بغداد/ المحرر السياسييتصاعد الجدل الصحفي والسياسي حول طبيعة عمل شبكة الإعلام العراقي وما يترتب عليها من جراء تمويلها العام.ففي الوقت الذي يطلق صحفيون في جريدة الصباح التابعة للشبكة اعتصاما اليوم السبت للمطالبة بتحريرها مما يقولون إنها "هيمنة الحكومة أو أطراف فيها" على العمل،
أعرب مسؤولون في الصباح عن استعدادهم للتعامل الايجابي مع مطالب المعتصمين وبدء حوار جاد حول ابرز القضايا محور الاعتصام.وشهدت متابعة حدث الاعتصام من قبل (المدى) خلال الأيام الثلاثة الماضية لغطا كبيرا حول احتمال سوء نية تقف وراء متابعة أو نشر ما يتعلق بالاعتصام. وفي هذا التقرير حاولت المدى الحفاظ على قدر كبير من الحيادية المتاحة في ظل أجواء ومشاحنات من الصعب من خلالها التوافق على أن متابعة أحداث تتعلق بمؤسسة تمول من المال العام أمر يهم الرأي العام المحلي وسائر الوسط الصحفي والشعبي.وبينما تابعت المدى قصة الأحداث رفضت شخصيات ذات علاقة الإدلاء برأيها، فيما تراجعت وغيرت أخرى من مواقفها.محررون في الصحيفة، رفضوا جميعا الكشف عن أسمائهم لشعورهم بالخوف والقلق كما يقولون، صرحوا بأنهم يعتزمون تنظيم اعتصام اليوم السبت المقبل، بسبب تواصل هيمنة الحكومة عليها.ووزع المعتصمون بياناً باسمهم تضمن عددا من المطالب، منها التأكيد على استقلالية الإعلام العراقي الممول من المال العام متمثلا في شبكة الإعلام العراقي ودراسة ارتباطها كهيئة مستقلة بالبرلمان.إلى جانب حل هيئة الأمناء الحالية فورا وتشكيل هيئة جديدة على أن تكون بعيدة كل البعد عن معادلة المحاصصة وتعتمد المهنية كعامل أساس في اختيار أعضائها.واعتبر المعتصمون هيئة الأمناء الجديدة بمثابة برلمان مصغر داخل الشبكة يستمد شرعيته من مجلس النواب ويمنح صلاحيات ترشيح مدير عام الشبكة ورئيس تحرير الصباح والمسؤوليات الأخرى.وطالبوا أيضاً بان يتاح لمنتسبي الصباح اختيار هيئة أو سكرتارية أو مجلس تحرير ومديري تحرير وإدارة بالانتخاب.وقال البيان انه من اجل أن يسهم الإعلام الحر (وإعلام الدولة تحديدا متمثلا في جريدة الصباح) في عراق ما بعد التغيير في متابعة المتغيرات في المجتمع العراقي ومن اجل أن يكون هذا الإعلام الجديد قريبا جدا من حركة متغير المجتمع وحسب مقتضيات الدستور العراقي لعام 2005، ونظرا لغياب منهج أساس في تنظيم وسائل البث العام وضرورة تخليصه من العوامل السلبية التي تجعل مؤسسات البث العام ملكا مشاعا لسلطة ما أو جهة حزبية وسياسية، تقرر أن تنطلق تظاهرة سلمية، تعتمد أقصى حالات التنظيم من الضبط والدقة وميثاق العمل وقواعد العمل الإعلامي وطرح المطالب بعيدا عن استخدام أي حالة من الشغب والعنف.وفي مطالب ثانوية وردت في البيان طالب المعتصمون استقطاع نسبة 10% من كل إعلان مهما كان مبلغه، تودع في خزينة الجريدة، ويتم توزيعها بين جميع منتسبي الجريدة كأرباح سنوية أو شهرية.وحمل البيان توقيع اللجنة التحضيرية للتظاهرة وهم كل من: شهاب احمد الفضلي احمد حسين عبد الله، شمخي جبر، احمد عبد الحسين، سهيل ياسين، توفيق التميمي، لمياء نعمان، علي السومري، علي حمود الحسن، كاظم غيلان، عادل حمود، نجلاء الخالدي، بشير خزعل، محمد خضير سلطان.احد محرري الصباح قال في اتصال هاتفي مع "المدى" إن الاعتصام سيكون اليوم السبت لعدد غير قليل من محرري وعاملي المطبعة، كون الصحيفة بدأت تتراجع وبشكل كبير على المستويين الفني ومن ناحية المبيعات، فضلا عن تسلط هيئة التحرير والتي وفقا للمحرر معينة من خارج الصحيفة ولم يستشر احد في وجودها، واصفا إياها بالضعيفة تجاه التدخلات غير القانونية لاسيما من أعضاء في هيئة الأمناء لشبكة الإعلام العراقي.وتابع المحرر أن واحدة من المشاكل التي دعت العاملين إلى إعلان الاعتصام هو تعامل الصحيفة بطريقة غير حيادية مع التظاهرات التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية والتي عملت على توصيل فكرة إلى المواطن على أن المتظاهرين بعثيون أو مخربون، فضلا عن موقفها السلبي من قضية الاعتقالات التي حدثت ضد بعض الصحفيين ومن بينهم محرر الصباح علي السومري، كما يقول.بدوره قال محرر آخر في الصحيفة الصباح في اتصال هاتفي مع"المدى"إن الاعتصام سببه هيمنة الحكومة على عمل الصحيفة.وأضاف إن الصباح أصبحت أداة بيد الأحزاب الحاكمة داخل السلطة في حين حدد الدستور عمل الشبكة بارتباطها بمجلس النواب على أن تموّل من القطاع العام، مبينا أن هذا يعني أن الصحيفة هي ملك للمجتمع لا للحكومة كما هو عليه الحال. وتابع: الحكومة أصدرت توجيهاتها إلى الجهات التابعة لشبكة الإعلام العراقي بالتركيز على الجوانب السلبية للتظاهرة، وبالتالي أساءت إلى الشعب العراقي الذي خرجت أعداد كبيرة منه للمطالبة بالإصلاح وتوفير الخدمات.وشدد على وجود خطوط حمر داخل عمل صحيفة الصباح والتي من بينها منع المحررين من عمل أي تقرير ينتقد عمل الحكومة، بل يجب أن تكون التقارير جميعها تعمل من اجل نشر صورة حسنة عنها، فضلا عن عدم جواز تناول مواضيع الأحزاب الدينية وانتقادها والأحزاب التي تمتلك ميليشيات.وكشف أيضاً عن أن المعتصمين يرحبون برئيس التحرير الجديد عبدالستار البيضاني وينتظرون مباشرة عمله للتعاون "ف