السفراء العرب ببغداد، من موجة التطرف التي تظهر في أماكن مختلفة من العالم العربي، فيما دعا إلى حضور عربي أكثر في العراق خاصة في مجال الاستثمار والشركات.
وقال المالكي في بيان صدر، امس، عقب استقباله بمكتبه الرسمي السفراء العرب المعتمدين في بغداد، وتلقت (المدى) نسخة منه، "إننا نقف الى جانب الشعوب في حركتها لنيل الحرية والديمقراطية من دون ان نعمل أو نفكر نيابة عنها"، محذرا من "موجة التطرف التي تظهر في أماكن مختلفة من العالم العربي".
ودعا المالكي إلى "موقف موحد من الارهاب والتطرف لأنه يشكل خطرا على الجميع وليس على جماعة أو جهة دون أخرى"، مؤكدا على "تعزيز التعاون بين العراق والدول على كل المستويات السياسية والاقتصادية".
وأوضح رئيس الحكومة أن "العراق اجتاز مراحل صعبة في المجال الأمني بالاعتماد على الجهد الوطني ووحدة الصف"، داعيا إلى "حضور عربي أكثر في العراق خاصة في مجال الاستثمار والشركات".
من جهتهم أشاد السفراء العرب، وفقا للبيان، "بدور العراق وبالتطورات على الصعيد الداخلي وفي علاقاته مع الدول العربية"، مشيدين "بجهود العراق ونجاحه في استضافته مؤتمر القمة العربية والمؤتمر الأخير للأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية".
وجدد المالكي في (6 تشرين الثاني 2012) التأكيد على موقف العراق الداعم لمطالب الشعوب العربية في تحقيق الحرية، فيما دعا إلى عدم محاصرة الشعوب أو تجويعها لإسقاط الأنظمة الدكتاتورية، كما حذر من انتهاء المطالبة بالحرية إلى انهيار الدول العربية.
وكان المالكي قد حذر في (9 تشرين الأول 2012) من إسقاط الأنظمة السياسية في المنطقة بالقوة كما يحصل حاليا في سوريا، معرباً عن أسفه لعودة نشاط بعض التنظيمات المتطرفة في المنطقة خلال الآونة الأخيرة، كما أكد في (12 آب 2012) أن العراق جزء من المنطقة التي تلتهب فيها النار بمختلف مفاصلها، مبيناً إن هذه النار أشعلها "الجاهلون الحاقدون أو إرادات خارجية".
وشهدت المنطقة العربية بصورة عامة حركة احتجاجات شعبية واسعة خلال عام 2011 للمطالبة بالتغيير والإصلاح ومكافحة الفساد، وباتت تعرف بتسمية "الربيع العربي"، حيث اسهمت في إسقاط نظم الحكم التي كان يتربع على سدتها زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا، وإجبار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التخلي عن الحكم.
في حين تتواصل حركة الاحتجاجات والعنف في سوريا مما أسفر عن سقوط أكثر من 100000 قتيل حتى الآن، كما كان لهذه الحركة امتدادها في العديد من الدول العربية الأخرى، ومنها البحرين والأردن والجزائر والمغرب والسعودية، لكن دول الربيع العربي بعامة ولاسيما ليبيا ومصر واليمن وسوريا بخاصة، تشهد حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار فضلاً عن أعمال العنف لم تتمكن من السيطرة عليها حتى الآن.