واسط / جبار بچاي
شهدت مدينة الكوت بمحافظة واسط افتتاح أول بازار للحرف اليدوية والصناعات الشعبية والفلكلورية التي تشتهر بها محافظة ايلام الايرانية، وأقيم البازار على كورنيش دجلة في المدينة، وشهد حضورا لافتا ورغبة واسطية كبيرة للتسوق من تلك المنتجات التي تميزت بالبساطة والجمال إضافة الى أسعارها المناسبة.
وجاءت فكرة البازار برغبة من الحكومة المحلية في واسط التي تسعى دائما لخلق شراكة نوعية مع نظيرتها في ايلام وعلى مختلف المستويات سيما وأن أبناء المحافظتين المتجاورتين أخذ الكثير منهم يجد ضالته في أسواق المحافظة الاخرى عبر سلسلة من السفرات القصيرة التي يغلب عليها الجانب الترفيهي والتسويقي .
ووفق مدير عام التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في ايلام السيد فرزاد شريفي فأن " مناسبة إقامة البازار جاءت بالتزامن مع اليوم الوطني العراقي، وشارك فيه عشرات الفنانين والمختصين في مجال الحرف اليدوية والصناعات الشعبية في ايلام ، ويهدف الى خلق شراكة بين المحافظتين في مختلف المجالات".
وأضاف أن "مشاركة ايلام أعطت صورة حية عن الواقع الثقافي والتراثي لتلك المحافظة القريبة الى واسط وأن المعروضات تنوعت بين أنواع مختلفة من الحرف اليدوية التي يتفنن بها الإيرانيون في ايلام، مثل السجاد والجلود والسلال والتطريز على القماش إضافة الى الفخاريات والدمى والحلي والإكسسوارات والأواني النحاسية وغير ذلك".
وذكر أن "البازار نال إقبالا كبيرا من قبل الأشخاص في واسط خاصة النساء والفتيات ممن وجدن رغبة في التسوق واقتناء الحاجيات المرغوبة وهذا يدل على عمق الرقي والثقافة العراقية التي تكون حريصة دائما على تبادل الثقافات مع الآخر".
واشار الى أن "هذه الخطوة ستتبعها خطوات اخرى أشمل وأوسع ويمكن أن تكون بشكل متناوب، فنحن في ايلام نقدر الفن العراقي والفلكلور والتراث الذي تشتهر به بلاد الرافدين والذي كان ومازال ينمو على أيدي أمهر الحرفيين الذين توارث الكثير منهم مهنته على أيدي الآباء والأجداد كما نحن".
وتقول إحدى السيدات المشاركة في البازار إن "الفرحة كانت كبيرة ونحن نتطلع الى الشغف العراقي والرغبة في التسوق واقتناء الكثير من الحاجيات اليدوية والحرفية خاصة من قبل نساء واسط".
وأكدت أن "المرأة العراقية ماهرة في كل شيء ولديها قدرة على الإبداء في الصناعات اليدوية والحرفية لهذا نحن نتطلع الى بازار واسطي في ايلام".
وترى بيداء شاكر - إحدى المتبضعات- أن "البازار الإيراني أو بازار ايلام في واسط مثل نقطة مهمة لتعزيز الثقافة والتراث الشعبي، ومن خلاله أطلعنا على قدرة المرأة الايرانية على في مختلف الفنون خاصة اليدوية منها".
وأضافت "نحن في واسط نطمح الى خلق شراكة أكثر أهمية تتعدى موضوع البازار، كأن تكون في المجالات الخدمية والطبية والزراعية والصناعية والرياضية وغيرها من الفعاليات الاخرى التي تعزز التبادل الثقافي والمعرفي".
وسبق لواسط وإيلام أن عقدا سلسلة من الاتفاقيات الثانية المشتركة لكن أغلبها لم يدخل حيز التنفيذ وكان آخرها قرار الحكومة المحلية في واسط قبيل الزيارة الاربعينة الماضي والذي كان يقضي بالسماح لمواطني محافظة واسط الدخول بمركباتهم الشخصية التي تكون لوحة تسجيلها واسط ، الى ايلام مباشرة دون الحاجة الى دفع الرسوم الكمركية المعروفة بالترانزيت لكن القرار لم ينفذ حتى الآن.
يذكر أن المسافة بين واسط وإيلام يقدر عبورها بساعتين ونصف الساعة بضمنها وقت عبور النقطة الحدودية بين البلدين عبر منفذي زرباطية العراقي ومهران الإيراني، الامر الذي شجع الكثير من الواسطيين بالسفر الى ايلام بشكل دوري لمختلف الأغراض خاصة العلاجية والسياحية والتسوق.










