TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > «الهربس» يضرب أحواض الأسماك في الأنبار والخبراء يحذرون من كارثة بيئية

«الهربس» يضرب أحواض الأسماك في الأنبار والخبراء يحذرون من كارثة بيئية

نشر في: 19 أكتوبر, 2025: 12:01 ص

 المدى / محمد علي

تعاني الثروة السمكية في محافظة الأنبار من تفشٍّ كبيرٍ لفيروس "الهربس السمكي" الذي يظهر عادةً مرتين في السنة، متسببًا بخسائر كبيرة لمربي الأسماك، وتهديدًا للتوازن البيئي في الأنهار. ويحذر مختصون من خطورة رمي الأسماك المصابة في الأنهار، لما لذلك من تأثير مباشر على الثروة المائية والبيئة المحلية.
ويقول مدير بيئة الأنبار، قيس ناجح، خلال حديثه لـ (المدى): إن "الأسماك التي نُفِقَتْ مؤخرًا تعود إلى نوع الكارب الذي يُربَّى داخل الأقفاص العائمة، وقد تزامن ذلك مع فترة ظهور وباء الهربس السمكي، وهو فيروس موسمي يظهر عادةً في مثل هذا الوقت من كل عام ويتسبب بهلاك أعداد كبيرة من الأسماك».
ويؤكد أن «المربين على دراية مسبقة بموعد ظهوره، وقد اتخذ أغلبهم الإجراءات الوقائية اللازمة، إلا أن بعض المشاريع السمكية في المحافظة تأثرت بالإصابات».
ويشير ناجح إلى أن «مديرية بيئة الأنبار كثّفت زياراتها الميدانية لحثّ المربين على عدم رمي الأسماك الهالكة في الأنهار لتجنب انتشار العدوى، إذ يتم جمع الأسماك المصابة ودفنها في أماكن مخصصة قرب مواقع التربية لضمان التخلص الآمن منها ومنع انتقال المرض».
من جهته، يؤكد المختص بالشأن البيئي، صميم سلام، خلال حديثه لـ(المدى)، أن «الأسماك المصابة حاليًا تحمل فيروس الهربس، وهو مرض موسمي له دورتان في السنة؛ الأولى تمتد من شهر أيار إلى تموز، والثانية من أيلول حتى كانون الأول».
ويضيف أن «هذا الفيروس ينتقل عادةً من الأحواض إلى الأسماك الموجودة في الأنهار، خصوصًا عندما يتم رمي الأسماك المصابة في المياه بدلًا من عزلها أو دفنها بطريقة صحيحة، ما يؤدي إلى انتشار العدوى في البيئة المائية وإصابة الأسماك السليمة». ويختم حديثه بالقول: «للأسف، هناك إهمال من بعض المربين الذين لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية، إذ يُفترض عزل الأسماك المريضة ودفنها بشكل آمن وبيع الأسماك السليمة فقط، لتفادي توسع دائرة الإصابة».
فيروس «الهربس» المكتشَف يُصيب أسماك الكارب التي يتم تربيتها في الأحواض الإنتاجية، حيث إن تلك الأسماك حينما تُصاب بهذا الفيروس فإن نسبة نفوقها تصل إلى ما يقارب 100 في المئة، وهو أمر يزيد من مخاوف شراء الأسماك من النقاط التي تبيعها غير حية، خشية أن تكون غير الحية منها قد نُفِقَت نتيجة إصابتها بالفيروس.
وبحسب علماء الفيروسات، فإن «الهربس» يتسبب بظهور بقع بيضاء في النسيج الخيشومي والكلى ودماغ الأسماك المصابة، والسبب الرئيسي يعود إلى قلة الأوكسجين المذاب في مياه المسابح التي يتم تربية الأسماك داخلها، بالإضافة إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 24 درجة مئوية.
تراجع الإقبال على شراء الأسماك وانخفضت المبيعات إلى النصف رغم تطمينات الجهات الحكومية، فيما امتد القلق إلى بقية الأنواع رغم اقتصار الفيروس على الكارب فقط، إذ تنتظر الأسواق انتعاشها المعتاد يوم الأربعاء، الذي يُعَدّ اليوم المفضل للعراقيين لتناول السمك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram