 العمارة / متابعة المدىاحتفل الصابئة المندائيون، أمس الأول الخميس، بعيد الخليقة الذي يستمر لخمسة أيام تسمى بالأيام الخمسة الكبيسة البيضاء (برونايا) او البنجة التي يقام فيها اكبر عيد للتعميد.وقال بدر جاسم حمادي رئيس الطائفة في ميسان إن "أيام الخليقة أو البنجة تتطابق فيها مع يوم العيد الصغير السابق لها وتأتي بعد دخول تسعة أشهر من بداية السنة المندائية لتعلن ولادة الخليقة بأمر الخالق العظيم، وكل يوم من الأيام الخمسة يكرس لكائن نوراني، حيث تفتح أبواب عالم الأنوار في البرونايا نهارا وليلا". وبين حمادي أن "البرونايا هو احتفال ديني أكثر مما هو عيد وفيه يقدم المندائيون من أماكن اريحا وحران وطيب وماثا وبغداد وبعض محافظات العراق ومنها ميسان أو المهجر إلى كهانهم للتعميد بقدر ما تسمح لهم ظروفهم".
وقال رئيس الطائفة في ميسان، فإن "هذا العيد في اللغة المندائية يسمى برونايا الذي يعرف بالعامية بعيد البنجة (البنجة كلمة فارسية وتعني الرقم خمسة نسبة إلى عدد ايام العيد) وهو عيد برودة الأرض واكتمال نضوجها بعد أن كانت كتلة ملتهبة بعد انفصالها عن الشمس وتكوين مخلوقات الدنيا على سطحها، ويتمثل العيد في اكتمال النبتة التي تأتي بثمارها في فصل الخريف وباكتمال الجنين في رحم الأم". وقالت الوافدة من السويد قدرية الخميسي إنها جاءت للعراق بسبب صعوبة الاحتفال بالعيد في المهجر.وفي هذا العيد تتجمع العوائل المندائية لإحياء طقوس العيد عند مندي الصابئة الذي عادة ما يقع عند النهر، ويتضمن الاحتفال إقامة صلاة الصبح والتعميد في الماء الجاري وتنحر الذبائح وتقام الولائم ترحما على أرواح المتوفين من أبناء الطائفة كما تقدم الصدقات للمحتاجين في هذه المناسبة.والصابئة المندائيون من سكان العراق القدماء، وترتبط أهم طقوسهم الدينية بمياه الأنهار الموجودة بكثرة جنوبي العراق، لذلك تركز وجودهم في الجنوب، وتشير كتبهم الدينية إلى أن منطقة (الطيب) الموجودة شمال مدينة العمارة، هي عاصمتهم الدينية. ويتبع المندائيون التعليمات الدينية الواردة في الـ(كنزا ربا) وهو الكتاب المقدس لديهم، ويعتبر يوم الأحد هو يومهم المقدس، ويتولى الكنزبرا الشيخ ستار جبار حلو ادارة شؤون الطائفة داخل العراق وخارجه.يذكر أن أكثر من 250 عائلة مندائية تنتشر في مركز واقضية ونواحي محافظة ميسان ويبلغ عدد أفرادها أكثر من ألفي فرد.