ترجمة: حامد أحمد
تناول تقرير لموقع أويل برايس (Oil Price) الأميركي لأخبار الطاقة موضوعَ إكمال مشروع حقل خور مور الغازي في إقليم كردستان، وذلك قبل ثمانية أشهر من الموعد المحدد، حيث زاد معدل إنتاجه بنسبة 50% ليصل إلى 750 مليون قدم مكعب في اليوم، مؤكداً أنه سيساهم في تعزيز توليد الكهرباء والنمو الصناعي في الإقليم، مع توفير طاقة كهربائية على مدى 24 ساعة، إلى جانب تحسين إمدادات الطاقة لبقية مناطق العراق.
وكانت مجموعة شركة نفط الهلال (Crescent Group) الإماراتية، وبالتعاون مع شركة دانة غاز (Dana Gas) العاملة في الإقليم، قد أكملت مشروع تطوير وتوسعة حقل خور مور الغازي، الذي يُعد من أكبر حقول الغاز غير المصاحب في العراق، ويقع في محافظة السليمانية، بكلفة تقديرية بلغت 1.1 مليار دولار، وذلك قبل ثمانية أشهر من الموعد المقرر.
المشروع الذي أُدرج في سوق السندات البديلة في الدول الإسكندنافية (Nordic Alternative Bond Market)، حظي بتمويل من مؤسسة تمويل التنمية الأميركية (DFC) ومصرف الشارقة، إضافة إلى عائدات سندات مضمونة بقيمة 350 مليون دولار صادرة عن شركة بيرل بتروليوم (Pearl Petroleum). وتملك شركتا نفط الهلال ودانة غاز حصة قدرها 35% لكل منهما في الحقل.
يوفّر المشروع عند ذروته أكثر من عشرة آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، واستُعمل فيه أكثر من ستة آلاف طن من الفولاذ، وما يزيد على 6.2 مليون ساعة عمل، ما يجعله أحد أضخم مشروعات البنية التحتية التي نُفّذت من قبل القطاع الخاص في العراق خلال السنوات الأخيرة.
وقال ماجد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال: «إن إنجاز مشروع (KM250) قبل الموعد المقرر يمثل إنجازاً كبيراً لشركتي نفط الهلال ودانة غاز وشركائنا في اتحاد بيرل. هذا الإنجاز يؤكد التزامنا المستمر تجاه إقليم كردستان، ويبرهن قدرتنا على استثمار موارده الهائلة من الطاقة، ويعزز التزامنا بتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات المحلية وتوفير طاقة أنظف وأكثر موثوقية للإقليم والعراق بشكل عام».
وأضاف أن المشروع سينتج أيضاً سبعة آلاف برميل يومياً من المكثفات و460 طناً يومياً من الغاز المسال (LPG) تُضاف إلى الإنتاج الحالي البالغ 15,200 برميل يومياً من المكثفات و1,070 طناً يومياً من الغاز المسال.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة دانة غاز، ريتشارد هول: «إنجازنا المبكر لمشروع خور مور 250 محطة بارزة في مسيرة دانة غاز، وثمرة النهج العملي المباشر الذي اتبعناه، إذ حملت دانة غاز ونفط الهلال على عاتقهما مهمة الإشراف التشغيلي الكامل على المشروع، فركّزنا جهودنا وسرّعنا وتيرة التنفيذ واستعدنا زخم العمل، لنحقق معاً نتائج ملموسة وواقعية».
وأشار التقرير إلى أن قطاع الطاقة في العراق يشهد حالياً مرحلة انتعاش ملحوظة، فقد صدّر إقليم كردستان نحو 2.5 مليون برميل من النفط الخام منذ استئناف التدفقات في 27 أيلول/سبتمبر، بعد توقف دام أكثر من عامين ونصف، منذ أوائل عام 2023 عندما قضت غرفة التجارة الدولية (ICC) في باريس بأن تقوم تركيا بدفع تعويضات مالية بقيمة 1.5 مليار دولار لخرقها معاهدة عام 1973 من خلال صادرات نفطية من الإقليم دون موافقة بغداد.
وفي الوقت ذاته، أطلقت شركة توتال إنرجيز الفرنسية العملاقة مشروعها الضخم «مشروع نمو الغاز المتكامل» بقيمة 27 مليار دولار، بعد توصلها إلى اتفاق مع الحكومة العراقية في عام 2024 لبدء هذا المشروع المؤجل منذ فترة طويلة.
يتألف المشروع من عدة مكونات، من بينها تطوير حقل أرطاوي النفطي، وإنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1 غيغاواط، وبناء محطة لمعالجة مياه البحر.
المرحلة الأولى من المشروع النفطي تهدف إلى تحقيق إنتاج يبلغ 120 ألف برميل يومياً بحلول أوائل عام 2026، في حين من المتوقع أن تبدأ المحطة الشمسية بتوليد الكهرباء نهاية عام 2025.
وكانت توتال قد وقّعت اتفاقاً أولياً مع الحكومة العراقية في عام 2021 لتنفيذ أربعة مشاريع في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة في جنوب العراق على مدى 25 عاماً، باستثمار أولي قدره 10 مليارات دولار. إلا أن المشروع تعطل بسبب الخلافات بين الساسة العراقيين حول شروط الاتفاق.
غير أن العراق وافق في النهاية على الاكتفاء بحصة 30% فقط في المشروع، مما مهد الطريق لإعادة إحياء الصفقة، وفتح الباب أمام عودة الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد بعد سنوات من الاضطراب. وقد أكد باتريك بويانيه، الرئيس التنفيذي لتوتال إنرجيز، لوكالة رويترز قائلاً: «إن الحكومة العراقية أكدت العقد بالكامل دون أي تعديل… وكان ذلك بالنسبة لي خبراً ساراً للغاية».
من جانب آخر، تستعد شركة بريتش بتروليوم (BP) البريطانية لتطوير حقول كركوك النفطية والغازية بعد توقيع العقد في آذار/مارس 2025. وبحسب مسؤولين عراقيين، يبلغ الإنتاج الحالي من حقول كركوك نحو 245 ألف برميل من النفط الخام يومياً.
ويُعد حقل كركوك من أكبر الحقول النفطية في العالم، إذ اكتُشف عام 1927 وتُقدّر احتياطاته القابلة للاستخراج بحوالي 10 مليارات برميل، ويُدار الحقل من قبل شركة نفط الشمال.
يُذكر أن العراق هو ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك بعد السعودية، ويعتمد اقتصاده بنسبة تفوق 90% على صادرات النفط الخام.
عن موقع «أويل برايس».










