ترجمة/ حامد احمد
أفادت منظمة وكالة الاتحاد الأوروبي (EUAA) في تقريرها السنوي عن العراق، بأنه حتى ربيع عام 2025 ما يزال أكثر من 2700 كيلومتر مربع من الأراضي في العراق ملوثة بالألغام الأرضية ومخلفات الحروب تعيق جهود إعادة الإعمار وتقديم الخدمات وتحول دون عودة آمنة لنازحين خصوصا في مناطق نزاع سابقة مع داعش مثل نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى، مؤكدة ان نحو 26% من المناطق الملوثة تقع في أراضي زراعية، وأن 22% من المناطق الملوثة تعيق الوصول الى مصادر المياه، مما يزيد من سوء الأوضاع المعيشية في المناطق المتضررة.
وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها السنوي الذي ترجمته (المدى)، الذي يغطي الفترة ما بين 1 آب 2024 الى 1 آب 2025، ان هذه المناطق تشمل تلوثا واسعا ومعقدا في أراضي كانت سابقا تحت سيطرة داعش، إضافة الى حقول الغام أقدم تعود لحقبة الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي.
ويُقدّر أن نحو 26% من مناطق التلوث تقع في الأراضي الزراعية، مما يحد من قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم ويقوّض فرصهم في كسب الرزق. كما أن 20% من هذه المناطق تؤثر على البنى التحتية، فتُعيق جهود إعادة الإعمار وتقديم الخدمات، بينما تقع 19% منها على طول الطرق، مما يعقد حركة التنقل الآمن والتجارة. كذلك، هناك 22% من المناطق الملوثة تعيق الوصول إلى مصادر المياه، مما يزيد من سوء الأوضاع المعيشية في المناطق المتضررة.
ويشير التقرير الى انه خلال النصف الأول من هذا العام منذ بداية كانون الثاني حتى نهاية حزيران 2025، أزالت منظمة الأمم المتحدة لمعالجة الألغام UNMAS حوالي (7,401) من المخلفات الحربية المتفجرة، مع (399) عبوة ناسفة في محافظة نينوى وحدها.
في الوقت نفسه، أشارت تقارير إلى أن تعليق بعض عمليات إزالة الألغام خلال عام 2025 جاء نتيجة تقليص المساعدات الأمريكية، إذ كانت الولايات المتحدة المساهم الرئيسي في تمويل جهود إزالة الألغام في العراق، حيث قدّمت 60% من إجمالي المساعدات في عام 2023.
وفي نيسان 2025، قدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) أن ما لا يقل عن (2,100) كيلومتر مربع – أي ما يعادل نحو 300 ألف ملعب كرة قدم – ما يزال ملوثاً. وبين عامي 2023 و2024، تم تسجيل 78 إصابة أو وفاة نتيجة المخلّفات المتفجّرة، وفي بداية عام 2025 قُتل ثلاثة طلاب جراء انفجار مخلّفات حرب في محافظة البصرة.
من جانب آخر، ذكرت منظمة هيومانتي آند أنكلوشن (Humanity & Inclusion) المعنية بمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة، ان الألغام الأرضية والذخائر غير المنفلقة، تنتشر في مدن مثل الموصل والفلوجة، وكذلك في المزارع والطرق والمباني العامة، وخصوصًا في مناطق النزاع السابقة، بما في ذلك محافظات نينوى وكركوك والأنبار وصلاح الدين وديالى. كما أن المناطق الحدودية، لا سيما على طول الحدود الإيرانية–العراقية، مزروعة بالألغام بكثافة. وتشمل المناطق الملوثة أيضًا حقول النفط وخطوط الأنابيب والمواقع العسكرية القديمة.
وذكرت، أن هذه المخاطر لا تقيد فقط حركة المدنيين والنشاط الاقتصادي، بل تمنع أيضًا العودة الآمنة للسكان النازحين.
وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها الى ان محافظة نينوى ظلت ملوثة على نحو كبير بمخلفات الحرب والعبوات والالغام جراء الحرب مع تنظيم داعش لفترة من 2014 الى 2018. والتي تؤثر بشكل خاص على المناطق الزراعية وتشكل مخاطر مستمرة على المدنيين. وقد ذُكرت مدينة الموصل كمثال على مدينة توجد فيها ذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة داخل المباني.
وخلال فترة اعداد التقرير، تم الإبلاغ عن عدة حوادث تتعلق بالعبوات الناسفة ومخلفات الحرب غير المنفجرة في محافظة نينوى. ففي 1 أيلول 2024، أدى انفجار عبوة ناسفة قديمة في قضاء بعاج إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة اثنين من أقاربهم. وفي 16 ايلول، أصيب أربعة من منتسبي الحشد نتيجة انفجار عبوة ناسفة في غرب نينوى. وفي كانون الثاني 2025، أسفر انفجار جهاز قديم عن مقتل صبي بالقرب من منطقة سيد يونس. وفي نيسان، أصيب مزارع بجروح خطيرة نتيجة مخلفات حرب غير منفجرة في المحلبية غرب الموصل، وفي أيار، أصيب ثلاثة مدنيين بجروح نتيجة مخلفات حرب غير منفجرة قرب ناحية وانة.
عن: ريليف ويب الدولي