د. حيدر جمعة
منذ ما يقارب عشر سنين طالعت أحد الكتب التاريخية فشدتني حادثة ذكرها محقق الكتاب وهو مصري أسمه محمد مصطفى زيادة، ذكرها في هامش إحدى صفحات الكتاب تتعلق بشخص سماه بموسى الكودي، حيث قال (للمزيد حول ذلك انظر كتاب النهج السديد والدر الفريد فيما بعد تاريخ إبن العميد..... وذكر إسم كتاب آخر باللغة الانكليزية كمصدر أيضا للموضوع) فتصورت إن الكتاب الذي باللغة العربية هو الأصل وأغفلت الذي باللغة الانكليزية، فبحثت عن شخص موسى الكودي هذا في الإنترنت وفي كتب التراجم والتاريخ فلم أجد له أي ذكر، فقلت ممكن يكون مذكور فقط في الكتاب الذي أشار له المحقق وعليه يجب أن أحصل على هذا الكتاب فبحثت عنه فلم أجد له أثراً لا في المكتبات ولا في شبكة الأنترنت وانما توجد منه نسخة خطية في مكتبات خارج العراق وطبعة قديمة فرنسية عام 1982 طبعت من قبل أحد المستشرقين ونتيجة لإهتمامي الشديد بالموضوع كلفت أحد الإخوة الذي يدرس في فرنسا في حينها ان يحصل لي صورة للصفحات مدار البحث من إحدى مكتبات فرنسا وقد حاول مشكورا لكنه لم يستطع ذلك، إضافة الى ذلك كلفت بعض الأخوة الدارسين في مصر حيث سمعت أن الكتاب موجود هناك وكذلك راسلت مركز الملك فيصل بالسعوديه حيث يحتفظون بمخطوطة للكتاب، وبقيت طوال سنين عديدة في لهفة وتتبع للحصول على الكتاب الى أن نشر الكتاب مؤخراً من قبل دار سعد الدين في سوريا ولكن ايضاً لم تصل طبعته للعراق فبقيت اتحين الفرص للحصول عليه حتى قدّم لي احد الأخوة متفضلاً نسخة مستنسخة من الكتاب فلم أصبر حتى فتحت الكتاب وذهبت الى الصفحات التي ذكرها المحقق المذكور سابقاً حتى أطالع الحادثة التي شدتني للبحث ولكن الدهشة انه لم أجد شيئا لا من قريب ولا من بعيد !!! قلبت الكتاب ظهراً لبطن فلم أجد شيئاً يذكر!! شعرت بالصدمة فقلت سنوات وأنا انتظر هذا الكتاب وصرفت وقت وجهد كبيرين لأجل ذلك، ثم شائت الصدف أن وقع بيدي كتاب مترجم للعربي للمصدر الثاني الذي باللغة الانكليزية واسمه تاريخ الأدب في ايران لإدوارد براون لأكتشف أن الشخص الذي بحثت عنه سنين عديدة أسمه موسى الكردي وليس الكودي وان المحقق مصطفى زيادة او دار النشر قد اخطأوا في تسميته او أشتبهوا، وهذا الخطأ بحرف واحد كلفني عناء وبحث وتعب سنين.
المخلص من ذلك انه ممكن أن يضيع جزء مهم جداً من وقتك وجهدك ومالك وصحتك نتيجة خطأ بحرف واحد .










