واسط / جبار بچاي
تشهد شواطئ نهر دجلة بمدينة الكوت توافد العديد من هواة صيد السمك يوميا مستخدمين السنارة لا غير بحثا عن أسماك البني والكطان الشهيرة التي كانت تملأ حوض النهر في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي يوم كان الخير عميم والماء في النهر غزير على العكس مما عليه الآن لا ماء ولا سمك يصطاد هناك.
فتية وشباب بمختلف الاعمار أخذت تجمعهم هواية صيد السمك عند مقدم سدة الكوت يقضون وقتا طويلا كل يوم معلقين الآمال على السنارة التي تأتي فارغة في الغالب وفي بعض المرات تتعلق بفم سمكة كانت تبحث عن الطعم وسط مياه النهر الضحلة فيحتفل هؤلاء الهواة سوية راكضين نحو موقد النار المهيأ مسبقا للشواء.
يقول نجاح خضير، أحد هؤلاء الهواة إن "صيد السمك هواية لا يُمل منها تجعلك تعيش بين الأمل والألم .. تشعر بالألم والخيبة إذا انتهى يومك دون صيد خاصة إذا صاد صديقك سمكة أو أكثر وأنت باق بالأمل."
وأضاف خضير لـ (المدى): "السنارة سبيلنا الوحيد لممارسة الصيد على العكس مما يفعله البعض في مناطق آخري مستخدمين أساليب الصيد الجائرة مثل الصعقة الكهربائية والسموم أو المتفجرات وهذه الوسائل ممنوعة ويحاسب عليها القانون ونحن نرفضها رفضا قاطعا ."
وأشار الى أن "جميع المتواجدين هنا هم هواة وأصدقاء تجمعهم هذه الهواية والغرض من الصيد الشواء المباشر وتناول الغداء أو العشاء سوية فكل واحد منا يجلب معه شيء للوليمة لكن في بعض الاحيان تجبرنا الظروف على شراء السمك من السوق إذا فشلنا في الصيد ذلك اليوم."
وذكر أن "بعض العوائل التي تفد الى الكورنيش عند المساء تشارك بهواية الصيد خاصة الأطفال الصغار من أجل المتعة لكن النتائج غالبا ما ترد سلبية، فالسمك شحيح مثل الماء، بل يكاد يكون وجوده معدوما في دجلة."
لكن الشاب باسم الزركاني له حكاية مختلفة مع سنارته التي ظفرت له ذات يوم بكطان يزيد وزنه عن عشرة كيلوغرامات كما يقول: "لقد كان يوما مميزا عند الهواة الموجودين حين اصطدت سمكة كطان كبيرة جعلنا منها وليمة عشاء جيدة".
وقال: "نمارس صيد السمك في نهر دجلة ضمن حدود منطقة الكورنيش القريب الى سدة الكوت باستخدام السنارة ولم نذهب الى مكان آخر أو نستخدم وسائل صيد أخرى مثل الشباك وغيرها ن فنحن مجرد هواة ونأتي لقضاء الوقت لا اكثر."
وما بين شح المياه وغياب السمك يتذكر المواطن جواد البدن الذي يسكن في حي العزة على الضفة اليمنى للنهر عند مؤخر سدة الكوت كيف كان دجلة في السنوات السابقة حيث يتناثر رذاذ الماء على الضفتين نتيجة لارتفاع منسوب النهر طوال العام إضافة الى الاسماك الكثيرة التي كانت تشغل غطاءاً يغطي وجه الماء تماما في مؤخر السدة.
ويقول "كانت أسماك الكوت مضربا للأمثال وكانت أثمن هدية يقدمها أبناء المحافظة للأقارب والأصدقاء في مناطق أخرى، وكانت وجبة السمك شبه يومية عندنا نحن جيران السدة على العكس مما عليه الآن لا ماء ولا سمك مجرد أنقاض ونفايات ومياه آسنة ترمى في النهر الجميل."
واعتبر وجود عشرات الشباب لممارسة صيد السمك هذه الأيام: "مجرد هواية وتعبير عن الرغبة في الصيد وقتل وقت الفراغ ولهو لا أكثر .. هم فرحين إذا أصطاد أحدهم سمكة صغيرة بينما كان الصياد سابقا يصطاد كميات كبيرة جدا وهناك أسماك يتم صيدها بوزن يصل الى نحو 0 8 كيلو غرام وأكثر وهناك شهود وحالات معروفة في السابق".










